شفا – تطوّر عمل الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال/ فرع فلسطين في الستة أشهر الأولى من العام على عدة مستويات، حيث امتداد نطاق عملها لصالح المناطق المهمشة مثل محافظة قلقيلية، والدخول بقوّة إلى ميدان عمل الجامعات والمعاهد الفلسطينية كونها تشكّل بوابة رئيسية للوصول إلى شريحة واسعة من المواطنين والمهنيين ومن كافة المناطق، إضافة إلى تشكيل الحركة حلقة وصل وبذات المستوى مع كافة الأطراف ذات العلاقة؛ كالأطفال وذويهم كونهم الفئة الأكثر معرفة باحتياجاتهم، وصنّاع القرار والمسؤولين، وذلك بمشاركة الأطفال أنفسهم.
وفي هذا السياق وضّح مدير برنامج الحماية والتفعيل المجتمعي في الحركة رياض عرار أن العلاقة التشاركية والمهنية مع هذه المؤسسات هو أهم الإنجازات التي حققها برنامج الحماية والتفعيل المجتمعي، وهي قائمة على قاعدة الاحترام المتبادل ومراقبة وتقويم الأداء بما يخدم مصالح الطفل الفضلى، حيث العلاقة مع وزارة التربية والتعليم ومع مديريات التربية والتعليم في كافة المحافظات، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة تأهيل الأسرى، ومكتب النائب العام، والشرطة الفلسطينية، ووزارة العدل ووزارة الأوقاف وغيرها، إضافة إلى وجود الحركة في العديد من اللجان المهنية والفنية ذات العلاقة بالتشريعات والقوانين.
واضاف عرار أن أهمية التشبيك والتنسيق التي تمّت خلال النصف الأول من هذا العام أنها لم تقتصر فقط على المستوى الوطني مع المؤسسات الحكومية والأهلية والمنظمات الدولية والشبكات والائتلافات المهنية المختلفة، بل امتدت على الصعيد الإقليمي أيضاً، فالحركة العالمية للدفاع عن الأطفال الآن هي في رئاسة اللجنة التحضيرية للشبكة العربية لحقوق الطفل، وهي شاركت بقوة في تقديم تصور واضح حول النظام الداخلي للشبكة العربية والأوراق المفاهيمية والأطر القيمية والأخلاقية التي تحكم عمل الشبكة وذلك عبر مشاركتها في ثلاثة اجتماعات إقليمية مع 11 مؤسسة عربية من تسعة دول عربية.
في قلقيلية؛ المحافظة الأكثر تهميشاً!
بدأ العمل الجاد في مجال حقوق الأطفال في محافظة قلقيلية بعد الزيارة التي نفذتها الحركة العالمية لمقر المحافظة وعدد من المؤسسات العاملة مع الأطفال مثل البلدية، ومديرية الشرطة، والنيابة العامة، ومديرتي التربية والتعليم والشؤون الاجتماعية.
وتشير رئيسة قسم الإرشاد والتربية الخاصة في قلقيلية ناريمان خليفة إلى أهمية الدعوة التي وجّهتها الحركة العالمية بعد هذه الزيارة للمؤسسات العاملة في مجال الطفولة والمؤسسات الداعمة وصنّاع القرار للحضور إلى قلقيلية للاستماع إلى احتياجات المحافظة وأولويات العمل فيها، وذلك من خلال عقد الحركة بداية العام الجاري لورشة عمل خرجت فيها المؤسسات المشاركة بآلية عمل لتحقيق هذه الاحتياجات، وتؤكد خليفة على الحضور الجيد لبعض المؤسسات الدولية والمحلية والتي كان الجزء الأكبر منها لا يعرف واقع احتياجات المحافظة والمعاناة التي تعانيها، والانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال فيها.
ويعتبر التحضير الفعلي لتشكيل شبكة حماية الطفولة من أهم ما تمّ إنجازه على الأرض بعد اللقاء، وذلك كما أشار مدير مديرية الشؤون الاجتماعية في المحافظة عزت ملوح، حيث عقدت الحركة عدة لقاءات تدريبية لـ15 مؤسسة عاملة في مجالات حقوق الطفل والإرشاد والحماية وذلك تمهيداً لإنشاء الشبكة في محافظة قلقيلية أسوة بالمحافظات الأخرى، وأكّد ملوح أن وجود الشبكة التي سيتم الإعلان عنها قريباً ستزيد من نسبة المعرفة والوعي بطبيعة العمل في مجال حقوق الأطفال والحماية سواء على مستوى المؤسسات أو الأفراد في المحافظة، مشيراً في الوقت ذاته أن العمل خلال الستة أشهر الماضية مع كافة المؤسسات في المحافظة نقل وبشكل ملموس مستوى المعرفة والوعي بطبيعة عمل هذه المؤسسات كمرجعيات هامة في مجال حقوق الطفل، خاصة وأن الشبكة ستكون مؤهلة ومدرّبة في مجالات الحماية والإرشاد وحقوق الطفل، وأعطى ملوح مثالاً على ذلك حيث الإقبال اللافت للانتباه والاهتمام بمعرفة دور هذه المؤسسات أثناء مشاركة المجتمع المحلي في قلقيلية بفعاليات أنشطة يوم الطفل الفلسطيني في شهر نيسان الماضي.
“لنرفع الأقلام ولنكسر العصا”
الحملة الوطنية لحماية الأطفال من العنف المدرسي
تشكّل الحملة الوطنية لحماية الأطفال من العنف المدرسي والتي تأتي بعنوان “لنرفع الأقلام ولنكسر العصا” أحد أهم الخطوات العملية التي بدأت الحركة بالتحضير لها مع نهاية العام الماضي، فيما بدأت فعالياتها مع بداية العام الحالي وستستمر حتى نهايته وفي كافة المحافظات، وذلك بالتعاون مع الشبكة الفلسطينية لحقوق الطفل وشبكة حماية الطفولة ووزارة التربية والتعليم.
وأشار منسق وحدة التفعيل المجتمعي في الحركة هاشم أبو ماريا أن الحملة شملت عدة أنشطة بمشاركة الأطفال أنفسهم وعلى عدة مستويات بدءاً بالأطفال ووصولاً لصناع القرار والمسؤولين. بدأت أنشطة الحملة بزيارات أعضاء مجلس الأطفال إلى وزارة ومديريات التربية والتعليم، وعرضهم أمام وكيل وزارة التربية والتعليم لنتائج الدراسة التي قاموا بها حول العنف في المدارس، إضافة إلى تسليم مدراء التربية والتعليم في المحافظات رسائل مناصرة لحماية الأطفال من العنف المدرسي. فيما تبع هذه الزيارة عدد من الأنشطة تمثّلت بتنفيذ دورتين تدريبيتين استهدفتا 25 مؤسسة من مؤسسات الشبكة الفلسطينية لحقوق الطفل، و28 مشرفاً مهنياً في المدارس الحكومية، وكان من نتائج هاتين الدورتين تنفيذ المتدربين المهينين 22 ورشة عمل لمرشدين تربويين والذين بدورهم يقومون حالياً بتنفيذ لقاءات في مدارسهم مستهدفين مجالس أولياء الأمور والمعلمين.
واستمراراً في توعية الأطفال بحقوقهم في الحماية من العنف المدرسي وضمن أنشطة الحملة، قدّمت الحركة 10 عروض مسرحية بعنوان “ارمِ العصا” التي تعالج موضوع العنف المدرسي لعدد من المدارس الحكومية، كما نظمت 10 أيام مفتوحة سلّطت فيها الضوء على دور المعلم وأولياء الأمور في إيجاد بيئة حامية وداعمة للأطفال في مدارسهم وأسرهم. إضافة إلى إنتاج فليم وثائقي حول الحماية سيتم عرضه قريباً في مدارس التربية والتعليم، وتنظيم حلقات نقاش مهني بشأنه بمشاركة المعلمين والمدراء.
وفي ذات السياق يضيف عرار أن كافة النشاطات الوطنية التي تم تنفيذها في هذه الفترة حملت شعارات الحملة الوطنية لحماية الأطفال من العنف المدرسي، حيث جرى تنسيق الأنشطة وتنظيمها مع الشبكة الفلسطينية لحقوق الطفل ومجلس أطفال الحركة والذين تابعوا كفريق عمل واحد عملية التنظيم والتخطيط والمراقبة والتنفيذ والتقييم.
مع الجامعات..
وتعتبر الشراكة مع الجامعات الفلسطينية والمؤسسات الأكاديمية أحد أهم التوجهات التي بدأت الحركة بانتهاجها، وتمثّل ذلك في حملة “حماية الأطفال من العنف المدرسي” من خلال تنفيذ فعاليات المؤتمر الوطني العاشر للطفل والذي جاء على شكل حلقات دراسية تحمل ذات العنوان، حيث تمّ تنفيذ يومين دراسيين في كل من الخليل بالتعاون مع جامعات بيت لحم وفلسطين الأهلية والخليل والقدس المفتوحة، ورام الله بالتعاون مع جامعتيّ القدس المفتوحة وجامعة القدس شارك فيهما عدد من الأكاديميين والمتخصصين، فيما سيتم تنفيذ اليومين الدراسيين المتبقيين في كل من طولكرم وطوباس مع جامعة النجاح وجامعة خضوري والجامعة الأمريكية وجامعة القدس المفتوحة.
إضافة إلى المؤتمرات والأيام الدراسية تعمل الحركة حالياً على مناقشة افتتاح بعض التخصصات المتعلقة بحقوق الطفل مع الجامعات والمعاهد الفلسطينية.
وحدة عدالة الأطفال
وفي سياق متصل، لم يقتصر عمل وحدة عدالة الأطفال، وهي إحدى وحدات برنامج الحماية والتفعيل المجتمعي، استمرارها في عملها في الدفاع عن الأطفال ضحايا الانتهاكات والإهمال، والتوعية بحقوقهم، بل أيضاً استمرت في الترويج لفهمها ورؤيتها الخاصة لمفهوم عدالة الأطفال، وذلك بتعزيز أهمية النظر بمرونة للقوانين المتعلقة بالأطفال وتغليب مصلحة الطفل الفضلى عند تطبيق القانون، وذلك من خلال تنظيم ورش العمل والتدريبات للجهات المكلّفة بإنفاذ القوانين المتعلقة بالأطفال.
وفي هذا السياق يقول مدير برنامج الحماية والتفعيل المجتمعي أنه ونتيجة لأن كادر الوحدة يضم القانونيين والحقوقيين الذين تجمعهم رؤيا موحدة في العمل ويواكبون حالة حقوق الطفل في خلاف مع القانون، فهم يطوّرون عملهم باستمرار ويكتبون عن رؤيتهم المستقبلية لقضاء الأحداث من منطلق فهمهم الخاص للعدالة وفق المنهج المبني على الحقوق، وبالاعتماد على مجموعة من المعايير والمواثيق الدولية بدءاً بالاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ومرواً بمبادئ الرياض وطوكيو. ونتيجة لهذا المفهوم تنتسب الوحدة –كما يضيف عرار- إلى العديد من اللجان أهمها اللجنة الفنية لصياغة مسودة قانون الأحداث الفلسطينية، إضافة إلى أنها جزء من مجموعة العمل لحماية الأطفال (ائتلاف مؤسسات مهنية دولية ووطنية)، ومكون أساسي لشبكة حماية الطفولة في فلسطين.
عمل باتّجاهين
وكإجراء جديد، وبهدف استفادة المؤسسة والشركاء من التقارير التي تصدرها الحركة كمرجعية هامة في مجال حقوق الأطفال، بدأت الحركة العالمية بعرض التقارير المتخصصة التي تصدرها حول وضع الأطفال الفلسطينيين على المؤسسات الشريكة والأشخاص المتخصصين وذوي العلاقة، وذلك من خلال ورش عمل يتم تنفيذها بحضورهم بهدف أخذ ملاحظات الشركاء وصناع القرار وذوي العلاقة حول التقارير بعين الاعتبار وتحديث آليات العمل باستمرار بما يضمن استفادة أكبر من التقارير المتخصصة الصادرة، وذلك كما أشارت مسؤولة تطوير البرامج في الحركة سكينة خلاوي.
وأضافت خلاوي أن التجربة الأولى للحركة كانت من خلال عرض التقرير الأول حول عدالة الأطفال والذي صدر عن المؤسسة في شهر آذار الماضي. حيث عقدت الحركة اجتماعها الأول لعدد من الشركاء والمتخصصين والعاملين في مجال حقوق الأطفال، واستمعت إلى آرائهم حول التقرير، مؤكدة على أخذ الحركة لكافة الملاحظات بعين الاعتبار وذلك بهدف تطوير آلية عمل للتقارير اللاحقة المتخصصة.