القادم .. زمن المفاجآت والتحولات! بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
القادم القريب في عالم السياسة العالمية، سيشهد العديد من التغيرات الجذرية التي تحمل في طياتها زمن المفاجآت والتحولات غير المسبوقة ، فسوف تختلف المعادلات وتنقلب الموازين ، من أجل عملية التكوين المحوري لفقه السياسة وعناوينها الجديدة ، لعالم يحتكم في أبجدياته المقبلة إلى لغة الاقتصاد والمصالح المشتركة المتبادلة ، ذات التأسيس للقواعد السياسية في العلاقات والمعاملات وإدارة المحاور والأزمات والصراعات بين كافة الدول.
الدول العالمية ذات التأثير السياسي والاقتصادي تلقت صفعة “كورونا” دون سابق إنذار ، كان عنوانه أخذ الأمور على محمل الجد والأهمية ، فانخرطت في رحى الجائحة بشكل زمني متسارع دون ادراك أن عجلة التسارع والتصارع ستغير في معالم توجهاتها ومواقفها وتطلعاتها واحتياجاتها ، فلهذا كان الموقف صعباً في تحمل كل دولة على حدا مسؤولياتها وواجباتها في مواجهة فيروس كورونا ، رغم الوجود المسبق لتحالفات وعلاقات واستراتيجيات بين العديد من الدول التي ألمت بها الجائحة.
الدول العربية والاقليمية ، وفي ظل ما سبق ذكره ضمن اطلالة سريعة على مجريات الأمور، التي سيتم اتخاذها بشكل مباشر أو غير مباشر للقادم السياسي بعد وقوع جائحة كورونا ، يتمثل في العنوان الرئيسي أنه لا بد من منقذ ومخلص في ظل تبعات الجائحة صحياً واقتصادياً وما ستؤول إليه الأوضاع القادمة أيضا بسبب استقواء واستغلال بعض الدول الاقليمية ، ذات الاجندات المتنفذة الخاصة و تدخلاتها العلنية وغير المبررة والمنطقية في شؤون الدول العربية الشقيقة التي تسعى هذه الدول إلى الأمن والأمان والاستقرار ما استطاعت إليه سبيلا، في ظل واقع عربي أنهكته تشابك الأزمات وويلات الحروب الداخلية الطاحنة وتبعاتها.
الاقليم العربي لن يكون بعيداً وبمعزل عن مجريات التغيرات والتحولات الدراما كآتية المتسارعة في واقع سياسي واقتصادي عالمي جديد ، الذي سيحدد الأفق للحقبة الزمنية القادمة التي سيكون بكل تأكيد لها ما لها وعليها ما عليها لمعطيات متعددة الجوانب ، أهمها أن العالم الجديد القادم بحاجة شديدة إلى وضع النقاط الاقتصادية وفق الحروف السياسية ، التي تحتكم في موازينها إلى تبادل المصالح ذات القوة الحقيقية في ادارة العالم الجديد.
القادم .. زمن المفاجآت والتحولات ، والذي نحن كفلسطينيين ليس في معزل عنه وندور في فلك رحاه شئنا أم أبينا لأننا شعب محتل ومنهك على كافة الصعد والمستويات ، وبحاجة دائمة إلى تقديم الامكانيات والمساعدات ، التي تؤهلنا للعيش اليومي من أجل الالتحاق بركب الحياة الكريمة ، لكي نبق متمسكين في الحلم والأمل في مستقبل قادم يحملنا إلى واقع الدولة المستقلة ، فلهذا المطلوب فلسطينياً أن ندرك ما يدور حولنا بكل موضوعية ، ونتدارك الموقف سريعاً بكل منطقية ، في ظل العالم القادم الذي عنوانه التغيرات والتحولات في الرؤى والمواقف والسياسات ، وأن نلتحم كلنا كفلسطينيين في اطار واحد وموحد ضمن رؤية تقوم على استراتيجية الحفاظ على مسافة واحدة وموحدة من التباين والتوازنات في ظل التحولات والصراعات ، لأن القادم عالمياً طوفان سياسي واقتصادي ستكون أمواجه العاتيات تفوق كافة التصورات والتوقعات ، في ظل استقواء القوي على الضعيف لكسب المزيد من التنازلات، فلهذا مطلوب منا كفلسطينيين جميعاً دون استثناء لأي أحد ، أن نكون صفاً واحداً في خندق الوحدة متراصين ، للحفاظ وطنياً وسياسياً على ما تبق من انجازات وتضحيات.