شفا – قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع إن عملية تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني على الأرض، وتوفير متطلبات تثبيت هذا الوجود ودعمه واجب الوفاء به، حتى وإن عصفت الأمواج وعاكست التيارات الجارفة.
جاءت أقوال قريع هذه في ندوة سياسية عقدتها دائرة شؤون القدس بالتعاون مركز الديمقراطية وتنمية المجتمع وجامعة القدس، بعنوان “متطلبات تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني في المجالات السياسية والدبلوماسية والاعلامية”.
وأضاف قريع: من هنا تبدو أهمية وضع هذه المسألة على رأس الإهتمامات وفي صدارة الأجندة الوطنية، والعمل على تحويلها من شعار جميل معلق على الحائط، الى خطة عمل منهجية وبرامج عمل نوعية.
وأكد قريع أن المرحلة الراهنة التي تمر بها القضية الفلسطينية هي من أخطر ما واجه القضية الوطنية من محاولات لتصفيتها، وتهميش لمكانتها على سلم الأولويات العربية والدولية، وهي المرحلة الأكثر خطورة التي تمر بها القضية منذ إقامة أول سلطة وطنية فلسطينية لشعب يواصل كفاحه بلا توقف على مدى نحو نصف قرن وقد تكون المسؤوليات الملقاة على اكتاف المؤسسة الرسمية الفلسطينية في هذه الآونة أشد وطأة وأكثر مسؤولية وخطورة مما كانت عليه في أي وقت مضى.
وأضاف قريع: الظروف والمتغيرات غير المواتية وضعتنا في مهب ريح عاتية، ليست كلها من صنع أيدينا، ولا هي بفعل سلسلة من الأخطاء التي أوقعنا أنفسنا فيها، حيث تضافرت سلسلة أخرى من العوامل والظروف الموضوعية ضد اراداتنا الذاتية، وتكالبت ضدنا معطيات سلبية، إلا أن ذلك كله لا يعفينا من تحمل المسؤولية، ولا يخفف من مسؤوليتنا عن التزامنا لحماية شعبنا ودعم صموده وبقاءه فوق أرضه ضد كل ما يتهدد حاضره ومستقبله معاً، من أخطار مصيرية داهمة.
وتابع قريع: إذا كانت هناك مجموعة من التطورات والتغييرات الاقليمية والدولية، التي لا يمكن التحكم بها أو وقف تداعياتها علينا، بما في ذلك مخرجات الربيع العربي التي أزاحت القضية الفلسطينية مؤقتاً عن مكانتها المتقدمة على سلم الأولويات، وجدول الاهتمامات العربية، وقلصت الخيارات الضئيلة والفرص السانحة لنا أكثر مما كانت عليه في السابق، فإن هناك بالمقابل مجموعة أخرى من الأوراق القليلة المتبقية بين أيدينا، ينبغي لنا ألا نفرط فيها، بل وأن نبني عليها، بكل وعي وحرص ومسؤولية وطنية.
واقترح قريع “مجموعة من الأهداف الكبرى والبعيدة المدى، كغايات موجهة للمسار السياسي الدبلوماسي المطلوب، كحماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن وجوده المادي وضمان ودعم صموده وبقائه على ارضه، وفضح سياسات الاحتلال الاسرائيلي وممارساته الاحتلالية العنصرية ومساوئه وفجوره الاستيطاني على أوسع نطاق دولي، وتعزيز مقومات الصمود الوطني الفلسطيني وتوفير مقومات هذا الصمود ومتطلباتها، والدفاع عن المكاسب السياسية والمؤسسات التمثيلية وغير ذلك من الرموز الوطنية والسيادية وتوسيع نطاق الاعتراف الدولي بفلسطين، وتشكيل ائتلاف دولي داعم للحقوق الوطنية المشروعة، وإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام، والعمل على بناء بيئة سياسية اقليمية ودولية حاضنة وداعمة للشعب في كفاحه من اجل الحرية والاستقلال، وداعمة لصموده وحماية بقائه على أرض وطنه وتعديل الخلل ما امكن في ميزان القوى القائم مع اسرائيل، وتصعيب تنفيذ مخططات الاستيطان والتهويد وكبح جماح العدوان والتغول الاسرائيلي ومحاولات الاستفراد في غمرة انشغال العالم بتطورات الربيع العربي، واستبدال الآلية التفاوضية بآلية أكثر شمولية على المستوى الاقليمي والدولي، وتتسع لتناول الحل الشامل وتوسيع قاعدة المشاركة فضلاً عن توسيع مساحة القبول للخطاب السياسي، وتعميق فهم مكوناته، وتصميم المقاومة والمقاومة الشعبية السلمية ضد السياسات والممارسات الاسرائيلية وضد الانتهاكات الاسرائيلية، وضد التمييز العنصري ومن أجل حقوق الانسان، وإعادة جلاء الصورة الفلسطينية العامة بعد كل ما شابها من اختلاط ألوان، وتراكم عليها من غبار خلال السنوات القليلة الماضية”.
بدوره، شدد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح على ضرورة العمل لتوحيد مؤسسات القدس وتوحيد التمثيل السياسي والمجتمعي لمواجهة الاحتلال.
وأكد ملوح أن الوضع الراهن يتطلب الخروج بتوصيات وآليات واضحة لتفعيل لجان خاصة بشؤون القدس، ووضع خطة على المستوى العربي والإسلامي من شأنها أن تلزم إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية.
وأشار ملوح إلى أهمية تحكيم لغة العقل والعودة إلى تجسيد الوحدة الوطنية، باعتبارها الخيار الأمثل حالياً ٌعادة القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح، لمخاطبة العالم موحدين، ولإعادة إصلاح ما دمرته سنوات الانقسام السياسي.
من جهته، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. واصل ابو يوسف ان الامر يتطلب التوجه الى الجامعة العربية والعرب والعالم الاسلامي، من خلال توفير الدعم المادي والمعنوي لصالح الفلسطينيين، لتثبيت وحودهم وصمودهم في أرضهم.
وشدد د. أبو يوسف على أن القضية الفلسطينية تمر في أصعب مراحلها، جراء الانشغال العربي بقضاياهم الداخلية، والانقسام الفلسطيني الداخلي، والاستفراد الإسرائيلي واعتداءاته المستمرة، وهو ما يستدعي أولاً تجسيد الوحدة الوطنية، لإعادة الخطاب الفلسطيني الموحد.
بدوره، انتقد المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للرروم الأرثوكس، الدول العربية في اهمالهم لمدينة القدس، وعدم تقديم الدعم المالي اللازم لها.
وقال المطران عطا الله أن العرب يدفعون الملايين على امور ليست مهمة، فيما يحجبون الدعم عن مدينة القدس، مشيراً إلى وجود مؤسسات في مدينة القدس شارفت على الانهيار وان اسرائيل انتهت من تهويد الارض والان تعمل على تهويد الانسان.
وفي ختام الندوة، أوصى المشاركون بتثبيت الوجود الوطني الفلسطيني من خلال تعزيز الوحدة الوطمنية وتحقيق مزيد من الاعترافات الدولية وتشكيل الائتلاف الدولي الفلسطيني، وتوحيد مؤسسات العنل الوطني ومرجعياتها في القدس.
وأوصى المشاركون أيضاً بتفعيل المقاومة الشعبية وتعزيز المشاركة الشعبية بها، وتطوير برنامج عمل بشان القدس، وتعزيز مشاركة النساء في العمل الوطني على كافة المستويات، والتصدي للاجراءات الاسرائيلية في القدس والمنطقة ج، وجعل الاحتلال مشروعا مكلفا.
ودعا المشاركون إلى إعادة توزيع الموارد الحكومية سيما التعليم والصحة بما يخدم صمود الشعب الفلسطيني، وبلورة استراتيجية الشعبية المتصاعدة تؤسس لوحدة شعبية على الارض وتقاوم الاستيطان، والتعامل مع الاحتلال وليس مجرد التعامل مع تداعياته، والعمل على تطبيق فتوى لاهاي بشأن الجدار، والمطالبة بعمل نشيد للقدس ينشد في كل طوابر الصباحية لمدارس العالم العربي.