شفا – برنارد ليفي، المفكر السياسي الفرنسي، اسم ارتبط بالخيانة والعمالة والفتن ضد الأمة العربية، سيرته السياسية عبارة عن “جنرال عسكري” يمهد الميدان للمعركة، وأينما يحل الخراب تجد له موطئ قدم، ولم يترك أي مظاهرات عربية إلا وشارك في تأجيجها.
فظهر من قبل في مصر وسوريا وليبيا، ومع الأكراد في العراق، وأيضا حين اجتاحت الاحتجاجات شوارع فرنسا، ليعود ظهوره من جديد في ليبيا.
زيارة المفكر الفرنسي، سيء الصيت، إلى مصراته أثارت عاصفة من الجدل عقب 10 سنوات من أول زيارة له إلى ليبيا لتأجيج الثورة على نظام القذافي.
ولم يقتصر الجدل حول شخصية الزائر فحسب، بل على المسؤولين الليبيين الذي نسقوا الزيارة، حيث تضاربت الأنباء بين النفي والتأكيد وإلقاء المسؤولية من شخص لآخر، والمتهم في هذه الزيارة المثيرة للجدل هي حكومة السراج.
إلا أن حكومة السراج أصدرت بياناً رسمياً نفت فيه علاقتها بالزيارة أو أن تكون رتبتها أو منحت الزائر تأشيرة دخول أو حتى تصاريح، وتوعدت بفتح تحقيق في الواقعة وعدم تكرارها.
وتتبعت جريدة “المرصد”الليبية، أثر ليفي في تقرير نشرته، أشارت فيه إلى أن ليفي دخل البلاد ومعه 6 مرافقين، ضمن شركة يعمل بها تحت اسم “BL & PL Limited”، وهي شركة علاقات عامة تعمل تحت غطاء خدمات إعلامية وسياسية.
وتبيّن أن ليفي وصل بطريقة ما على متن رحلة مجهولة من ليون الفرنسية إلى مالطا، ومنها استقل طائرة خاصة أعلن عن شرائها وزير داخلية حكومة الوفاق، فتحي باشا آغا، والذي ارتبط اسمه بهذا الشخص كإرتباطه به في عام 2011، عندما كان مسؤولا لتقديم الإحداثيات لحلف الناتو ضمن عمله مع المجلس العسكري في مصراته.
ووفقا لمصادر تواصلت معها الصحيفة الليبية، فقد أشرف باشا آغا على ترتيب الزيارة بالكامل، بداية من إذن هبوط الطائرة وخط سير الضيف وحتى جدول أعماله.
فيما أعلن المجلس البلدي في مصراته عدم علمه بالزيارة، وقال في بيان له ، إن أياً من كان وراء زيارة ليفي، سواء جهة أو شخص، فهو يتجاوز المسؤولية عن تجاوز الصلاحيات الإدارية البلدية في هذا الشأن”.
ليرد باشا آغا عبر تغريدة على حسابه على موقع تويتر، أن أي زيارة لشخصية صحفية دون دعوة رسمية من الحكومة الليبية لا تحمل أي مدلول سياسي.
لكن على الجانب الآخر، رصدت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ميليشيات عسكرية في طرابلس تمنع ليفي من إكمال الزيارة إلى ترهونة، إلا أن ليفي نفسه أثبت العكس، وكتب عبر حسابه الرسمي على تويتر، إنه لا صحة لمنعه من زيارة ترهونة.
وأكد ليفي أنه زار ترهونة بالفعل، ووقف على قبور بها قتلى سقطوا على يد من أسماهم “أتباع القذافي”، معلناً حزنه وغضبه وتضامنه مع المدينة، كما نشر برنارد صورة له مع مسلحين ملثمين تابعين لقوة المهام الخاصة التابعة لداخلية باشا آغا، ووصفهم بأنهم الشرطة الحقيقية وليسوا “البلطجية” الذين حاولوا منعه من الزيارة التي تمت بالفعل.
وأضاف في شكر المسلحين التابعين لباشا آغا بأنهم حماة للصحافة الحرة، في إشارة إشادة منه بهذه القوات التي يبنيها باشا آغا.
واستنتجت الصحيفة الليبية أنه من خلال طبيعة الزيارة التي تمت بين باشا آغا وشركة ليفي، يتضح بأن الأول استعان بالثاني لتسويق صورته كرجل داخلية قوي ويقود قوات محترفة لديها سيارات حماية شخصية مصفحة قادرة على حماية أي شخصية في هذا المكان الملتهب، حتى لو كانت أكثر شخصيات العالم جدلاً.