كوفيد اختبار للإنسانية بقلم : فاطمة المزروعي

كوفيد اختبار للإنسانية بقلم : فاطمة المزروعي

في أحد المجتمعات التي تعتبر متطورة ومتقدمة، وجد أن البعض من الناس لديهم صورة ضبابية وقاتمة عن فيروس كوفيد-19، حيث ينظرون لمن يصاب به نظرة ريبة ونبذ وأيضاً كراهية، وهناك وسائل إعلام تحدثت عن ممارسات خاطئة ضد حتى الأطباء المعالجين الذين يعملون في المستشفيات والمراكز الصحية. مثل هذه القصص التي باتت تصلنا بسرعة وبالصوت والصورة، توضح الحجم الحقيقي لمعنى التطور المجتمعي، لم تعد وسائل الإعلام قادرة أن تعطي شهادة نقية لمجتمع ما، وتدعي بأنه متعلم وناهض ومتميز، بدون أن تكون الأرقام داعمة، وبدون أن تكون الحقائق ماثلة وواضحة فعلاً على أرض الواقع. أعتقد أن الصحف الشهيرة في العالم ومعها البعض من أشهر القنوات الفضائية فقدت الكثير من زخمها وتأثيرها، فقد سحب من تحت أقدامها الكثير من الجماهيرية أمام تمكن الإنسان العادي من نقل الحدث بكاميرا جواله، أمام تمكن الأفراد من الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي والرد المباشر على مزاعم أو تقارير غير دقيقة. أيضاً معركة العالم مع هذه الجائحة لم تكن منحصرة أو محدودة في نظرة البعض القاتمة الظالمة، للمصابين أو المعالجين، بل إنها أوسع وأشمل، فقد مست الاقتصاد والتنمية والاستقرار، وهذا يقودنا نحو دول كبرى كانت دوماً تعتبر من أقوى الاقتصادات في العالم، إلا أن سياساتها المالية والاقتصادية في التعامل مع هذا الفيروس تلبسها الكثير من الخطأ. لماذا أذهب بعيداً، ألم نسمع في بداية هذه الجائحة بأن هناك إهمالاً متعمداً لكبار السن وعدم علاجهم؟ ألم تصلنا مقاطع فيديو لرجل يستجدي سيارة الإسعاف لنقل أمه المصابة بالفيروس، وغيرها من المشاهد المؤلمة. التطور الحقيقي، هو الإنسان، رفاهه، وصحته وأمنه ورعايته، ليس في أول أزمة صحية تمر بالعالم بأسره أتخلى عن القيم والمبادئ؛ النموذج الإماراتي، كان مثالاً حياً للعمل في كل اتجاه للتغلب على هذه الأزمة، كل من يسكن ويعيش على أرض الإمارات قدمت له الرعاية عندما احتاج إليها بدون تمييز أو تفضيل، في اللحظة نفسها بحث لم يعرف الكلل عن علاج لهذا الفيروس، وإرسال المساعدات الطبية للكثير من الدول بحب وكرامة، إذا كانت هذه الأزمة اختبار للإنسانية وللحضارة، فالنموذج الناصع والواضح والناجح هنا في الإمارات.