السلطة والكورونا وأزمة الثقة بقلم : رياض الهودلي
ازمة الكورونا في مناطق السلطة الفلسطينية تتفاقم وتكشف عمق أزمة الثقة بين الناس والقيادة.
الناس مسكونة بنظرية المؤامرة والانكار والشكوك، والالتفاف الشعبي حول الحكومة في بداية الازمة سرعان ما بددته التطورات التي قادت الى الرفض الشعبي للخضوع للتعليمات والتشكيك في خيارات الحكومة.
ولا يجدي نفعا تحميل المسؤولية للناس أو لهذا الحزب أو هذا التيار أو هذه المحافظة.
الحقيقة الاولى والراسخة هو ان هناك سلطة يُفترَض انها تعرف شعبها وتعرف حدود طاقاتها وطاقاته، وهي المسؤولة أولا وأخيرا عن إدارة الأزمة. ويبدو لي جليا أن هذه السلطة فشلت في هذه المهمة.
الاسباب الموضوعية معروفة: الاحتلال وعدم السيطرة وضعف الامكانيات والحصار المالي .. وهذه لا نقاش فيها.
وأما الاسباب الذاتية: سوء الادارة والفساد وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والخلل المزمن في اولويات الصرف الحكومي وهيمنة قيادات متنفذه على مقدرات السلطة ومجموعة من القرارات اللاشعبية الصادرة عن قيادة السلطة والمتعلقة بالتعيينات والترفيعات والامتيازات. وحول هذا العوامل الذاتية، هناك الكثير مما يجب أن يقال.
ومن الانصاف القول أن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة في العالم العربي التي لم تستخدم القوة والقمع لفرض احترام التعليمات، وراهنت على وعي الجمهور. ومن المؤسف بالتأكيد الوصول لهذا الفشل.
ولكن تحميل المسؤولية للناس يعني ضمنا الاعتراف بالعجز عن إدارة الناس.
وعندها فإن أمام السلطة خياران: أما أن تراجع حساباتها وتعيد بناء إدارتها وترمم حبل الثقة مع الناس بإخضاع المسؤولين عن هذا الفشل للمحاسبة من الرئيس الى الغفير، أو أن تجد لها شعبا آخر “تفهم عليه ويفهم عليها”.