شفا – اصدر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريرا حول الانتهاكات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين خلال الاسبوع الماضي. والتمثلة في هدم منازل المواطنين والاستمرار في مضادرة اراضيهم بالضفة الغربية.
في انتهاكات خطيرة ومتواصلة للقانون الدولي وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي يكتفي بالتنديد ، والمطالبة ولا يرقى لغاية اللحظة بموقف جدي يلزم حكومة الإحتلال الإسرائيلي بوقف، انشطتها الإستيطانيه والتطهير العرقي الذي تمارسه تجاه المواطنين الفلسطينين ، وكدوله تعتبر نفسها فوق القانون الدولي واصلت حكومة بنيامين نتنياهو جرائمها ، فقد قرر وزير “الأمن” ايهود باراك، هدم 8 قرى فلسطينية في جنوب جبل الخليل، من أجل تحويلها وأراضيها إلى منطقة تدريبات عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت عن عزمها هدم منازل المواطنين في مجاز، والتبانه، وصفي، والفخيت، والحلاوة، والمركز، وجنبا، وخروبة الى الجنوب من مدينة الخليل وتشريد سكانها، حيث اعتبر جيش الاحتلال الإسرائيلي والإدارة المدنية التابعة له أن سكان القرى الثماني هم “غزاة” في “منطقة إطلاق نار رقم 918” رغم أن هذه القرى قائمة منذ الثلاثينيات من القرن الـ19 على الأقل.
وفي انتهاك آخر ، قررت حكومة الاحتلال وبلديتها تسليم المناطق المعزولة بالقدس خلف جدار الضم والتوسع، ومنها: مخيم شعفاط، ورأس خميس، ورأس شحادة، وسميرا ميس، وضاحية السلام، وقلنديا، وكفر عقب، وضاحية الأوقاف إلى ما تسمى الإدارة المدنية، علما أن تحويل هذه المناطق إلى الإدارة المدنية من خلال عدة مراحل يهدف إلى عزل القرى والبلدات المقدسية عن بعضها البعض، عن طريق الحواجز وإغلاق الحارات الفلسطينية داخل سور القدس، ووضع بوابات الكترونية على المسجد الأقصى على غرار المسجد الإبراهيمي في الخليل للتحكم بالداخل والخارج منه، وما يترتب على ذلك من عزل ستحلق بـ90 إلى 120 ألف مواطن مقدسي ، وحرمانهم من الخدمات الأساسية.
وفي انتهاك لحرمة الأماكن الدينية، والتي تتناقض مع القوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني وخصوصا اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949، واصلت الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين في اقتحامها شبه اليومي لساحات الاقصى المبارك وتأدية شعائر تلمودية من قبل اليهود والمتطرفين، ومنعت سلطات الاحتلال المصلين من الوصول إلى أماكن العبادة وأداء شعائرهم الدينية،في الوقت نفسه، قامت إسرائيل بكافة الإجراءات والتسهيلات لتامين حرية الحركة والوصول للمصلين اليهود في الحائط الغربي للحرم “المبكى” للصلاة فيه وأداء شعائرهم الدينية، كما تعالت الدعوات إلى تسريع بناء الهيكل على حساب المسجد الأقصى المبارك وذلك عشية ما يطلق عليه الاحتلال التاسع من آب- ذكرى “خراب الهيكل المزعوم”، حيث تم توزيع عشرات آلاف النسخ الالكترونية والورقية لنشرات ومطويات تدعو لتسريع بناء الهيكل، تتضمن صورًا ومجسمات للهيكل المزعوم ومواصفات ومراحل بنائه، والألبسة والطقوس التي سيؤديها (الكهنة)، ومن المنظمات التي نشطت في هذه الحملة هي منظمة (حباد) الحريدية”.
وفي سياق تعزيز شرعنة الاستيطان في الخليل وباقي مناطق الضفة الغربية على الأصعدة التعليمية والثقافية والفنية وتكثيف الوجود اليهودي في الخليل وجعل مدينة الخليل وأحياء المستوطنين فيها، والحرم الإبراهيمي نقطة جذب وتربية على قيم الاستيطان للطلاب اليهود في المدارس الإسرائيلية، أقر وزير التربية والتعليم في حكومة الإحتلال ساعر برنامج لتشجيع الرحلات لمدينة الخليل المحتلة بمزاعم العودة إلى الجذور،حيث تبنى ساعر سياسة تكثيف زيارات التلاميذ اليهود للمستوطنات في الضفة الغربية، وتحديدا لمدينة الخليل تحت حجة تعلم التاريخ اليهودي وتاريخ الوجود اليهودي في مدينة الخليل، وأشارت المصادر العبريه الى أن حوالي أربعة آلاف تلميذ يهودي زاروا مدينة الخليل خلال العام الدراسي الحالي.
وشهدت الاراضي الفلسطينية حملة مسعورة من المستوطنين شملت الاستيلاء والتخريب ومصادرة الاراضي وسلسلة الاعتداءات اليومية على المواطنين ومنازلهم وممتلكاتهم تمثلت على النحو التالي في الفترة التي يغطيها التقرير :
القدس : حاولت مجموعة من المستوطنين إعادة تركيب باب على المدخل الجنوبي لعين سلوان ، وقام الجنود بمساعدة حراس المستوطنين بإغلاق شارع وادي حلوة .
بيت لحم : نصب مستوطنون، بيوتا متنقلة في منطقة أم محمدين القريبة من منطقة أم ركبة جنوب بلدة الخضر في منطقة بيت لحم وقاموا بوضع عشرة بيوت متنقلة ‘ كرافانات’ ،فيما اتلف مستوطنون عشرات الأشجار المثمرة وشقوا طريقا وحفروا خندقا في أراضي تعود ملكيتها للمواطن سليمان حماد صلاح وتبلغ مساحتها 14 دونما في منطقة عين القسيس حيث قاموا بشق طريق وسطها ، إضافة إلى حفر خندق على طول 30 مترا بعمق حوالي متر، للربط بين عدة بؤر استيطانية اقيمت في مواقع “عين قسيس” و”ام حمدين” و”ام ركبة” ومستوطنة “افرات” من أجل ايجاد تواصل جغرافي بين هذه البؤر الاستيطانية و “افرات” ما يهدد بمصادرة المساحات الفاصلة بينها، و شرعوا بإقامة البنية التحتية فيها تمهيدا لإقامة بؤرة استيطانية’، ونصبت مجموعة من المستوطنين، وتحت حماية جنود الاحتلال، برجا عسكريا في أراض زراعية ببلدة الخضر جنوب بيت لحم. في منطقة عين القسيس الزراعية غرب البلدة بارتفاع يفوق الـــــــ10 أمتار، وهو بمحاذاة البيت المتنقل الذي تم نصبه على أرض المواطن خضر علي عيسى قبل حوالي أسبوع.
الأغوار: استولى مستوطنون على عشرات الدونمات في منطقة الاغوار شرق طوباس و شرعوا بزراعة أراض كانت تستخدم لفترة كمرابض للدبابات خلال إجراء جيش الاحتلال مناوراته العسكرية، علما ان مساحة الأرض التي تم الاستيلاء عليها تتجاوز الخمسين دونما،وتقع الأراضي شرق سهل البقيعة حيث أقيمت في السابق مستوطنات زراعية على أراض المواطنين زرعت بالعنب.
الخليل: اقتحم مستوطنو مستوطنة ‘سوسيا’ المقامة على أراضي المواطنين شرق يطا جنوب الخليل، الأراضي المحاذية للمستوطنة، واستولوا على 5 دونمات، وأحاطوها بالأسلاك الشائكة والزوايا الحديدية، ووضعوا فيها ماتور كهرباء، في خطوة ترمي إلى الاستيلاء عليها، وتعود ملكية البعض منها لعائلة الهدار، كما أقدم مستوطنو مستوطنتي ‘ماعون’ و’سوسيا’، على تقطيع أشجار زيتون شرق بلدة يطا، في منطقة واد ماعين، والتي تعود ملكيتها للمواطن موسى صالح جبارين وأشقائه، وخالد حسين جبارين، كماهاجم مستوطنو مستوطنة ‘سوسيا’ المقامة على أراضي المواطنين شرق يطا جنوب الخليل منزل المواطن اسماعيل سلامة النواجعة في قرية سوسيا.
وداهمت قوات الاحتلال قرية الطبقة جنوب الخليل وفتشت عدة منازل وألقت قنابل الصوت داخل عدد من منازل المواطنين وفي محيط القرية، عرف من أصحاب هذه المنازل خالد الذويع، إذ نشب حريق في منزله بسبب تلك القنابلواعتدى مستوطني مستوطنة ‘رماتي يشاي’ المقامة على أراضي المواطنين في منطقة تل الرميدة على المواطنين في المنطقة وداهموا منازل عدد من المواطنين بطريقة وحشية وكسروا أبوابها رغم إعطاء المواطنين مفاتيح منازلهم لجنود الاحتلال إلا أنهم أصروا على تحطيمها، عرف من أصحاب هذه المنازل المواطنين خالد بدوي ابو عيشة ونور ثابت ابو عيشة، وجرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الطريق الرابطة بين خربتي أم لصفة والديرات شرق يطا جنوب الخليل، وأغلقت طرق عدد من الخرب الأخرى المهددة بالهدم بالمكعبات الإسمنتية. علما أن الطريق التي دمرتها قوات الاحتلال تصل طولها إلى 3 كيلومترات وعرضها يتراوح بين 8 إلى 10 أمتار، وحاول المستوطنون ي بناء بؤرة استيطانية جديدة في منطقة العين الجديدة، المجاورة للمقبرة الاسلامية، ولحي تل رميدة، والتي تأتي تمهيداً لشق طريق استيطاني يربط مستوطنة “رمات يشاي” بالبؤرة الجديدة ومنها الى البؤر الاستيطانية في شارع الشهداء.
سلفيت: شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بإقامة جزء جديد من جدار الفصل في المنطقة المعروفة باسم ‘بيارة الشلة’ غرب بلدة مسحة بمحافظة سلفيت.حيث أقامت سلطات الاحتلال جزءا جديدا من الجدار، وهو عبارة عن أسلاك شائكة، في محيط بئر الماء الارتوازية في المنطقة المعروفة باسم ‘بيارة الشلة’، ما أدى إلى إغلاق مدخل البيارة، ومنع المزارعين من الدخول، لممارسة أعمالهم الزراعية اليومية .
جرافات الاحتلال دمرت خلال إقامة هذا الجزء، مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، واقتلعت عددا من الأشجار المثمرة في الموقع، والمنطقة المستهدفة تقدر مساحتها بأكثر من ألف دونم، معظمها أراض مروية من بئر ‘الشلة’ الارتوازية، وفيها دفيئات زراعية وأشجار حمضيات، وأنواع مختلفة من الأشجار المثمرة، إضافة إلى الخضروات الصيفية.
رام الله: اصيب ثلاثة مزارعين من بلدة سنجل قضاء رام الله جراء اعتداء المستوطنين عليهم اثناء توجههم الى اراضيهم في القرية، وجرت مواجهات عنيفة في قرية النبي صالح بين المستوطنين من جهة وأهالي القرية من جهة أخرى.و سبب المواجهات تمثل في محاولة المستوطنين الاستيلاء على عين ماء في القرية مما دفع الأهالي لصدهم.