الوحدة والمهدي الفلسطيني المنتظر! بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
للإنسان أمنيات وللشعوب تطلعات وصولاُ إلى كافة المخلوقات البشرية التي تعيش على وجه الأرض فجميعها لها هدف وطموحات من أجل الحفاظ على استمرارية الحياة ودورتها الكونية المتعاقبة ضمن أهداف رئيسية محددة لا بد من ايجادها لكي تتم المحافظة على العطاء والبقاء في ان واحد ، وهذا الهدف الأسمى يندرج تحت عنوان ” الوحدة” التي تحتاجها كافة الكائنات البشرية بما فيها الانسان بمفرده والشعوب والدول من أجل الوصول لمعنى الحياة بمفهومها الحقيقي والضمني.
من أهم مقومات شخصية الانسان بشكل عام للنهوض والاستمرار هي الوحدة … الوحدة النفسية والجسمانية ، فإن لم يكن يجتمعان هذان العنصران في الانسان ، يعد انساناً مريضاً غير سليماً ولا سوياً ، وعندها يكون هزيلاً منقسماً على ذاته مشتتاً لا يقوى على الحراك أو التقدم والمسير نحو سلم الانجازات المطلوبة على صعيد حياته، فما بالنا إذن في حال الشعوب المنقسمة على ذاتها …!؟
الدول المنقسمة على ذاتها و التي ارتضت أن تكون رهينة لدوام النزاع والشقاق واشعال فتيل الأزمات والحروب داخل مجتمعاتها دون ادراك أو وعي منها ، ستبقى هدفاً ومحط أنظار أطماع الدول المتنفذة ذات الأجندات الخاصة ، وستبقى للأبد في مؤخرة الشعوب ولن يكون لها أي وجود أو كيان أو عنوان أو ذكر مأثور ، وستبقى رهينة العبودية بأشكالها المختلفة.
الوحدة في الواقع ىالفلسطيني اليوم أصبحت حلماً ضائعاً وأملاً مقتولاً بسيوف الردة السياسية التي تتمسك في أجندات وأهداف خارجة النطاق عن تطلعات وامال شعبنا الفلسطيني ، وأصبحت سيوف الردة السياسية تحارب من أجل الحفاظ على انجازاتها وكينونتها الخاصة دون الالتفات والنظر لأهمية الوجود الفلسطيني القائم على وحدة الهدف والمصير المشترك على طريق الحرية والدولة الفلسطينية.
الوحدة في الاطار الفلسطيني العام أصبحت اليوم تخطو في طريق صعب المنال في كافة الأحوال ، بسبب تعدد جولات المصالحة من أجل الوحدة التي أخذت وقتاً وطنياً وجهداً فصائلياً فاق التوقعات والتصورات ، والتي كانت الوحدة ترتطم بحاجز المعيقات بسبب حاجز سقف التصورات والمتطلبات.
اليوم حكومة الاحتلال الفاشية تعمل جاهدة بالقضاء على الوجود الانساني الفلسطيني بكافة تفاصيله ، من خلال الضم والاستيلاء والتهويد بشكل واضح وفاضح ، وهذا يأتي من أجل الحفاظ على بقاء دولتها وكينونتها الاستعمارية ، برغم اختلاف توجهات ساساتها الذين يتسارعون للوحدة من أجل مصالحهم الاحتلالية والتحالف وقت الانذار بالخطر.
لازال الكل الفلسطيني يتحدث عن الوحدة طوال سنين الانقسام اللئيم ، وسيبقى الحديث عنها بمثابة سيمفونية يعاد العزف على اوتارها من أجل الانطراب إلى سماعها لذكريات الزمن الجميل ، ذكريات المحتوى الوطني الذي كان عنوانه فلسطين ، وسنبقى ننام حالمين ونصحوا مستبشرين بالمهدي الفلسطيني المنتظر الذي سيحقق الوحدة ويستجيب له القدر من اجل الانتصار للشعب ولفلسطين.