فراغ وملل بقلم : فاطمة المزروعي
كثير من الناس عبروا عن حالة من الملل والفراغ، بسبب البقاء في المنزل إثر التعليمات لاتقاء الإصابة بفيروس كوفيد-19، وكأنهم اكتشفوا بأن هناك مساحة زمنية طويلة من يومنا؛ ومع مثل هذه الحالة تلاشت تلك الشكاوى عن ضيق الوقت أو قصره، والتي كان يتم ترديدها عند الإخفاق في إتمام مهمة من مهام العمل، أو عندما نقصر في إنجاز فرض من الفروض التعليمية، أو عندما يتم الزج بضيق الوقت كاعتذار لتقصيرنا في صلة الرحم أو نسيان زيارة مريض، عندها يتم وضع اللوم على الوقت والانشغال المستمر.
يتضح مع هذه الحالة التي يعيشها العالم بأسره أن الوقت طويل وأنه كافٍ، ويمكننا بتنظيم مهامنا وأعمالنا وتوزيعه التوزيع الأمثل الصحيح الاستفادة من هذا الوقت بشكل إيجابي؛ لأن ما يحدث هو في الحقيقة إضاعة للوقت وإهداره في جوانب ليس لها قيمة وعندها لا يبقى فعلاً وقت لإنجاز مهمة أو إتمام عمل ما، وكما هو واضح المشكلة ليست في المدة الزمنية للوقت، وإنما تكمن في وعينا وفهمنا لهذا الوقت، وأنه يمضي ولا يتوقف، فالساعة وعقاربها لا تتوقف. هذه الحالة ليست محصورة في الأعمال والوظائف بل ستجدها في مجال التعليم والدراسة، وفي مختلف مفاصل حياتنا الاجتماعية. هناك من يمضي الساعات الطويلة أمام شاشات التلفزة في متابعة القنوات الفضائية من أفلام ومسلسلات أو حتى تمضية الكثير من الوقت على الأجهزة الذكية، وعندما تلح عليه مهمة أسرية عاجلة أو يجد نفسه أمام مهمة تتطلب الإنجاز سريعاً، يشعر بأن الوقت قصير، وستجد أن العمل الذي يتطلب إنجازه ساعة واحدة فقط قد تحول إلى يوم أو يومين. مرة أخرى المشكلة ليست في الوقت، بل هي مشكلة كل من لا يقدر قيمة الوقت، وكما قيل قديماً الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.