شفا – بالتأكيد سمعت عن النصائح الأساسية لتجنب الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهي: ارتداء كمامة، وغسيل اليدين بالماء والصابون، والحفاظ على مسافة 6 أقدام على الأقل من الآخرين. لكن هناك عاملا آخر يتعلق بالعدوى ولم يتلق نفس الاهتمام، وهو الوقت.
ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن مزيدًا من الأدلة ترجح أن عدوى “كوفيد-19″، كما الحال مع الأمراض الأخرى، مرتبطة بطول فترة التعرض للفيروس، فكلما طالت فترة بقائك في بيئة ربما يوجد بها الفيروس، كلما زادت فرص إصابتك بالمرض.
واختصر إرين بروميج، عالم المناعة وأستاذ علم الأحياء بجامعة ماساتشوستس في دارتموث هذا الأمر بمعادلة بسيطة: العدوى الناجحة = التعرض للفيروس × الوقت.
وقال بروميج لشبكة “سي إن إن” إن المعادلة المبسطة كانت جزءًا من منشور حديث عبر مدونته يوضح سبل تقليل مخاطر التقاط “كوفيد-19″، والذي حصد أكثر من 15 مليون قراءة خلال الأسبوعين الماضيين.
تقوم الفكرة الرئيسية على أن الناس يصابون بالعدوى عندما يتعرضون لمقدار معين من الجسيمات الفيروسية، ويمكن الوصول لتلك الجسيمات من خلال عطاس أو سعال الشخص المصاب، الذي يخرج معه كميات كبيرة منها بالهواء.
لكن لا يزال مجرد حديث الشخص المصاب بالعدوى أو حتى تنفسه يخرج معه بعض من الفيروس في الهواء، وعلى مدار فترة زمنية طويلة داخل مكان مغلق، يمكن له إصابة الآخرين بالعدوى.
وأوضح أستاذ علم الأحياء أنه كلما طالت فترة البقاء في البيئة التي تحتوي على الفيروس – دقائق أو ساعات – كلما زادت فرص تنفسك للفيروس، وتراكمه داخلك حتى تمكن العدوى منك.
وأشار أن الأمر دائمًا متعلق بالتوازن بين التعرض للفيروس والمدة الزمنية، فمع مستوى التعرض المرتفع، يستغرق الأمر وقتا قصيرا للإصابة بالعدوى، أما مع المستوى المنخفض للتعرض، تستغرق العدوى وقتًا أطول حتى تتمكن منك.
وأوضح بروميج أن هذه المعادلة البسيطة ترجح أن رحلة التسوق القصيرة يأتي معها فرصة ضئيلة نسبيًا للإصابة بالعدوى، على عكس العاملين بنفس تلك المتاجر الذين يقضون فترة دوام 8 ساعات أكثر عرضة للخطر.
وأظهرت عدة دراسات لحالات تفشي “كوفيد-19” على مدار الأشهر القليلة الماضية أن مخاطر قضاء فترات طويلة داخل أماكن مغلقة مع شخص مصاب.
ونظرًا لأن تجارب الفيروس على البشر غير أخلاقية، هناك محدودية في البيانات حول مقدار التعرض والوقت المطلوبين من أجل العدوى، كما أن العدد يختلف من شخص لآخر، بحسب العمر والمناعة.