شفا – في الوقت الذى تتجهز به حكومة الضم الإسرائيلية الجديدة لأداء اليمين أمام الكنيست لتشكيلها الخميس، جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأربعاء، إلى الكيان الإسرائيلي المحتل من أجل إعطاء الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية الجديدة لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
هذه الزيارة والتي تستمر لأربع وعشرين ساعة تعد الأولى لبومبيو إلى الخارج منذ حوالي شهرين، وفق ما رآه محللون سياسيون فلسطينيون في أحاديث منفصلة لموقع قناة “الغد”، تأتي على وقع تطورات متسارعة في إسرائيل، وذلك بعد أن قدم رئيس حزب “أزرق – أبيض” ورئيس الكنيست الحالي، بيني جانتس استقالته، مساء أمس الثلاثاء، من منصبه، في إطار تنفيذ الاتفاق الموقع مع حزب الليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو من أجل الإنخراط في حكومة الضم التي سيتزعم نتنياهو رئاسة فترتها الأولى.
وحول وقع زيارة بومبيو و الضوء الأمريكي لإسرائيل لتنفيذ سياسة الضم قال نهاد أبوغوش الخبير في الشئون الإسرائيلية:” إن الإدارة الأمريكية لا تعترض على سياسة الضم الإسرائيلي، فهذه الإدارة هي التي نقلت السفارة الإسرائيلية للقدس و اعترفت بالسيادة الإسرائيلية على الجولان و اعتبرت الاستيطان ليس مشكلة، وأضاف لها بومبيو أن الاستيطان شأن إسرائيلي داخلي وكأنها تقرر في أملاكها الخاصة.
ولفت أبو غوش ، إلى أن هذه الزيارة من وجهة النظر الإسرائيلية تمثل فرصة و لحظة تاريخية لن يسبق لها مثيل و لن تتكرر في المستقبل ، لأننا الآن أمام اجتماع أربعة عوامل ذهبية لإسرائيل، وهي أن هناك حكومة قوية تستند على حوالى 80 عضو كنيست ستتشكل غدا، وهذا يمكنها من اتخاذ قرارات استراتيجية.
مواصلا حديثه، كذلك هناك الرئيس الأمريكي ترامب في البيت الأبيض يدعم بشدة المواقف الإسرائيلية، أيضا هناك حالة ضعف فلسطينية غير مسبوقة تتمثل في الإنقسام و الإنشغال بالذات وتفكك المؤسسات وحالة من عدم الثقة بين الشعب والسلطة، كذلك حالة الضعف العربي وانفضاض عن القضية الفلسطينية، كل هذه العوامل مجتمعة من الصعب تكرارها.
وعن تحالف الحكومة الضم الإسرائيلية التي ستشكل غدا الخميس في ظل الموافقة الأمريكية على ضم الأراضي الفلسطينية قال الكاتب و المحلل السياسي محمد حجازي:” هذا التحالف فتح الباب للحديث عن ضم سياسي وإداري وظيفي للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغور الأردن، رغم الاختلاف بين الطرفين، خاصة أن نتنياهو حرص منذ قدومه للسلطة في إسرائيل على تنفيذ الوعد التوراتي، الذي يستند إلى الاستيطان وضم الأراضي،
وأوضح حجازي، أن زعيم حزب “أزرق- أبيض” بيني جانتس كان قد أخذ وعدا من الرئيس الأمريكي ترامب راعي اتفاق الوحدة بينه وبين نتنياهو على تأجيل الضم لصالح تشكيل الحكومة الإسرائيلية المشتركة، بل أكثر من ذلك عندما قال إن إدارته تعارض إقدام الحكومة الإسرائيلية على ضم مناطق في الضفة الغربية ومنطقة الأغوار.
وسيؤدي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو غدا الخميس اليمين الدستورية لتشكيل الحكومة المقبلة، وشغل المنصب لمدة 18 شهراً يخلفه فيه بعدها لنفس المدة شريكه الجديد بيني جانتس.
وأنهت صفقة “نتنياهو-جانتس” نحو عام ونصف من الجمود السياسي في إسرائيل، وثلاث انتخابات غير حاسمة، وينص الاتفاق بينهما على تقاسم للسلطة في حكومة تستمر في عملها لمدة ثلاث سنوات، يتولى خلالها نتنياهو رئاسة الوزراء لمدة 18 شهراً.
وعلى رئيس الوزراء، الذي يشغل المنصب منذ العام 2009 بدون انقطاع، التخلي عن المنصب بعد هذه المدة لصالح خصمه السابق، جانتس، الذي سيشغل المنصب للمدة نفسها.