حتى لا يتوقف تعليمهم ، بقلم : فاطمة المزروعي
تبقى عملية تعليم الأطفال ذات أهمية بالغة وكبيرة، وأحدد هنا تعليم مرحلة رياض الأطفال، والتي نعلم جميعاً أنها على درجة كبيرة من الأهمية في غرس الكثير من القيم والمبادئ في قلوب وعقول النشء؛ والحقيقة كما هي معروفة لدى قطاع واسع أن الروضة لها رسالة عظيمة وكبيرة، بل لا أبالغ إن قلت إنها تتجاوز حتى الرسالة التعليمية، ومعلمات رياض الأطفال يعلمن الجانب الذي أشير له. عندما أقول إن الهدف والرسالة يتجاوزان التعليم، لا أبالغ لأن الطفل وهو يحضر للروضة بمثابة صفحة بيضاء تقوم المعلمة بملئها بالمعلومات التي تتضمن القيم والمبادئ والقوانين طوال العام الدراسي، وتتم هذه العملية بطرق ومهارات كثيرة وليست التلقين والتحفيظ، بل جعلها جزءاً من منظومة تفكير الطفل اليومي، وهذا لن يتحقق إلا بجذب وشد فضول هذا الطفل، لذا فالمهمة كبيرة وعظيمة على معلمة رياض الأطفال، فهي لا تعطي درساً تعليماً وحسب بل إنها في تحد لمهاراتها في إيصال المعلومة لهذا الطفل بطريقة مشوقة وجاذبة، وهذه المعلومة أساس رئيسي في توجه الطفل المستقبلي في الحياة.
مع هذه الجائحة الفيروسية التي تمر بالعالم بأسره وتوقف المدارس، معظم العملية التعليمية تتم عبر التعليم عن بعد، والطالبات والطلاب ترسل لهم واجبات ودروس ويتلقون الكثير من المعلومات عبر التطبيقات وهم في منازلهم، إلا أن أطفال الرياض وبسبب طبيعة تعليمهم وصغر سنهم لم تكن هذه الخاصية متاحة لهم، وهذا مفهوم ومقدر، والسؤال البديهي هو عن دور الأم والأب في المنزل، هل قاما بأخذ دور معلمة رياض الأطفال ومواصلة تعليم طفلهم؟ هل استمرا في منح الطفل المعلومات والمعارف التي كانت تقوم بها معلمة رياض الأطفال في الروضة؟ أعتقد أن الإجابة لا.. لقد ترك طفل رياض الأطفال دون تعليم ومتابعة، دون تغذيته بالمعارف والقيم والمثل التي يحتاجها. هي دعوة لكل أب وأم، لمنح طفلهم ساعة أو ساعتين من الوقت في تغذيته بالمعلومات التي تتناسب مع سنه الطفولي والإجابة عن تساؤلاته، حتى لا يحدث انقطاع معرفي ولا توقف للمعلومات المفيدة.