كتب عاكف المصري المفوض العام للهيئة العليا لشؤون العشائر
استقبل قطاع غزة شهر رمضان هذا العام في ظل الحصار والعقوبات وكورونا، وعاد شهر رمضان المبارك هذا العام بوجه حزين على قطاع غزة وسكانه، فما زال الحصار قائماً، والوضع الاقتصادي والصحي صعب للغاية، والحصار والعقوبات الجماعية الظالمة مستمرة في ظل انتهاج سياسية التهميش لغزة وحقوقها وخاصة في ظل انتشار وباء كورونا هذا العام حول العالم
فغزة تستقبل هذا العام رمضان وقد أنهكها الحصار الجائر والعقوبات الظالمة الذي طالت كافة مناحي الحياة، حيث انتشرت البطالة و الفقر بين الناس ، ووصل الحال بمعظم العائلات الى الفقر المدقع وزادت الأوضاع سوءاً، خاصة هذا العام، الذي يشهد نكبة اضافية جديدة أحلت بالقطاع جراء انتشار وباء كورونا حيث ان قطاع غزه يعاني أصلاً من ويلات الحروب والإغلاق الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي أمام صمت العالم أجمع.
لقد ادى استمرار الانقسام والحصار على مدار أربعة عشر عاما إلى تدمير كافة مناحى الحياة و خاصة القطاعات الإنتاجية و دمرت قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال ثلاثة حروب متتالية الغالبية العظمى من المصانع و الورش الصغيرة و الإراضى الزراعية و حولت القطاع المحاصر إلى اكبر سجن عرفه التاريخ حيث نسبة البطالة تعدت الخمسين. فى المائة و أصبحت غزة جحيما لا يطاق
وبسبب وباء كورونا الخطير جعل غالبية الناس يلتزمون بيوتهم ليدفع ثمن هذا الوضع الجديد كل شخص كان اعتماده بعد الله على قوته اليومي، الذي بالكاد يسد رمقه ورمق عائلته وأطفاله.
ومن الناحية الدينية وكما يعرف الجميع أن شهر رمضان المبارك له طقوس خاصة، وليالي تكثر فيها صلاة التراويح والقيام وزيارات الأرحام، إلا أن هذا العام 2020، ونظراً لانتشار فيروس كورونا في العالم ووصوله فلسطين، لا خروج من المنزل، فيما سيستمر إيقاف صلاة الجمعة والجماعة في المساجد خلال الشهر المبارك، وفقاً لقرار وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، كإجراء وقائي من انتشار فايروس كورونا .
و القطاع المحاصر لم يعد باستطاعته ان يتحمل أزمات اقتصادية فمدخرات الناس. تلاشت و التحولات النقدية أصبحت شبه معدومة بعدما توقفت عجلة تشغيل خريجى الجامعات الفلسطينية فى الخارج
لقد دفعت أزمة جائحة كورونا. ما تبقى من القوة العاملة فى القطاع الى هاوية الفقر و تحولت غزة. إلى سفينة تحمل على متنها اكثر من ٢ مليون إنسان بلا أمل بعدما تقطعت بهم كل السبل.
فلا يخفى على احد ان القطاع الصحى فى أسوا حالته و الذى استنزفت كل موارده فى الحروب و مسيرات العودة و كسر الحصار و الكثير من الأدوية و تحديدا الخاصة بالأمراض المزمنة تنقطع من حين الى اخر و تعانى. مستودعات وزارة الصحة من نقص مزمن
و فى ذات الوقت ترفض حكومة الاحتلال الاسرائيلي تحويل العديد من الحالات الطبية و التى تعانى من السرطان إلى المشافى فى الضفة الغربية و القدس مما ادى إلى وفاة العشرات و منهم من الأطفال
فغزة التى تخضع للاحتلال الاسرائيلي الكامل و الشامل هو مسؤوله بكافة الاوجه من حكومة الاحتلال و يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية أساسية فى رفع الحصار و تزويد القطاع بالكهرباء و المياه و توفير فزص عمل للسكان
فلم يتبقى لسكان القطاع سوى الدعاء الى الله في هذه الأيام المباركة، أن يرفع عنهم الحصار والعقوبات، وأن يجنبهم الوباء والبلاء، الذي اضاف نكبة اضافية الى نكباتهم