الشهر الفضيل والفايروس الدخيل! بقلم : ثائر أبو لبدة
منذ انتشار فايروس ” كوفيد ١٩ ” المستجد و هو يفرض قوانينه القاسية على هذا العالم – بمشيئة الله -، قوانين لا طاقة للبشر على تغييرها أو الالتفاف عليها ؛ فدولة الفايروس الفاضلة لا تقبل سوى سلالتها النقية لافظةً فايروساتِ البشريةِ الدخيلة !
تمرُ هذه الأيام غليظةً ثقيلةً على جموع المسلمين في كافة أنحاء المعمورة، يُغِم قلوبهم خلاء بيوت الله من عباده الموحدين، ويشجيهم صوت المنادي إذْ ينادي للصلاة؛ بأمرِ الضرورةِ ” صلوا في رحالكم ” ، ناهياً المسلمين عن الجماعة في بيوت الله.
تحتم الفطنةُ والكياسةُ على المسلمِ أن لا يأخذ بيده ما يهلكه، وأن ينأى عن جلب كلِ ضررٍ لنفسه أو لغيره، فحفظ الأنفس عند الله مقدمٌ على حفظ الأحرام، هذا ما علمنا إياه رسولنا الكريم. ونستدل أيضاً في القياس على ذلك؛ تفوق الصحابي الجليل عمرو بن العاص والي الشام على هدي سابقيه؛ عندما تعامل مع وباء الطاعون الذي حلّ بالمسلمين في السنة السابعة عشر للهجرةِ بمسؤولية وحذر، فأمر الناس حينها بالتفرق والتحصن في أعالي الجبال.
عندما يكون الوباء عاماً ظاهراً؛ فلا بدّ من التزام الحفاظِ على المصلحة العامة التي فيها حفظٌ لأنفس المسلمين من كل شرٍ محدقٍ محقق، وما المسلم بفارٍ من قدر الله إلا لقدر الله، متوكلاً عليه في كل أمرهِ وآخذاً بأسباب النجاة ومنع الضرر.
ليس للمسلم أن يقنط من رحمة الله المدبر لهذا الكون، بل عليه أن يقبل على الله بقلبه وجوارحه مستبشراً طامعاً بفرجه وحسن تدبيره، وجاعلاً من أيام الشهر الفضيل فرصةً لرفع أسهمه الإيمانية في زمنٍ تهاوت فيه كل الأسهم..