ضجيج كورونا لم يصلهم! بقلم : فاطمة المزروعي
كما هو واضح وماثل، حدث تباين في فهم الناس لمدى خطورة عدم الالتزام بالتعليمات والإرشادات، التي تهدف للحد من انتشار فيروس كورونا، البعض فعلاً لم يفهم، وآخرون يعتقدون أنهم مطلعون على علم وهم يستندون على معلومات غير صحيحة، وكل واحدة من هذه الفئات تحتاج إلى تعامل وعلاج.
الذي لم يفهم الخطورة مع كل هذا الزخم الإعلامي والاهتمام العالمي والحديث المتواصل عن الفيروس، يعد بعيداً عن رتم الحياة وبعيداً عن التفاعل الاجتماعي، وهذه الفئة محدودة وقليلة وقد تنحصر في كبار السن، والبعض من العاملين في وظائف متدنية تركيزها ينصب على عملهم اليومي ثم العودة إلى مقر سكنه للنوم، غير مشغول بأي أحداث تقع في العالم، وإن كان البعض قد يقول إنه من المستحيل وجود هذه الفئة، فإنها متواجدة يساعد على عزلتها عدم الإلمام بلغة البلد، وأيضاً عدم تمكنها التحدث باللغة الإنجليزية، كما أن تدني مرتبها الشهري يجعلها عاجزة عن اقتناء هاتف جوال، فإما أنهم يجمعون المال ترقباً لعودتهم إلى بلادهم، وإما أنهم يرسلون ما يحصلون عليه بشكل شهري لأسرهم.
وبالتالي هذه الفئة تستقي معلوماتها ممن يشاركونها السكن أو كما يقال من الأحاديث من هنا وهناك، وهذه لا تجعلهم يشكلون فهماً واضحاً لما يحدث، لذا من الأهمية أن تكون هناك فرق للتوعية تتوجه لهذه الفئات في مقر سكنهم وأماكن إقاماتهم، للحديث معهم وتوعيتهم وإرشادهم في الكيفية لحماية أنفسهم من الإصابة، فالجهل في حد ذاته مشكلة كبيرة تساهم في انتشار هذا الفيروس.
أما الفئة التي أسميها المخدوعة، التي تعتقد أنها تعرف وملمة بالتفاصيل، وهي تستند على معلومات غير صحيحة أو غير معتمدة، وبالتالي تتسبب لنفسها ولمَن يثق بها في أضرار صحية، خاصة عندما يصفون علاجات غير معتمدة أو ينصحون بإجراءات غير صحيحة.
جزء من التصدي لوباء كورونا هو الوعي، وأن يفهم كل واحد منا رسالته ودوره المطلوب أن يؤديه، لا تتوهم المعرفة واستق معلوماتك من مصادرها، وأيضاً من الأهمية الوعي والفهم أن بيننا من يجهل هذا الفيروس فعلاً.