1:56 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

في ذكرى الرحيل .. لروح حكيم الثورة وردة وسلام بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

في ذكرى الرحيل .. لروح حكيم الثورة وردة وسلام بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

اليوم الذكرى الثانية عشر لرحيل حكيم الثورة ” جورج حبش ” مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

هو الطبيب الثائر التي رمت به التراجيديا الفلسطينية خارج حدود الوطن ، و خارج مسقط رأسه اللد ، وحمل مع شعبه هموم وجراح المنفى واللجوء ، ولم يتوقف عن النضال من أجل الحرية وتقرير المصير، ويعد جورج حبش أحد وأهم المرجعيات الوطنية المناضلة في التاريخ الفلسطيني ، فقد واكب العمل الفلسطيني المقاوم ضد المحتل بكافة تفاصيله .

الدكتور جورج حبش قام بتكريس حياته ، من خلال عمله الدؤوب والمتواصل من أجل القضية الفلسطينية والصراع العربي مع المحتل ، وناضل من أجل مستقبل أفضل للأمة العربية، مؤمناً بالهوية العربية وبحتمية الانتصار وهزيمة المشروع الصهيوني على الأرض العربية.

حكيم الثورة صاحب الهوية الوطنية بامتياز ، قام بتعريف شخصيته بأنه ” ماركسي يساري الثقافة ، والتراث الإسلامي جزء أصيل من بنيته الفكرية والنفسية ، معني بالإسلام بقدر أي حركة سياسية إسلامية كما أن القومية العربية مكون أصيل من مكوناته ، وهو في حالة من الانسجام مع قوميته العربية و ديانته المسيحية وثقافته الإسلامية وماركسيتيه التقدمية “.

الدكتور المؤسس حدد السلبيات والايجابيات ووصف العلاج للحالة الفلسطينية والعربية ، وحدد بأن غياب الديمقراطية كان سببا من أسباب الهزيمة فلسطينيا وعربيا وغيابها كان سببا في التخلف الاجتماعي الذي يحيط بالأمة العربية ، ومن وجهة نظر الدكتور حبش بأن الحل يكمن في ترسيخ وتطبيق الديمقراطية على أرض الواقع ” الديمقراطية هي بوابة الحل ” الديمقراطية التي يعنيه الدكتور حبش ، ليست القادمة عبر البوابة الأمريكية ، بل عبر الوعي العربي والإحساس بأهمية إطلاق الحريات والإبداعات وطاقات الشعوب على مختلف المستويات الحياتية والتي منها السياسية والاجتماعية الحل يكمن ، وقد أيقن حكيم الثورة بأن الحل في يد الجماهير المطلقة العنان العاشقة للحرية ، وكان يرى الأمل دوما في الشباب المتمرد ايجابيا ضد الذل و الخنوع .

إن الأصالة والحداثة التي ارتبطا معا في شخصية الدكتور المؤسس جورج حبش تدلل على التفاني من أجل قضيته العادلة رغم مرارة المعاناة والألم ، إلا أن الإرادة والتصميم كانت دوما هي الأقوى ، لأنه كان مفكرا بعقلية جيل الشباب ، التي تمتاز بالعطاء والصلابة والتصميم على حتمية الانتصار ، ولم يعرف الاستسلام فهذا المصطلح كان غير موجود في تاريخ وقاموس حكيم الثورة ، لأنه كان المتألق دوماً في تحليله وتشخيصه للواقع , لأنه امتلك ناصية الحكمة والمعرفة بحكم تراكم الخبرة والتجربة .

في ذكرى رحيل القائد الوطني جورج حبش كان لزاما علينا أن نستذكر بعض المحطات التاريخية من مواقفه البطولية التي تعطي مدلولا نضاليا على معنى الانتماء الوطني للقضية ، من خلال تجسيد القاسم المشترك لمفهوم الوحدة الوطنية.

ذات يوم وفي قاعة اليونسكو في العاصمة اللبنانية بيروت ، وقف أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني وقال أمام الحضور ، والان مع كلمة الثورة الفلسطينية ، مع كلمة الشعب الفلسطيني ، مع كلمة الثورات العربية المعاصرة وضمير الثورات ، يلقيها الرفيق جورج حبش ، والمفاجئة الكبرى كانت حين صعد الحكيم الى منصة المسرح لإلقاء الكلمة كما اعتقد الحاضرين وقال : ” أن كلمة الثورة الفلسطينية ، وأن كلمة الشعب الفلسطيني ، وأن كلمة الثورات العربية المعاصرة وضمير الثورات ، لا يلقيها الا أخي ورفيق دربي القائد العام للثورة الفلسطينية ياسر عرفات ، وصعد الشهيد الخالد أبو عمار الى المسرح ، وعانق جورج حبش وظل الجمهور يصفق ويهتف تحيا الثورة ، وحدة وحدة وطنية .

في انعقاد الدورة الثامنة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1987 ، أعلن الدكتور جورج حبش بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، وتم تجديد انتخاب الشهيد القائد ياسر عرفات “بقوة واجماع وطني ” رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

رحل عن عالمنا حكيم الثورة وهو عنوان وطني للإرادة الوطنية المتيقنة بحتمية النصر ، التي لا تعرف الهزيمة ولا الخضوع والانكسار ، فإلى روح القائد الوطني جورج حبش وردة وسلام.

شاهد أيضاً

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

شفا – رحب (نداء فلسطين) بإصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرتي اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال …