شفا – قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح د. أسامة الفرا، في تصريح صحفي، في ذكرى انتخاب عرفات رئيساً للشعب الفلسطيني، أنه “كان يمكن للرئيس ياسر عرفات، أن يكتفي بالشرعية الثورية وبصفته رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ليتولى رئاسة السلطة الفلسطينية، لكنه أراد أن يرسي دعائم مؤسسات دولة تقوم على أركان السلطات الثلاث، وأن يكون الشعب دون غيره مصدرا لها”.
وأضاف الفرا: “كانت الانتخابات الرئاسية والتشريعية والتي شهد العالم بنزاهتها وجاء أبو عمار رئيسا للسلطة الفلسطينية عبر صناديق الاقتراع التي أرادها أن تكون مصدر الشرعيات دون سواها”.
وأوضح الفرا: قائلًا، “بعد فوزه بأغلبية كبيرة في الانتخابات الرئاسية كرس نهج الفصل بين السلطات، فحافظ على صلاحيات المجلس التشريعي دون تدخل منه ومن قبل السلطة التنفيذية وكذلك حصن السلطة القضائية باستقلال عن باقي السلطات بما يكفل لها القيام بمهامها”.
وأشار الفرا، إلى أن “أبو عمار وضع الدعائم الأساسية لسلطة فلسطينية تمهيدًا للانتقال إلى الدولة بكل مكوناتها، وبرع في الحفاظ على قوة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها ممثل الشعب الفلسطيني في شتى أماكن تواجده”، لافتًا إلى أنه “شيد أركان السلطة الفلسطينية طبقًا لمتطلبات الدولة”.
وأكد الفرا أن “ياسر عرفات لم يتوانَ لحظة واحدة عن فرض وتجسيد حلم الشعب الفلسطيني على أرض الواقع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
يُصادف يوم الإثنين الموافق 20 يناير 2020، الذكرى الرابعة والعشرون لإجراء أول انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية، حيث تم اختيار الشهيد الراحل ياسر عرفات كأول رئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وقد شهد يوم 20 يناير من العام 1996، إجراء الاقتراع لانتخاب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وانتخاب أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني.
وتنافس على المنصب كل من: ا”لرئيس الشهيد ياسر عرفات والمناضلة الراحلة سميحة خليل”، وقد فاز الرئيس ياسر عرفات بنسبة (87.28%) من أصوات المقترعين.
كما انتخب الشعب الفلسطيني أعضاء المجلس التشريعي وعددهم (88 عضواً)، وقد بلغ عدد المرشحين (672) مرشحًا في (6) دوائر انتخابية، وبلغ عدد المقترعين (780079) شخصًا، بنسبة (75.86%) من الناخبين المسجلين.
وقد أدى الرئيس الراحل عرفات اليمين الدستوري في مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة يوم 12 فبراير 1996، أمام رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وقاضي القضاة في حينه.
من هو الشهيد ياسر عرفات؟
ياسر عرفات (24 أغسطس 1929 القاهرة، مصر- 11 نوفمبر 2004 باريس، فرنسا)، سياسي فلسطيني وأحد رموز حركة النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال. اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، عرفه الناس مبكرا باسم محمد القدوة، واسمه الحركي “أبو عمار” ويُكنى به أيضاً.
وهو رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية المنتخب في عام 1996. وقد ترأس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969 كثالث شخص يتقلد هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1964، وهو القائد العام لحركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه في عام 1959.
عارض منذ البداية الوجود الإسرائيلي ولكنه عاد وقبِل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 في أعقاب هزيمة يونيو 1967، وموافقة منظمة التحرير الفلسطينية على قرار حل الدولتين والدخول في مفاوضات سرية مع الحكومة الإسرائيلية. كرس معظم أوقاته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالباً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
شرع “عرفات” ومنظمة التحرير الفلسطينية في أخر فترات حياته في سلسلة من المفاوضات مع “إسرائيل” لإنهاء عقود من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ومن تلك المفاوضات مؤتمر مدريد 1991، واتفاقية أوسلو، وقمة كامب ديفيد 2000.
وفي عام 1994 مُنحت جائزة نوبل للسلام لياسر عرفات، وإسحاق رابين، وشمعون بيريز بسبب مفاوضات أوسلو. وفي تلك الأثناء اهتز موقف السلطات الفلسطينية بسبب طلب نزع سلاح حماس وحركات المقاومة الأخرى وتسليمه لفتح.
بنهاية سنة 2004، مرض ياسر عرفات بعد سنتين من حصار للجيش الإسرائيلي له داخل مقره في رام الله، ودخل في غيبوبة. حتى استشهد ياسر عرفات في 11 نوفمبر 2004 بباريس عن عمر جاوز 75 عاماً. ولا يعرف سبب الوفاة على التحديد، حيث قال الأطباء إن سبب الوفاة هو تليف الكبد، ولكنّ لم يتم تشريح الجثة.