10:13 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

للمرة الأولى.. صور ثلاثية الأبعاد لـ”سفينة نوح”

شفا – قام خبير الجيوفيزياء النيوزيلاندي، جون لارسن، وخبير الآثار الأميركي، أندرو جونس، بتصوير مشاهد ثلاثية الأبعاد للتكوين الذي يشبه السفينة المكتشفة عام 1959 بقضاء دوغو بايزيد، بولاية آغري شرق تركيا، ما أدى إلى فتح آفاق جديدة في دنيا العلم بخصوص سفينة نوح، التي ظلت محل جدل ونقاش منذ عدة قرون.

واكتشف موقع السفينة أول مرة، على يد ضابط الخرائط التركي، النقيب إلهان دوروبينار، في 11 سبتمبر 1959، أثناء عمله على خريطة منطقة دوغو بايزيد، بالمديرية العامة للخرائط، بحسب تقرير لوكالة “الأناضول”.

وبعد نشر هذا الاكتشاف بالصحف والمجلات الوطنية بتسعة أشهر، قام أحد أهم خبراء المسح التصويري في العالم، البروفيسور آرثر براندنبيرغر، من جامعة أوهايو الأميركية، والبروفيسور جورج فاندمان من معهد واشنطن للأبحاث الأثرية، وصحافي سويدي، و3 عمال أوروبيين، بزيارة منطقة دوغو بايزيد، لتفقد سفينة نوح بعد الحصول على التراخيص اللازمة من الإدارة العسكرية، وبتمويل من اتحاد الكنائس.

وعلم الوفد، الذي ترأسه دوروبينار، من أحد القرويين بالمنطقة، أن هذا الشكل الذي يشبه السفينة، ظهر إثر حدوث إنزلاق أرضي في أحد الحقول.

نتائج سرية
واستمر عمل الوفد في المنطقة 8 أيام، وقام بإعداد تقرير مفصل من 8 صفحات، إلا أنه قدم لدوروبينار تقريرا صوريا من نصف صفحة فقط، وتم أخذ عينات من السفينة وأرسلت إلى المختبر، إلا أن نتائج التحليل ظلت سرية.

كان شرف التقاط أول صور لسفينة نوح، ونشرها أمام الرأي العام العالمي، من نصيب المصور التركي المعروف أرا غولر، الذي التقط الصور من طائرة عسكرية تم تخصيصها له.

وأجريت أول دراسة علمية حول السفينة بعد اكتشافها بـ26 سنة، من قبل البروفيسور صالح بايراق توتان، من جامعة أرضروم، بالتعاون مع بعض العلماء من مختبر “لوس آلاموس الوطني”، التابع لجامعة كاليفورنيا، التي تعد أكبر مركز لأبحاث الأرض والفضاء في الولايات المتحدة.

وأدت هذه الأبحاث المدعومة من قبل رئاسة الوزراء، إلى اكتشاف جسم السفينة بواسطة الصور الرادارية لباطن الأرض، وتم إعداد تقرير عنها من 80 صفحة.

وأفاد التقرير، بأن الاحتمال كبير أن يكون الجسم المكتشف في باطن الأرض لسفينة نوح، وأوصى بسرعة بدء أعمال الحفر الأثري قبل حلول فصل الشتاء.

ولم تُجر أبحاث علمية مفصلة بعد هذا التقرير، إلا أنه تم إعلان المكان “منطقة محمية”.

وثائقي يبحث حقيقة وجود السفينة
بقي موضوع وجود سفينة نوح يثير فضول الجميع لمدة سنوات، حتى ولو لم تُجر دراسات كثيرة حول المكان المكتشف.

وكان بين من حاولوا فك لغز الموضوع، منتج ومصور الأفلام الوثائقية التركي جم سرتاسن، الذي خطرت له فكرة تصوير وثائقي عن سفينة نوح في 10 أغسطس 1995، عندما رآها أول مرة أثناء زيارته منطقة دوغو بايزيد، لتصوير وثائقي آخر.

استغرق إعداد الفيلم 22 عاما، وأجرى فيه سرتاسن لقاءات مع إلهان دوروبينار، وآرا غولر، ومعزز إيلميا تشيغ.

وتمكن الفيلم من الدخول ضمن أفضل 10 أفلام وثائقية من بين 750، بمسابقة جوائز قناة TRT للأفلام الوثائقية في نسختها التاسعة عام 2017.

كتب سرتاسن حكاية الفيلم الوثائقي مع أركان كوساداغ، نائب مدير إدارة الثقافة والسياحة بولاية أغري.

كما نشر كتابه “سفينة نوح.. اكتشاف القرن”، ثم نشر بعده كتاب “كلنا كنا في نفس السفينة”، وضمنه عدداً من التقارير والمقالات العلمية.

وأدى الفيلم الوثائقي الذي صوره سرتاسن، والكتب التي نشرها، إلى إعادة لفت الأنظار للمنطقة من جديد.

صور ثلاثية الأبعاد
ونجح جونس، وهو مهندس حاسوب أيضا، والذي كان يبحث عن سفينة نوح منذ أن كان طالبا بالجامعة، في تسجيل صور ثلاثية الأبعاد للسفينة، بالتعاون مع لارسن.

وبعد أخذ القياسات وإجراء دراسات استمرت 3 سنوات، تم تصوير جسم السفينة تحت الأرض بتقنية ثلاثية الأبعاد.

وفي لقاء صحافي، قال جونس إنه قدم إلى المنطقة عام 2014 برفقة وفد من الولايات المتحدة ونيوزيلاندا، وإنهم استخدموا جهازا كهربائيا للكشف عما في باطن الأرض أسفل آثار السفينة.

وشدد على أن الصور التي نشروها ليست محاكاة أو مفبركة، وإنما هي حقيقية مبنية على البيانات التي تظهر السفينة في باطن الأرض.

وأضاف جونس أن أي عالم متخصص في الموضوع يمكنه القيام بالدراسة نفسها، مشيراً أن ما تم تصويره هو جسم لسفينة، إلا أنه لا يزال الوقت مبكرا لتأكيد أنها سفينة نوح.

ولفت أنه لا بد من إجراء دراسات وأبحاث شاملة، وأن ذلك لا يمكن أن يتم إلا من قبل الجامعات وبدعم حكومي.

شاهد أيضاً

لماذا يعاني الإعلام الغربي من فوبيا فلسطين؟ بقلم : منى أبو عمارة

لماذا يعاني الإعلام الغربي من فوبيا فلسطين؟ بقلم : منى أبو عمارة

لماذا يعاني الإعلام الغربي من فوبيا فلسطين؟ بقلم : منى أبو عمارة على غرار النكبة …