هل قيادة فتح بالضفة الغربية أخذت العبر من الانتخابات التشريعية السابقة؟! بقلم : د. عبد الحميد العيلة
تلقت حركة فتح ضربة قاسية عندما فازت حركة حماس بما يقارب من ثلثي النواب في المجلس التشريعي بينما فازت حركة فتح وفصائل منظمة التحرير على ما يقارب من الثلث وشخصت الأسباب وراء هذا الفشل المدوي لأم الجماهير حركة فتح ومع ذلك لم نأخذ بعلاجها.
وكانت الأسباب كثيرة وأهمها الفساد الذي بدأ ينخر في الكثير من قيادات الحركة منذ أن أصبحت السلطة هي فتح وفتح هي السلطة الى أن وصل بنا الحال للأسوأ وهو ما يحدث في الضفة الغربية منذ فترة طويلة الى يومنا هذا فعندما يسأل أي مواطن عن السلطة يكون رده “ياعم هذه سلطة فتح من له واسطه مع أي مسؤول فتحاوي بتعالج كويس وبتعين في وظائف عليا وإن كان تاجر محمي من الضرائب والرسوم وغيره”، للأسف هذا هو رد غالبية المواطنين في الضفة لأن الحقيقةكل مفاتيح السلطة مع قيادات فتح ( م7 )دون حسيب أو رقيب ومن يقع تحت طائلة المحاسبة فهم قليل والتاريخ يعيد نفسه.
وإن كان الحال الآن أسواء عما كان عليه على كل المستويات السياسية والإقصادية فحال القضية الفلسطينية في تراجع مستمر.
تغول إسرائيلي في مصادرة الأرض وبناء المستوطنات.. انقسام بين شطري الوطن.. انقسام وطني جعل بعض التنظيمات والشخصيات الوطنية رفض المشاركة في منظمة التحرير والمجلس الوطني.. ظهور التيار الإصلاحي الديمقراطي الذي يقوده محمد دحلان والذي استقطب مئات الآلاف من القيادات الفتحاوية والجيل الصاعد من الشباب والمرأة الفلسطينية بعد شعورهم بفشل الحركة في استيعاب أبنائها وسجل هذا التيار نجاحه على مستوى الوطن والخارج وهو ليس بديلاً لفتح بل من رحم فتح ويعمل على وحدة فتح.
ناهيك عن الوضع الاقتصاد السيئ الذي يعيشه خريجوا الجامعات.. وما يعيشه أبناء الضفة الآن من ضغط سياسي واقتصادي وأمني وحجم الفساد الذي يراه ويسمعه المواطن لا يبشر بخير للخوض في أي إنتخابات قادمه الذي قد يساهم بالضربة القاضية لفتح اذا لم يتم توحيد صفوفها في الضفة الغربية وغزة والقدس.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل ستشهد الأيام أو الشهور القادمة مجموعة من قيادات فتح الشرفاء الحريصة على وحدة فتح ودرء الخطر القادم ليس على فتح لوحدها بل على القضية الفلسطينية للوقوف عند مسؤولياتهم نحو وحدة الحركة ووحدة الوطن وكفى ماقامت به السلطة في رام الله من جراح في أجساد عشرات الآلاف من مواطنيها فهؤلاء قطع راتبهم.. وهؤلاء خفض راتبهم.. وهؤلاء حرموا من العلاج وفقدوا حياتهم.. وهؤلاء هجروا الأوطان لحرمانهم من أبسط حقوق الحياة ومنهم من مات غرقا وهم في طريقهم للهجرة .. ومنهم من هو محاصر الآن في معسكرات اللاجئين.
أما آن الآوان على حركة فتح في الضفة أن يكون دورها الطليعي قبل فقدان البوصلة وتذهب للهاوية ونحمل بعضنا البعض مسؤولية الفشل القادم والمحتم إذا استمرت فتح في هذا النهج المدمر .