فلسطينياً نشد على أياديكم وعربياً نناديكم .! بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
الثلاثاء القادم موعد انعقاد الورشة الأمريكية في البحرين، والتي استحلت ومازالت تتصدر المشهد الإعلامي وعناوين الأخبار والتقارير والقراءات والتحليلات، في ظل اجماع وحدودي فلسطيني رافض لمدخلات ومخرجات الورشة الاقتصادية الأمريكية، لأنه بات واضحاً أنها البوابة الرئيسية إلى ما يسمى “صفقة القرن”.
على الصعيد الفلسطيني بكافة مكوناته الاجماع الرافض للورشة الامريكية هو العنوان الوطني ، والذي لا بد أن يترتب عليه بشكل عاجل وفوري استراتيجية فلسطينية عامة وشاملة تقوم في المقام الأول على وحدة الهدف والمصير المشترك من خلال انهاء الانقسام السياسي بشكل جدي وفاعل هذه المرة لإستعادة الوحدة الوطنية، ومن ثم الانطلاق في ترتيب البيت الفلسطيني بكافة تفاصيله ومشتقاته وفصائله وفئاته ومؤسساته وشخصياته دون استثناء …، تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني ، وتعزيز مقومات صمود شعبنا في الوطن والشتات ، لكي تكتمل دائرة العمل الوطني من أجل الوصول لوحدة القرار المستقل البعيد عن الأجندات الخاصة والمحاور الخارجية ، حتى يتم انقاذ المشروع الوطني من الاندثار، والحفاظ على هويته ووجهته الفلسطينية المستقلة على طريق الحرية والاستقرار.
فلسطينياَ نشد على أياديكم … ونحن على موعد مع اقتراب الورشة الاقتصادية في العاصمة المنامة والذي ظاهرها وباطنها لا يصب في مصلحة القضية وعدالتها، ولابد من تعميق وتمتين جبهة الرفض الجماهيرية لمؤتمر المنامة، وأن يكون شعبنا بكافة جماهيره شعلة من الرفض عبر الفعاليات المناهضة للمؤتمر بالتزامن مع انطلاقه، وأن لا تكون الفعاليات مجرد بروتوكولاً يعتمد على الإطار الشكلي الخالي من الجوهر والمضمون في امتداد الفعاليات ومواصلتها واستمرارها، حتى تكون حجر الأساس الوطني لمواجهة ما بات يعرف في صفقة القرن.
عربياً نناديكم … من منطلق العمق العربي والقومي للقضية الفلسطينية ، ومع اقتراب ورشة البحرين ، لا بد ولزاماً أن يكون الموقف العربي الرسمي والشعبي حاضراً وفاعلاً وموحداً ، بسبب خطورة الموقف الذي يحمل أبعاداً ودلالات متعددة الأهداف والمضامين ، والتي على رأسها تصفية القضية الفلسطينية وسلخ جذورها القومية وبعدها العربي، والذي يقع في المقام الأول على عاتق الحكومات العربية وزعامتها بأن يقولوا للإدارة الأمريكية كلمتهم الفصل بشكل وحدودي وجماعي ، بأن حل القضية الفلسطينية يجب أن يقوم على أساس فكرة حل الدولتين ، ضمن الحل العادل والشامل للصراع و من أجل استقرار المنطقة .
ترتيب الأفكار والمواقف ” فلسطينيا وعربياً “هو العنوان الأهم للمرحلة الصعبة القادمة التي تمر بها القضية الفلسطينية ومشروعها الوطني، فلهذا لا بد من المستوى الرسمي والجماهيري العربي، أن يكونوا على قدر المسؤولية والجدية من خلال وقوفوهم إلى جانب أشقائهم الفلسطينيين الذين ما زلوا يتوسمون بهم خيراً، رغم مواقف بعض الدول العربية الشقيقة التي ما زلنا نعول عليها، والتي نعتبرها نقطة الارتكاز الفلسطيني.
الفرصة الفاصلة والأخيرة مازلت قائمة للأشقاء العرب ، فموعد انعقاد مؤتمر البحرين خلال أيام قليلة قادمة ، والفرصة الفاصلة والأخيرة تتمثل في اعلان الدول العربية التي تنوي المشاركة بالتراجع والانسحاب عن المشاركة ، وعلى الدولة الشقيقة المستضيفة للمؤتمر أن تعلن عن عدم مقدرتها على استضافة الورشة الأمريكية الاقتصادية ، وفي نفس التوقيت وللخروج من المأزق ، فالفرصة لا تزال قائمة بأن تطالب الدول العربية كافة الإدارة الأمريكية في ضرورة ولزوم إلغاء المؤتمر ، واستبداله في مؤتمر سياسي عنوانه الرئيسي حل الدولتين وفق القرارات والمرجعيات الأممية التي تنص على الحق المشروع لشعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.