في ذكرى رحيل شيخ المناضلين أبو علي شاهين بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
في رحاب الذكرى السادسة لرحيل المفكر الوطني وشيخ المناضلين أبو علي شاهين ، ذات القيمة الإنسانية والقامة الفكرية يقف القلم حائراً في كيفية وصف تلك الشخصية والحالة الانفرادية النوعية في رحاب الفكرة والثورة معا ، التي استطاعت أن تخلق حالة نضالية ذات قاعدة عريضة وأفق ممتد للبعد الثوري الجماهيري، من خلال تأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية التي أعطت لحركة فتح بعداً اضافياً من الامتداد الشبابي الواسع لها ، لكي تكون فتح الحاضنة الثورية والفكرية المعبرة عن هموم وتطلعات شعبنا ، فكان يدرك شيخ المناضلين أهمية الالتفاف الشعبي والجماهيري ضمن الاطار التنظيمي ، فلهذا كان لديه فكرة المقدرة على إدارة الصراع مع الاحتلال ضمن مقولته الخالدة ” لو قدر لحركة الشبيبة الفتحاوية أن تحيا فهي أقصر الطرق لاجتثاث العدو من جذوره” ، وبهذا استطاع أن يضيف لحركة فتح البعد الجماهيري للحالة الكفاحية المسلحة.
الراحل أبو علي شاهين لم يذخر جهداً في أي تجربة نضالية كانت ترافق سنوات حياته، فكان على الدوام يقوم بصقلها واعطائها رونقا فكريا ثقافيا، حتى يتم تداولهاالاجيال التنظيمية المتعاقبة.
على صعيد الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال ، كان لشيخ المناضل الاسهام النضالي في صقل التجربة الوطنية للأسرى والمعتقلين ، وهذا في ظل خوض الأسرى والمعتقلين إضرابهم عن الطعام ، وتسطيرهم أروع ملاحم الصمود والكرامة ، كان الفخر للمفكر الوطني أبو علي شاهين تأسيس معالم الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال ، من خلال التجربة الاعتقالية التي استمرت نحو خمسة عشر عاما ، والذي استطاع بحنكة مميزة أن يؤسس ويطور الأداء النوعي للأسرى والمعتقلين في كيفية بناء انسان مناضل ومقاوم بنموذج ثقافي داخل معتقلات الاحتلال ، وتطوير العنصر التعبوي الفكري لدى أبناء الحركة الأسيرة وجعلها تتميز بحالة ثقافية وحدوية على مختلف أشكالها ، ولا سيما التنظيمية ، فهو من قاد أول اضراب عن الطعام في سجون الاحتلال في عام 1970، وفي عام 1976 شارك في قيادة أطول إضراب عن الطعام وقتها في سجن عسقلان، والذي استمر لمدة 45 يوماً، أسفرت مشاركة شيخ المناضلين في إضراب سجن عسقلان، عن قيام إدارة سجون الاحتلال بنقله إلي العديد من السجون الأخرى، وعزله في “زنازين الحبس الانفرادي” لفترات طويلة، واستقر مع قيادة الإضراب في سجن” شطا”.
الراحل أبو علي شاهين كان دائم التطلع بعيناه الحالمتان إلى المناضل الثائر والمثقف، والاحتكام لقانون المحبة التنظيمية داخل الإطار الواحد، فهو الذي وضع حجر الأساس لمدرسة أكاديمية تعنى وتهتم بتدريب الكادر الفتحاوي على كافة الصعد والمستويات وتجعل منه مثقفا قادرا على الاستمرار والعطاء تنظيميا ووطنيا.
الثوري أبو علي شاهين كان حريصا على اكتمال الشخصية القيادية بالمضمون والبعد الانساني البسيط، من خلال اقترابه والتصاقه بكافة ساحات وميادين العمل الوطني والتنظيمي، فهو صاحب المواقف الوطنية المعبرة عن آمال شعبنا الفلسطيني بكل جدارة، وعاش مناضلاً ومقاتلاً، ورحل فدائيا في سبيل وطنه ودفاعا عن عدالة قضيته.
سلام لفلسطين التي أنجبت قائداَ شامخاً، وسلام إلى فتح التي صنعت مجد الثورة والفكرة معاً، وسلام ووردة إلى روح المفكر الوطني وشيخ المناضلين أبو علي شاهين، التي تبعث الأمل في نفوس شعبنا لغد أفضل ووطن قادم حر مستقل عنوانه …على هذه الأرض ما يستحق الحياة.