حكومة تودع حكومة والحاكم هو الحكومة !!! بقلم : د. عبد الحميد العيلة
المشهد الفلسطيني لازال يبكي عليه القريب والبعيد وكأنه مسلسل كتب وأخرج ومثل حلقاته شخص واحد .. فهو منظمة التحرير وهو المركزي والثوري لفتح بل تجاوز أن يكون هو النضال وحزب الشعب والعربية ..
هو المجلس التشريعي والقضاء والحكومه هو الآمر الناهي والمحاسب .. هو من تحكم في رقاب العباد وقوت يومهم ..
إنه رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس ..
يحكم سلطة وهمية تحت نعال نتنياهو وأمريكا سلطة لا تمتلك إلا شيئ واحد وهو التنسيق الأمني المقدس مع الجانب الإسرائيلي ونفاجأ أخيراً بتكليف حكومة جديده وكأن مفتاح حل القضية الفلسطينية وزوال هموم الشعب سيكون على يد هذه الحكومة وأصبح الصغير والكبير في الشعب الفلسطيني يعلم تماماً أن أي موقع في السلطة من الوزير إلى الغفير لا يستطيع فعل أي شيئ إلا برضاء وموافقة السلطان مسبقاً وكل هذه المسميات شكليه لا يجروء كان من كان إلا أن يقول نعم سيدي لكل ما يريده السلطان ..
إنها مزرعة رام الله ” المقاطعة ” المالك الوحيد فيها وإلى الأبد هو رئيسها والذى يعتبر الكل الفلسطيني قطعان من الماعز في هذه المزرعة وما يدلل على ذلك ما يقوم به من حصار ومحاربة شعبه في غزة والقدس ..
وكيف سيتصدى لما يقول له صفقة القرن بعد أن مزق المنظمة وقسم الوطن وضرب الوحدة الوطنية في مقتل بل عدم الثقة بهذه السلطة أصبح يراود الكثير من الدول العربية والغير عربية فأين شبكة الأمان التي تبحثون عنها وأين الدعم الخارجي للسلطة والذي تراجع بنسبة 60 % ؟!..
إنه لمن المضحك المبكي أن يعلن عباس بعد نجاح اليمين المتطرف أن يده ممدودة من جديد للكيان الصهيوني .. أما كان الأشرف له أن يمد يده لشعبه !!!
إنها المفارقات العجيبة من رئيس هو في واد وشعبه في واد آخر ..!!!
ويتحدث دائماً عن الحريات فأين حرية المواطن الفلسطيني في وطنه؟ إن كان في الضفة فالأجهزة الأمنية بالمرصاد لكل من يعارض أو يتفوه بكلمة ضد الرئيس .. والأخطر في غزة وما شاهده العالم كله من قطع للرواتب وحتى قطع مخصصات الشئون الإجتماعية والمصابين وأسر الأسرى والشهداء لخير دليل على تلك الحريات المزعومة .