عيد الحب .. بنكهة فلسطينية بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
لا يزال الانسان الفلسطيني متمسكاً في الحياة ما استطاع إليها سبيلا …، رغم الظروف السياسية والإنسانية المعقدة التي يعيشها، والتي تأخذ الحيز الأكبر من جل حياته وتفكيره واهتماماته، فهو الانسان المحب والمناضل في وقت واحد، وهو الانسان الذي يجسد معالم الفرح والسعادة بين جنبات حياته لتكون له رفيقاً، ولو بشكل استثنائي ومؤقت، حتى تفتح له طريقاً نحو حياة أفضل ومستقبل أجمل.
اليوم الرابع عشر من شباط هو يوم الحب العالمي، وهو يوم ذو دلالة رمزية على الحب والوئام بين ادم وحواء عنوان الحياة وركنها الأساسي والتكويني.
باعتقادنا عيد الحب بنهكة فلسطينية هو الأجمل والأروع بين نكهات الاحتفالات التي تعج صخباَ اليوم في أرجاء المعمورة، وذلك لطبيعة العلاقة الإنسانية للفلسطيني وارتباطه الرمزي في عيد الحب، رغم كل ما يحيط به من الالام وامال وتطلعات ومعوقات، فهو الانسان المحارب والمحب معاً الذي يقتنص الفرص لمناسبات الحياة الجميلة، حتى لو كانت لا تمد إلى عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا بأي صلة …!، ولكن من زاوية أخرى فهي امتداد لثقافة إنسانية عالمية حتى لو كانت غريبة عنا.؟
الأجمل في عيد الحب العالمي أن نرى الانسان الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعبر عن مشاعره وأحاسيسه بنكهة فلسطينية ذات المذاق المنفرد والخاص، ولو كانت الملاحظ بأنه يحتفل بعيد الحب بتحفظ شديد، وبشكل غير مباشر وعلى خجل واستحياء، نظراً للاعتقاد المجتمعي السائد بأن الاحتفال في هذا اليوم هو خروج عن القاعدة المجتمعية الفلسطينية، وذلك حسب نظرة الكثيرين، والذي على العكس من أولئك الكثيرين تجدهم يحتفلون به داخل الأسوار والأبواب المغلقة، من أجل سرقة لحظة فرح من عمر الزمن المنسي …!؟
مشاهدة منشورات وصور ورسومات الانسان الفلسطيني، التي تتعلق في يوم الحب العالمي على مواقع التواصل الاجتماعي، دليل على الانتماء بكل قوة للحياة، وهي الرسالة التي تنفي الاعتقاد السائد استعمارياً بأن الفلسطيني لا يفقه إلا فنون القتال ولغة الموت…
في يوم الحب العالمي يثبت الفلسطينيين ومن خلال منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، واحتفالهم بهذه المناسبة سوآءا في السر أو العلن بأنهم الأجدر لحياة إنسانية حرة وكريمة، تكون عنوانها المحبة ومحور انطلاق لغد قادم وأجمل، والتي لعلها تكون بمثابة رسالة إنسانية ذات طابع سياسي أيضا للساسة والمسؤولين من أبناء شعبنا من أجل انهاء الشقاق والنزاع والانقسام على طريق لم الشمل والمحبة والوئام متوجةً بالوحدة الوطنية.
من حق الانسان الفلسطيني أن يقتنص المناسبات التي تدلل على عمق الانتماء الإنساني والروحاني والاحتفال بها كل حسب طريقته، لأننا بحاجة إلى انسان سوي وسليم تخلو غرائزه من الحقد والكراهية وتبني وتؤسس لواقع محب ومتحاب…
للإنسان الفلسطيني في يوم الحب العالمي كل محبة وتقدير لإنسانيته وأخلاقه الحميدة وثقافته المنفتحة وفكره المنير والمتوازن، وكل عام وشعبنا عنوان للمحبة والوئام.