تيار الإصلاح .. رؤية فتحاوية وهدف وطني بقلم : ثائر نوفل أبوعطيوي
التيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح، صاحب الهوية التنظيمية الفتحاوية في كل المواقف والمواقع والميادين ، وصاحب الفكرة الوطنية التي انطلقت عبر العديد من المبادرات الوطنية ، من أجل ترميم البيت الفلسطيني الواحد ، واستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام ، وإنقاذ المشروع الوطني ، الذي أصبح في مهب الرياح ، إثر العواصف المتعددة والمتراكمة التي ألمت في الواقع السياسي الفلسطيني ، والتي من أهمها غياب الدور الطليعي للحركة النضالية التاريخية المتمثلة في حركة فتح ، والانقسام السياسي البغيض ، وضياع منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني بسبب انهيار مؤسساتها ودوائرها بفعل السياسة التي يمارسها رأس الهرم الفلسطيني ، والتي عنوانها الإقصاء والتغييب والتهميش والتفرد في صناعة القرار ، والتمسك بأجندات متنفذة خاصة لا تخدم المصلحة الوطنية بأي حال من الأحوال ، بل زد على ذلك فإنها سياسة تأخذ حركة فتح إلى المجهول على الصعيد التنظيمي ، وعلى الصعيد الوطني العام فإنها سياسته تعمل على تدمير المشروع الوطني بأكمله وتصحبه بسياساتها المتفردة وغير المقبولة وطنياً إلى الهاوية ، وخير برهان ودليل عزم رئيس السلطة “محمود عباس” تشكيل حكومة فلسطينية وفق تطلعاته الخاصة وأجندته المتنفذة ، والضرب بعرض الحائط كل الأصوات التي تنادي بلملمة الصف الفلسطيني، وإعادة الوحدة بمختلف أشكالها سوآءا التنظيمية أو الوطنية ، ورفضه المطلق لمواقف واراء فصائل منظمة التحرير من جهة ، ولتطلعات الكل الوطني من جهة أخرى.
لهذا … كان لا بد أن يكون للتيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح الرأي والموقف مما يحيط بالواقع التنظيمي والوطني على حد سواء ، والذي كان واضحاً من خلال الطروحات التي قدمها تيار الإصلاح في بيانه السياسي للمرحلة المستقبلية المقبلة ، والتي من أولوياتها وحدة الحركة وانهاء الانقسام وتحقيق الوطنية الفلسطينية الشاملة والمتكاملة ، وفق برنامج عام تتفق عليه كافة الفصائل والشخصيات والمؤسسات ، ضمن حوار وطني شامل ، حتى يكون بمثابة مقدمة لتجديد الشرعيات السياسية والاحتكام للحياة الديمقراطية من جديد عبر صندوق الانتخابات.
تيار الإصلاح جدد موقفه المعلن والواضح من المرحلة السياسية المستقبلية من خلال تقديم رؤيته وبرنامجه عبر بيانه السياسي الأخير، ومن خلال تصريحات قياداته، والتي أهم ما جاء بها وحدة فتح ووحدة الصف الوطني، ومن ثم الشروع في انتخابات سياسية عامة، تكون بمثابة عنواناً وحدودياً للكل الفلسطيني، من أجل انقاذ المشروع الوطني، وإخراج المواطن من براثن اليأس والظلم والاضطهاد، وتفعيل معالم القضية وإدارة الصراع مع الاحتلال بوفاق وطني موحد على طريق الحرية وإقامة الدولة المستقلة.
التيار الإصلاحي في حركة فتح قد أوضح الرؤية للمرحلة القادمة ولا سيما على صعيد ” الانتخابات” وسعيه الدؤوب والمتواصل حتى اخر لحظة عبر وحدة الحركة من خلال قائمة “فتح” الموحدة التي تجمع في طياتها كل الفتحاويين، وهذا الأمر هو مرهون بموافقة ” محمود عباس” على اعتباره رئيس اللجنة المركزية للحركة، ولهذا فإن الكرة في مرمى الرئيس، وعليه اغتنام الفرصة التي لا تعوض قبل فوات الأوان، وإعادة وحدة الحركة ولملمة صفوفها على أسس واضحة ومعايير سليمة، حتى تكون البداية وحدة فتحاوية على طريق الوحدة الوطنية الشاملة للكل الفلسطيني.
في حال رفض وتعنت رئيس السلطة، وضربه بعرض الحائط لكافة الأصوات التي تنادي بوحدة فتح ووحدة الوطن، فمن الطبيعي ومن حق تيار الإصلاح أن يشق طريقه نحو الانتخابات العامة برؤية فتحاوية وبرنامج مستقل من خلال خوض الانتخابات عبر تيار وطني.
من الأهمية العاجلة وحدة “فتح ” والأكثر أهمية وحدة الوطن وفصائله، ولهذا يجب امتلاك زمام المبادرة، حتى يكون العنوان الوطني القادم للكل الفلسطيني” الوحدة “… رؤية وهدف وواقع وتطبيق، من أجل أن تكون للحرية المشاعل وللاستقلال الطريق.