3:13 مساءً / 21 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

عام جديد … ولا جديد !؟

عام جديد … ولا جديد !؟ بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

في ظل تراكمات الأعوام الماضية ، وما حل في شعبنا الفلسطيني من نكبات وويلات وأزمات وعقوبات متتالية ، بسبب الانقسام السياسي البغيض ، وافتقار شعبنا وخصوصاً في قطاع غزة لأدنى مقومات ومفاهيم الحياة الإنسانية البسيطة الكريمة من جهة ، وقمع وحصار الاحتلال الظالم من جهة أخرى، وفي ظل غياب مفاصل وجوهر الصراع للقضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية ، و بعيداً هنا عن التشاؤم والتفاؤل … يحل علينا غداً أول أيام العام الجديد ، عام لا يحمل أي ملامح لأي أفق واسع أو منظور قادم لأي جديد ، ولا يحمل في طياته عام يبشر بأي جديد أو حتى معالم نحو التغيير والتجديد…!؟

الصورة النمطية السائدة والخاضعة للموضوعية في أذهان أبناء شعبنا الفلسطيني بأكمله ، تعطي مضموناً بأن العام الجديد وإن لم يكن الأسوأ على الإطلاق ، فلن يطرأ أي جديد يوحي في انبثاق أمل قريب أو جديد.

وهنا لا يخفى على أحد كان ، بأن القادم الجديد يأتي مقبلاً، والانقسام السياسي الفلسطيني ، قد أدلى بستاره السوداوي المظلم على كافة مرافق ومناحي الحياة في شطري الوطن وخصوصاً على أبناء شعبنا الصامد في قطاع غزة ، فالحياة قد أصابها الشلل والإنسان قد استسلم للعجز والملل ، وترى الناس في غزة بسكارى وما هم بسكارى من كثرة التفكير بالمستقبل غير المعلوم أو المضمون ، وينتابهم حالة من اليأس الشديد والقهر والضجر.

مع حلول أول أيام العام الجديد ، المواطن في قطاع غزة حاله ليس بأفضل حال ، وهو مختلف بالطبع عن كل الأحوال ، فلا دواء ولا ساعات انتظام للكهرباء وشح في الماء وقلة في الدواء ، ومشاكل اجتماعية وأسرية ونفسية تخيم على المكان وكل الأرجاء ، وبطالة وفقر وجوع يعجل في كل مرض ودواء ، وشباب ضائع يومه القادم كاليوم الذي مضى على حد سواء…

في ظل المعطيات الواضحة السابقة ، نجد أن الإنسان الفلسطيني ، والمواطن في قطاع غزة بشكل خاص قد فارق الحياة وهو حي يرزق ، فالحياة لا تكون حياة عندما يكون طابعها العام منعطفات خطيرة ومفترقات من الطرق ، فلا بد من قواعد وأسس صحيحة وسليمة تعتمد في مضمونها على بناء الإنسان من جديد ، ويكون معداً مسبقاً لها الخطط والبرامج والإمكانيات ، ليحل العام الجديد حتى يشعر الإنسان بأن هناك تقدم وتجديد على كافة الأصعدة والمستويات ، وفي مختلف مرافق الحياة .

للخروج من عنق زجاجة الأعوام المريرة والصعبة السابقة ، والتي مضت وذهبت في حال سبيلها ، ونحن على أبواب عام جديد ، لابد من صحوة ضمير وطني للكل الفلسطيني على مختلف مشاربه ومكوناته وتوجهاته ، وأن ينظروا جميعاً بروح وطنية جماعية ، وأن يكون العنوان للعام القادم ، الإنسان الفلسطيني “أغلى ما نملك” ،فلهذا يجب الحفاظ عليه ، من منطلق المسؤولية الجماعية، لأن الإنسان الفلسطيني هو الهوية وعنوان القضية.

Check Also

تناول هذه الأطعمة عند إصابتك بالإنفلونزا لتعزز جهاز المناعة

تناول هذه الأطعمة عند إصابتك بالإنفلونزا لتعزز جهاز المناعة

شفا – الإنفلونزا هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي. يمكن أن تسبب أعراضاً؛ مثل الرشح، …