8:33 مساءً / 24 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

33 أسيرًا معاقًا في سجون الاحتلال

شفا – اعتبر مركز أسرى فلسطين للدراسات استمرار الاحتلال في اعتقال المعاقين استخفافاً بحياة الإنسان الفلسطيني، ومخالفة صريحة لأبسط الأعراف والمواثيق الدولية التي تعتبر هؤلاء ذوى احتياجات خاصة لا يجوز الاعتداء عليهم بل تقديم العون والمساعدة لهم.

ورصد المركز في تقرير أصدره بمناسبة اليوم العالمي للمعاق الذي يوافق الثالث من كانون أول/ ديسمبر من كل عام بأن الاحتلال يحتجز في سجونه 33 أسيراً فلسطينياً يعانون من الإعاقة بأشكالها المتعددة سواء كانت جسدية أو نفسية، بينما يخضعون لظروف الاعتقال القاسية التي تزيد من معاناتهم، ولا توفر لهم احتياجاتهم الخاصة أو أجهزة مساعدة.

وأكد الناطق الإعلامي للمركز رياض الأشقر أن الاحتلال لا يتورع عن اعتقال المواطنين الذين يعانون من إعاقات نفسية وجسدية مختلفة، حيث اعتقل بعضهم وهم على كراسي متحركة، وآخرين اعتقلوا لا يستطيعون الحركة إلا بمساعدة غيرهم، وآخرين يعانون من أمراض نفسية خطيرة وفاقدين للأهلية، ويعرضهم لظروف قاسية الأمر الذي يفاقم معاناتهم ويضاعف إصابتهم بالأمراض، بل يرفض في الكثير من الاحيان اصطحاب الكراس المتحركة أو العكاكيز التي يتنقلون من خلالها.

وفى أكتوبر الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال مهدي أبو هنية 36 عاما من قلقيلية، بعد اقتحام منزل عائلته وهو من ذوى الاحتياجات الخاصة، ومعاق ذهنياً و فاقد للأهلية وغير مسئول عن تصرفاته، ومددت اعتقاله 4 مرات، ورفضت طلب المحامي بإطلاق سراحه نظراً لظروفه الصحية.

كما اعتقلت الفتى المعاق محمود فوزي الفاخوري 17 عاما من الخليل، وهو من ذوى الاحتياجات الخاصة، وأصم وأبكم.

وكانت أفرجت قبل شهر عن الأسير عدنان ياسين حمارشة 50 عاماً من جنين بعد أن أمضى 6 شهور في الاعتقال الأخير، وهو يتنقل على كرسي متحرك، وكان أصيب خلال اعتقاله السابق بجلطة دماغية أدت فقدانه التوازن، وعدم القدرة على الحركة.

التعذيب سبب الإعاقة

وأشار الأشقر إلى أن إجراءات الاحتلال القمعية بحق الأسرى ساهمت في رفع أعداد المعاقين في السجون، وفى مقدمتها ممارسة وسائل التعذيب القاسية والمحرمة، والتي أدت إلى إصابة عدد منهم بإعاقات دائمة أو جزئية، وكذلك إطلاق النار على المواطنين قبل اعتقالهم مما سبب لهم إعاقات مختلفة.

واستشهد بعدة حالات أصيبت بإعاقات خلال التحقيق منها الأسير المحرر لؤي ساطي الأشقر 36 عاما من طولكرم، وكان تعرض لتحقيق قاس في مركز توقيف وتحقيق الجلمة، الأمر الذي تسبب له بشلل تام في رجله اليسرى، وقد أطلق الاحتلال سراحه بعد 3 سنوات، وأعاد اعتقاله 4 مرات رغم إصابته بالشلل في ساقه.

وأصيب الأسير المحرر نادر عبد القادر مسالمة من الخليل، بشلل نصفى نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له خلال فترة التحقيق، حيث تعرض لضرب شديد على العمود الفقري أدى إلى شلل في رجليه، ويستخدم كرسي متحرك في تنقلاته، وقد أطلق سراحه بعد أن أمضى 7 سنوات في السجون.

معاناة مزدوجة

ونوه الأشقر إلى أن الأسرى المعاقين يعانون معاناة مزدوجة ومضاعفة عن الأسرى الآخرين، لأنهم يجمعون ما بين انتهاكات الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق الأسرى، وبين معاناة الإعاقة وعدم قدرتهم على الحركة، والحاجة لغيرهم في التنقل وممارسة أنشطة الحياة داخل السجن.

ولفت إلى خلو سجون الاحتلال من الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأيدي والأرجل، والنظارات الطبية، والمقاعد المتحركة، والفرشات الطبية والمشدّات أو أجهزة خاصة بالأسرى الذين لا يستطيعون السير، “كجهاز الوكر” الذي يساعد على المشي، وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة.

كما ويرفض الاحتلال إدخال تلك الأجهزة الطبية عن طريق مؤسسات خاصة أو منظمات حقوقية، كذلك لا يسمح بإدخالها عن طريق الأهالي، كما لا يسمح الاحتلال يتواجد أسرى غير مرضى في مستشفى سجن الرملة لمساعدة الأسرى المعاقين على الحركة وإعداد الطعام وتناول الأدوية والاستحمام وغيرها، كما لا يوفر الاحتلال أطباء نفسيين لمتابعة حالات الأسرى الذين أصيبوا بأمراض نفسية نتيجة ظروف السجن والعزل، وهذا يزيد من معاناة الأسرى المعاقين في السجون.

إهمال طبي

وعد الأشقر سياسة الإهمال الطبي المتعمدة سبب في إصابة العديد من الأسرى بإعاقات دائمة أو مؤقتة، حيث أدى تأخر إدارة السجون المعتمد في إجراء بعض العمليات الجراحية لأسرى مرضى إلى بتر أطراف من أجسادهم، كما حدث مع الأسير ناهض الأقرع الذي تم بتر قدمه اليسرى نتيجة الالتهابات الشديدة التي عانى منها بعد إهمال علاجه، ‘إضافة إلى الفتى جلال شراونه 18 عاما من الخليل، بترت قدمه اليسرى بعد إصابته بالرصاص وإهمال علاجه، كذلك أدى عزل بعض الأسرى لسنوات طويلة بشكل انفرادي، أو تعرضهم للتعذيب الشديد والإرهاق النفسي والعصبي إلى إصابتهم بإعاقات نفسية مستمرة.

وطالب المركز المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، التدخل والضغط على الاحتلال لإطلاق سراح عشرات الأسرى الذين يعانون من إعاقات مختلفة، حتى يستكملوا عملية تأهيلهم و وعلاجهم في الخارج، قبل أن تتدهور حالتهم النفسية والجسدية أكثر من ذلك.

كما دعا كافة وسائل الإعلام تسليط الضوء على معاناة هذه الفئة من الأسرى، والتي لم تأخذ حقها في التفعيل والنشر.

شاهد أيضاً

بوتين وأردوغان يبحثان العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية

بوتين وأردوغان يبحثان العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية

شفا – أعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى اتصالا هاتفيا اليوم الأحد مع نظيره …