شفا – أكد طلال أبو ظريقة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، إن جمعة “عائدون رغم أنف ترامب” ستشهد اتساعاً في حجم المشاركة، تأكيدا على خطورة العدوان الأمريكي على حقوق الشعب الفلسطيني، وفي القلب منها حق العودة من خلال وقف التمويل للأونروا.
وقال أبو ظريفة في مقابلة على قناة “الغد العربي” ، أن الفصائل الفلسطينية أعطت فرصة للتحركات الإقليمية والدولية للتوصل إلى تهدئة، وهو ما بدا واضحاً من خلال تخفيف وتيرة فعاليات مسيرة العودة في الجمع الأخيرة، لكن يبدو أن هذه التحركات لم تنضج بعد.
ودعا، المتظاهريين تسخين فعاليات العودة، لإخراج جهود التهدئة من حالة البرود التي أصابتها، وإيصال رسالة بأنه اذا لم يتم الإسراع في رفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني من خلال كسر الحصار البري والبحري، فلا أحد يستطيع التنبؤ، إلى أين ستتجه الامور، مشيراً إلى ان أحد السيناريوهات القادمة تكمن في اتساع المواجهات التي لا نرغبها.
وأفاد أبو ظريفة، بتوقف الاتصالات مع القوى والفصائل الفلسطينية في غزة، فيما يتعلق بجهود التهدئة، وقال، ” هناك حالة من الهدوء وتوقف الاتصالات مع كل القوى السياسية في قطاع غزة، فيما يتعلق بالتهدئة التي كان من المقرر استئناف مباحثاتها في 27 من أب/ اغسطس الماضي، وعلى وقع تحركات منسق الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف غير المسبوقة، محذراً في الوقت ذاته من استمرار هذه الحالة التي قد تدفع إلى تأزيم الأوضاع في قطاع غزة .
وأشار إلي أن الافكار التي طرحت بشان التهدئة لم تنضج بعد، مشيراً إلى أن ميلادينوف كان يحمل جملة من الأفكار شبه المتوافق عليها مع الجانب الإسرائيلي ولهذا لم تكن مقبولة فلسطينياً.
وشدد على أن هناك محددات جرى التوافق عليها في اطار تفاهمات تهدئة 2014، وما يحدث من جهود للتهدئة مؤخراً ما هي إلا اعادة تحريك الشق الثاني من تلك التفاهمات التي عطلت بفعل التعنت الاسرائيلي فيما يتعلق بكسر الحصار أو الميناء أو المطار او إعادة الأعمار.
وتابع أبو ظريفة إلى أن ضغوط مورست من أطراف فلسطينية وغير فلسطينية لوقف جهود التهدئة، باعتبارها تسهم بشكل او بآخر اما بفصل قطاع غزة او تخفف الضغط عنه، لأن هناك ادراك من قبل هذه الأطراف، بأن مساحة الضغط على القطاع سيؤدي إلى انفجار جماهيري بوجه الوضع القائم في القطاع، مؤكداً في الوقت ذاته أن من يراهن على ذلك رهانه خاسر.
وأضاف أبو ظريفة، أن السلطة كان لها دور كبير في هذه الضغوط من خلال وجهة نظرها التي تقول بان المصالحة هي التي تشكل الأساس، ومن ثم تأتي التهدئة، وقال: ” وضع التهدئة ورفع الحصار والمصالحة في خطين متتاليين وليسوا موازيين والتعاكس فيما بينهما أحياناً يغلق الطريق أمام التحركات.
وطالب أبو ظريفة بأن تدار التهدئة في اطار وطني بمشاركة القوى الخمسة التي وقعت اتفاق 2014، مشدداً في الوقت ذاته على ان أقصر الطرق لتحقيق هذه الغاية ومعالجة ازمات غزة، هي انهاء الانقسام واستعادة الوحدة لكن المطلوب توفير مناخات من خلال رفع العقوبات عن قطاع غزة، ووقف التهديد والبحث في كيفية تنفيذ اتفاقي مايو 2011 واكتوبر 2017 .
وحول احتمالات التصعيد قال أبو ظريفة، أن فرص التهدئة والتصعيد متساوية وأن كل الاحتمالات واردة، والمطلوب اخذ كل الاحتياطات والحذر، إلى جانب الدفع باتجاه كيفية إدارة هذا المشهد السياسي الساخن بوحدة فلسطينية ورؤية وتفاهمات تجنب الشعب الفلسطيني المزيد من الماسي.