دمار الاقتصاد وخراب الاسواق بقلم : عائد ابو دغيم
هنالك فئة من المستفيدين تريد فصل الاقتصاد عن باقي المجالات و خاصة عن السياسة والمجتمع و العدالة ، فهم يعتبرونه ملكاً مطوباً بإسمهم ، مما تسبب هذا بحدوث كوارث داخل البلد ونكبة اقتصادية أدت لعدم وجود اقتصاد اصلاً بالمفهوم الحقيقي له .
لو افترضنا جدلاً بأن دمار الاقتصاد وخراب الأسواق في كثرة لصوصها ، فماذا لو كانت هذه الأسواق يسيّرها لصوص ؟؟
نحن نعرف جيداً بأنه من يملك المال يملك القرار ، إذن عندما نحصل على الأموال فإننا حصلنا على قدرات الأمم وعلى إرادتها، ثم على حقها في التشريع وسن القوانين نهاية بحقها في التظلم و الشكوى .
و لكن للأسف منظومتنا مبنية على هذه الفئة المتسلطة التي لا تخيفها و لا تردعها أية جهة للنزوح عن افعالها ما دامت تتربّع على عرش التشريع العشوائي ، مع القبضة الحديدية على العدالة التي اصبحت تعمل لحماية تلك القرصنة وتحولت الى أداة لفرض السلطة ووضع العقوبات على ابناء شعبها وتقليص رواتب موظفيها وغيرها ، و ليس للحقوق العامة و الخاصة في المجتمع.
الاقتصاد يعتمد على الانتاج والشفافية في السوق الحر ، و هذا يحتاج ثقة بين التاجر والمجتمع، و كل ذلك مبني على درجة الطمأنينة التي تمنحها الجهات المسؤولة .
ولكن كل هذه الشروط تنتفي عند وصول اي مسؤول غير مناسب لسدة القرار ووضعه في أي دائرة تسيير أو تشريع .
و أمام هؤلاء الذين نصبوا انفسهم أوصياء على الأمة ، فلن يكون في هذا البلد مكان لغيرهم الى ان يفلسوه ، أو أن يتحرك أصحاب المخزن و البلد من تحت و من فوق لكنسهم إلى غير رجعة.
أما أن نرى كل يوم هذه الفئة تحاصر مصلحة البلد و يشرعون ويحكمون باسم الشعب على الضحايا ، مع منع الشعب للشكوى والمطالبة السلمية بالحق أمام أية جهة و هم مارسوا التملك على كل شيئ ، فذلك نذير شؤم على الجميع .
فمن السهل إعادة الثقة وإحياء البلد في أشهر ، و إعادة العجلة مرة أخرى .
يكفي لذلك محو وجوه الفساد المتجذر في السريرة من المشهد أولا، و اتباعهم بنصوصهم وقراراتهم الموبوءة ، مع محاسبتهم على كل ما اقترفوه في حق أمة هم اجبن من أن يتحكموا في ذريتها .
و هنا يجب على الجميع المطالبة بتحويل الخطابات الى اجراءات ملموسة للاصلاح وابعاد وجوه الفساد المتأصل بدلاً من تركهم يفسدون في الارض .
تقوم الأمم على العدل ، و ليس عن الحيل و المخادعة .
و السؤال هنا : نكون أو لا نكون ؟
فلنثبت للامم بأننا جديرين بالوجود بينها أو ننقرض ونتلاشى ، فالانقراض ارحم من تحمل هذه المعاناة .