بعد حيفا رام الله فمن بعد ؟؟؟ بقلم : توفيق أبو خوصة
جماهير رام الله بأحزابها وفصائلها و مؤسساتها الأهلية و حراكها الشبابي صدقت الوعد و العهد بعد غياب طويل و تغييب قسري تحت وطأة الخوف و الإرهاب الذي تمارسه أجهزة أمن السلطة لإسكات كل صوت حر في مواجهة سياساتها العبثية و إجراءاتها الإنتقامية ضد قطاع غزة و أهله ، خرج الألاف في مظاهرة مدوية كانت أصواتها تطاول جدران المقاطعة و آذان الساكنين فيها بالرغم من إحاطة عناصر الأمن بالمشاركين إحاطة السوار بالمعصم ، بل و تسللوا بين صفوفهم للتخريب و حرف البوصلة الوطنية ، وقاموا قبل موعد الحراك الشعبي والجماهيري بتعليق اليافطات و الشعارات الكاذبة و الخادعة على العمارات العالية للتحلل من مسؤولية الجرائم التي إقترفتها أياديهم و للتغطية على حجم المأساة الكارثية التي تسببت بها قيادة السلطة برام الله للإنسان الفلسطيني عبر سلسلة من السياسات العبثية الحاقدة والمغرضة ليس في قطاع غزة فحسب بل على كل المستويات ، بالرغم من ذلك كله أكد المشاركون في تظاهرة رام الله وحدة الشعب في الهم و الدم ،،، والأمل و الألم ،،، في الواقع والحلم ،،، وسقطت مشاريع التدجين و الفصل بين مكونات الوطن ،،، نعم لقد سقطت التعبئة الجهوية و التحريض المناطقي وقال الشعب كلمته ” شعب واحد مش شعبين – يا عباس طل وشوف هيو الشعب عالمكشوف – لا للتنسيق الأمني عالمكشوف – لا حصار ولا تجويع غزة شرفها ما بتبيع – وينك وينك يا دلال حكام السلطة أنذال – يا غزة ما تهتزي كلك كرامة و عزة – الشعب أصدر قرار بدنا نشيلو هالحصار – ليش نحاصر غزة ليش ما بيكفي حصار الجيش – سجل ع قائمة العار كل مشارك في الحصار – يا اللي بتسأل شو اللي صار ع غزتنا إشتد الحصار ” .
إن غطرسة الأمن في الضفة لن تمنع الشعب الفلسطيني من الحراك و الإنفجار في وجه السياسات الظالمة التي ينفذها أبو مازن و بطانته الفاسدة ، ولن تفلح كل الفبركات الإعلامية في تضليل الرأي العام ، كما أن أشلاء و بقايا المؤسسات التمثيلية التي تم السطو عليها في رابعة النهار و مصادرة قرارها لن تنفع في مواجهة الحقيقة الوطنية التي لا ترى فيها أكثر من دمى و أدوات في يد حاكم المقاطعة و أتباعه ،،،
إن غزة و هي تحمل الراية الوطنية و تعمدها يوميا بالدم و المعاناة ظلت و ما زالت تتسامى على جراحها و تنادي شقيقاتها في الوطن لكسر حواجز الصمت المزيف و إعلاء الصوت و رفع القبضات في وجه المؤامرة متعددة الأطراف قد صدقت الفعل قبل القول وهي تتصدي بلحم أبنائها و دمائهم الطاهرة تعيد تصويب البوصلة الوطنية إلى شمالها الطبيعي ، و لبت النداء حيفا و ما أدراك ما حيفا في المكان والزمان و الجغرافيا السياسية و الديمغرافية ،،، و الأن جاء الدور على رام الله و ما أدراك من الفعل ورد الفعل في رام الله التي تمثل عقر بيت الحاكم و أجهزته الأمنية ” عصاته الغليظة ” التي يلوح بها في وجه الجماهير و بوابة التنسيق الأمني اللا مقدس ،،، ما بعد رام الله ليستمر الحراك في كل الضفة الفلسطينية و مواقع الشتات الفلسطيني و الداخل الفلسطيني و أينما تواجد الفلسطيني ،،، لأن ما تعانيه غزة العزة ليس قضية رواتب و تجويع و إنتقام ،،، لكل الواهمين و المضللين نقول بأن غزة هي رأس حربة المشروع الوطني والرافعة النضالية كما كانت دوما للقضية الفلسطينية ، وما تتعرض له من إجراءات إنتقامية و عقوبات جماعية الهدف منه كسر الإرادة الوطنية وتمرير مخطط تصفية القضية و بيعها في سوق النخاسة ،،،
لم تعد أكذوبة معاقبة حماس في قطاع غزة تمر على أحد ،،، إن ما يجري بين أصحاب السلطة في رام الله و أولياء سلطة الأمر الواقع في غزة ،،، ليس أكثر من تقاسم وظيفي على حساب الشعب الصامد و صراع على الحصص في مشروع تصفية القضية الوطنية ،،، فقد عملت السلطة طيلة الأعوام السابقة على تسمين حماس و تعزيز وجودها و مدها بإكسير الحياة ،،، و عقدت معها الإتفاقيات و تبادل ممثلو الطرفين الأحضان و الإبتسامات و الهمسات الدافئة في الفنادق و العواصم و على الموائد العامرة هنا وهناك ،،، وكنتم وكنا و الجميع بات يدرك و يعرف أنه مسلسل من الخداع و الكذب و النفاق الإعلامي الموجه للإستهلاك و المناورة و المداورة ،،، و الحقيقة أن للطرفين مصلحة في إستدامة القسمة و الإنقسام ،،، وهو ما يتعارض مع المصلحة الوطنية العليا قطعا بكل الأبعاد ، وفي نفس الوقت يتطابق تماما مع مصالح الإحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر أو غير مباشر ، و أصبح يتماهى مع ما يسمى ” صفقة القرن ” سيئة الصيت و السمعة .
في الختام لابد من توجيه التحية للقائد الفتحاوي سرحان دويكات الذي تحدى جدار الصمت و أعلن الموقف الذي يجب أن يعلن و يشكل الناظم لمواقف كل الفتحاويين في الضفة الفلسطينية ، فهذا زمن التمايز و الإنحياز إلى جانب المصلحة الوطنية و التنظيمية و تحدي صولجان الإرهاب و القمع بالإنتصار لمعاناة شعبهم ووحدته التاريخية ،و إعلاء الصوت في وجه الضالين الذين يقودون السفينة الفتحاوية إلى ” مثلث برمودا ” حيث النهاية المحتومة ، لم يفت الأوان بعد لينضم كل الأحرار و الشرفاء من قيادات و كوادر الحركة لصوت الضمير ، و رفض المجزرة التي تستهدف حركة فتح و المشروع الوطني برمته.