شفا – أعلنت المصادر الطبية عن استشهاد 4 شبان، اليوم الجمعة،و356 مصابًا بجراح مختلفة و استنشاق غاز، على وقع فعاليات “مسيرة العودة الكبرى”، حيث احتشد عشرات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة قرب الشريط الحدودي العازل.
ففي شمال القطاع، استشهد ظهر اليوم الجمعة، الشاب محمد النجار (25عاماً) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال المواجهات المندلعة شرق مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، وأصيب العشرات بالرصاص الحي وبالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وأفاد مصادر، بأن الشاب النجار أصيب برصاصة في بطنه نقل على إثرها إلى المستشفى الإندونيسي بحالة خطر، إلا أنه فارق الحياة، إضافة إلى إصابة العشرات من المواطنين بالرصاص الحي في المواجهات على مقربة من الشريط الحدودي شمال وشرق القطاع.
أما في محافظة رفح، استشهد الشاب أمين محمود معمر (38 عاما) برصاص الاحتلال الاسرائيلي، والشاب محمد أبو عمر، وإصابة أكثر من 20 مواطنا بينهم 3 إصابتهم خطيرة خلال مواجهات مع الاحتلال في رفح جنوب قطاع غزة.
وفي وقت سابق، استشهد مزارع فلسطيني، وأصيب آخر، في محافظة خانيونس، فجر اليوم الجمعة، في قصف مدفعي إسرائيلي.
وأعلن الناطق باسم الصحة، أشرف القدرة، استشهاد المزارع عمر سمور (31 عاما)، وإصابة آخر نتيجة قصف مدفعي استهدف منطقة البركة شمال شرق خانيونس.
وانطلقت فعاليات مسيرة العودة الكبرى بعد أداء صلاة الجمعة في المخيمات التي أنشئت بالقرب من الحدود، والتي سيبقى فيها المشاركون منذ ذكرى يوم الأرض حتى ذكرى النكبة، إذ أقيمت الخيام وتمت تهيئة الأرض والمواقع لاستضافة الآلاف.
وأقلقت فعاليات مسيرة العودة الكبرى السلطات الإسرائيلية بشكل كبير، ما دفعها إلى تعزيز قواتها العسكرية قرب السياج الحدودي الفاصل، ونشر القناصة والآليات العسكرية والدبابات، إضافة إلى تجهيز طائرات مسيرة تستطيع إلقاء قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع، وكذلك توجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، إلى المنطقة الحدودية مع غزة للإشراف على العمليات ومتابعة المستجدات عن قرب.
وقبل ظهر اليوم، حاول الجيش استباق المسيرة وترهيب المتظاهرين، إذ أطلق الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي باتجاه متظاهرين كانوا بالقرب من السياج الحدودي العازل.
في خطوة عبرت عن مدى القلق الإسرائيلي من مسيرة العودة الكبرى، استخدم مسؤولون أمنيون رفيعو المستوى، على رأسهم وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اللغة العربية لمخاطبة الفلسطينيين في قطاع غزة لثنيهم عن المشاركة في الفعاليات.
واستخدمت إسرائيل شتى الأساليب لمنع المسيرة السلمية التي ستنطلق باتجاه الجدار الحدودي العازل، وتنوعت هذه الأساليب بين التهديد والوعيد والتحريض على حركة حماس، وإلقاء المناشير ومحاولة ترهيب سائقي الحافلات التي تنقل المتظاهرين وأصحاب شركات هذه الحافلات.
وهدد إسرائيل بارتكاب مجازر وحرضت على حركة حماس وادعت أنها من ينظم هذه الفعاليات، كما عممت رسائل إعلامية على ممثلياتها ووسائل الإعلام لنشرها بهدف عدم تحمل مسؤولية ما ترتكبه ضد الفلسطينيين غدًا.
وأكثر ما يقلق إسرائيل هو الطابع السلمي الذي ينزع الذرائع من إسرائيل لاستخدام الأسلحة ضد المتظاهرين الفلسطينيين، فيما يؤدي استخدام القوة بحقهم إلى إحراجها أمام العالم، وهذا ما تحاول الإسرائيل اجتنابه عن طريق الترهيب وبث الخوف من خلال تصريحات رسمية لوزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، التي قالا فيها إن إسرائيل ستستخدم القوة المميتة لمنع اجتياز السياج الحدودي العازل.