مناورات حماس في غزة … بقلم : توفيق أبو خوصة
هنا المناورات تبدأ ولا تنتهي ،،، فهي مستمرة على مدار الساعة و اللحظة توجه رسائلها و تحدد أهدافها التكتيكية و الإستراتيجية ، لكن الأساس الذي تعتمد عليه في كل المجالات يستند إلى رصيدها في إمتلاك مصادر و أدوات القوة العسكرية أولا و قبل كل شيء ، لذلك فإن مناورات العسكر مكملة لمناورات الأمن و السياسة الحمساوية .
لا يختلف إثنان على أن القوة العسكرية الحمساوية الظاهرة و الكامنة تمثل العصا الغليظة التي تلوح بها في وجه الجميع بلا إستثناء داخليا و خارجيا ، مع أنها لا تستطيع حسم معركة مع إسرائيل فهي قادرة على حسم أي معركة داخلية إذا تطلب الأمر كما حصل في الإنقلاب الأسود منتصف حزيران 2007 ، لذلك فإن مناورة كتائب القسام العلنية التي تجري للمرة الأولى في قطاع غزة ليس الهدف منها توجيه رسالة للعدو الإسرائيلي بمدى جاهزيتها و قدرتها على خوض المواجهة العسكرية القادمة فقط ، بل تأتي في أجواء من الضبابية و تراجع الآمال بإنجاز المصالحة الداخلية ، وكما قال القيادي الحمساوي خليل الحية ” سلاح المقاومة خط أحمر ” بما يمثل رسالة عملية للسلطة التي تطالب بوحدانية السلاح الشرعي ، و للمزايدة يقول أخرون أنه سلاح الشعب الفلسطيني ، مع أنه في الحقيقة سلاح حماس لحماس فقط ، لا سلطان للشعب الفلسطيني عليه و سبق أن تم توجيهه إلى صدر الشعب الفلسطيني و جلب له الويلات و الدمار ، هنا حري بنا القول على حماس إدراك الحقيقة الغائبة أو المغيبة أنها لا يمكن أن تستمر في فرض هذا المنهج بلا ضوابط وطنية ملزمة تكرس الحق الطبيعي في مقاومة الإحتلال في إطار وطني ولكن ليس في سياقات حزبية قد تتناقض مع الرؤية الوطنية الجامعة ، السؤال هنا هل سيبقى سلاح حماس خط أحمر للأبد ؟ و حسب كل المعطيات و الشواهد هذا غير صحيح ، بل هو خاضع في المستقبل للمساومة عليه داخليا و إقليميا و دوليا ، في إطار السعي للحصول على بعض المكاسب المتوقعة من وراء ذلك ، خصوصا أن حركة حماس مازالت تقدم أوراق إعتمادها للمجتمع الدولي ، و فتحت المجال أمام إمكانية التفاوض مع إسرائيل الذي كان يوما ما خط أحمر ” حسب تصريحات البردويل الأخيرة و أخرى سابقة على لسان أبو مرزوق ” .