زيتونة الساحل دلال .. للمجد رمزاً وعنوان بقلم : ثائر أبو عطيوي
أربعون عاماً مضت على إعلان الجمهورية الفدائية وما زلت الذكرى خالدة تراوح مكانها ، إنها جمهورية دلال المغربي حينما امتطت زيتونة الساحل ، أمواج البحر الهادر، وسرت مبكراً نحو الوطن هي ورفاقها الأحرار، واستطاعت بعزيمتها النضالية أن تطوع أمواج الهائجة بعنفوان ثوري مقاتل ، ليصبح البحر لها رفيقاً هائماً في حب الثورة والفداء ، ليصل بها رفيقها البحر إلى بر الأمان عبر قاربها المطاطي الصغير ، لساحل الوطن العاشق الى دلال ورفاقها الميامين.
لقد صنعت زيتونة الساحل عبر عمليتها الفدائية ، قبل أربعون عاماً أسطورة نوعية منفردة النظير ، في مفهوم العمل المقاوم ونظرية الفدائي الواثق بحتمية النصر.
وامتطت دلال البحر وركبت أمواجه العاتية يومين من الزمن الثوري ، وكانت في كل لحظة تمر عليها بمثابة أهزوجة فرح وشوق الحنين ، ترسمها في ابتسامة عاشقة لاقتراب لحظة العناق مع الوطن الأم فلسطين.
وكانت كوفية العمار ياسر وصوت خليل الوزير وهو يحكي لهم تفاصيل المجد والخلود .
استطاعت دلال هي ورفاقها الذي أطلق على اسمم مجموعتهم الفدائية ” دير ياسين “أن ترد الصاع صاعين ، وترد الثأر إلى شهداء مجزرة دير ياسين.
كانوا كوكبة شامخة من أبناء العروبة المناضلين مؤمنين بعدالة القضية وبوحدوية الدم العربي ، يجب ان يكون عنوانه الأوحد فلسطين، فلهذا استطاعوا تحقيق الهدف الوطني الجامع لكل أحرار العالم عبر تنفيذهم عملية الشهيد القائد ” كمال عدوان ” انتقاماً لاغتيال روحه الطاهرة ،والذي كان شهيدنا القائد خليل الوزير هو من خطط للعملية الفدائية وأعلن ساعة النصر والهجوم.
في خضم معركة البقاء والصمود استطاعت دلال أن تهزم أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، وأن توقع هي ورفاقها الخسائر بصفوف العدو ، معلنة جمهوريتها المستقلة ، وتقول في وصيتها وهي تستعد للارتقاء إلى عنان المجد والسماء ، بأن يجب الاستمرار بالهجوم حتى الحرية والاستقلال، وكانت لوصية زيتونة الساحل الصدى والتأثير في والوجدان والضمير ، من خلال حفظ الأمانة الثورية عبر قافلة أخواتها الشهيدات اللواتي التحقن بركبها ركب المجد والعز والفخار.
فكانت وفاء إدريس وآيات الأخرس ودارين أبو عيشة وهنادي جرادات وريم الرياشي وهديل عواد والقافلة مستمرة وتطول ، ممن تقدمن بخطى واثقة والتحقن بركب الشهداء العظماء ، للسفر إلى جمهورية دلال الذي مازال جثمانها الحر الطاهر أربعون عاما يرزح بالأسر والاعتقال ، بما يعرف عند الاحتلال “بمقابر الأرقام”، لتعانق روحها عالم الانتصار والخلود عبر إعلانها جمهوريتها جمهورية المجد القادم فلسطين.