توفيق أبو خوصة يكتب … على رأس المئذنة بقلم : توفيق أبو خوصة
نحن بحاجة إلى قيادات بديلة و ليست قيادة بديلة فقط … القيادة الحالية فشلت و القيادات الحالية صنيعة مرحلة مريرة من الفشل المتراكم ، حتى لا يتنطع البعض و يدعي أن ضرورة التفكير و العمل على خلق و إبراز قيادات بديلة تستلم الراية و تواصل النضال من أجل إنجاز و تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني ، يوازي الخيانة العظمى أو يأتي تماهيا مع أجندات إسرائيلية وأجنبية و معادية ، هذه الفزاعة الوقحة التي ترمي للتمسك برموز و عناوين الفشل و الفاشلين و ترهيب الناس من المطالبة بالتغيير الهادف لحماية المشروع الوطني من الإندثار ، و هنا على الأقل دعونا نقدم للقيادات التي تقادمت و أكل الدهر عليها و شرب ما يستحقون من الإحترام بمنطق أنهم حاولوا و فشلت المحاولة و لهم أجرها و هجرها ، ولكنهم ليس قضاء و قدرا مبرما لابد من التسليم ببقائه و تداعياته الكارثية للأبد أو حتى إشعار أخر من عزرائيل و تدخل العناية الألهية .
نعم نحن بحاجة إلى قيادة بديلة قادرة على حمل الأمانة الوطنية و التعبير عن الإرادة الشعبية بكل جلاء تحمل برنامجاً نضالياً واضحاً يحظى بالإجماع و التوافق الوطني في محاوره الرئيسية القائمة على الثوابت الوطنية و الحق التاريخي ، و لهؤلاء نقول يكفيكم شرف المحاولة و سيحفظ لكم التاريخ ما قدمت أياديكم و أنتم في مواقع المسؤولية سلباً و إيجاباً ،،، وعلينا الإعتراف بالحقيقة المرة ،، كنا نحلم بعروسة بحر فإذ بالمولودة قردة ،،، شعبنا سيظل يحلم بالأفضل وهو لم يبخل طيلة مسيرته النضالية بالدماء و التضحية و العطاء، كما منحكم الثقة و سار خلفكم و تحت قيادتكم ، كانت شعاراتكم تحرير فلسطين من البحر إلى النهر و الآن صارت الحصول على بطاقات الشخصيات المهمة أولاً ، و تأمين مستقبل الأولاد و الأحفاد ،، وبلاش يزعل منا المنسق ،،، قلتم إصلاح و تغيير و حكومة ربانية “هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه”، وطلعت إرهاب و قمع و مواكب و مرافقين و رواتب موظفين و إمتيازات ، و يموت الشعب ليحيا الحزب ، ثوار و مناضلون و مجاهدون و مقاومون أصبحت حياتهم مرتبطة بالراتب آخر الشهر “نزل أو ما نزل” بدلاً من التفكير في مواجهة العدو ، لذلك العدو يعيش اليوم في بحبوحة أمنية و إقتصادية و سياسية و إستيطانية ، لولا مبادرات فردية نضالية مميزة لشباب يؤمن بعدالة و قدسية قضيته الوطنية ، فلا إيذاء و لا إدماء و إحتلال بلا كلفة و أنتم تقرون بذلك ، و فوق هذا وذاك في كل منعطف تشبعون العدو الإسرائيلي شتما و يفوز بالإبل ، وتعودون لتخطبوا وده بالتهدئة بالرغم من عدوانه اليومي و المتكرر ، و ترتفع عقيرتكم “سلمية .. سلمية ،،، المفاوضات ثم المفاوضات”، بينما هو يوغل في العدوان و الإستيطان و القتل و الإعتقال ومصادرة الأرض و التهويد و التهديد و الوعيد بالأسوأ .
كل هذا ليس بسبب فقدان أوراق القوة لدى الشعب الفلسطيني ، فهو كفيل بإسقاط كل المؤامرات التي تستهدف قضيته الوطنية لو لم تقيدوه بحساباتكم و سياساتكم الشخصية و الحزبية ، وفقط للتذكير فقد تمكن هذا الشعب العظيم من إسقاط مشروع التوطين في سيناء 1955 قبل أن توجد كل الفصائل و الفسائل و الكتائب و الألوية و السرايا” ذات الردود المزلزلة ” ، نعم أوصلتم شعبنا للتفكير فقط بالبحث عن لقمة العيش و ودفعتم به للهجرة على قوارب الموت في لجة البحر بدلا عن المطالبة بحق العودة إلى دياره الأصلية ، وبات أكثر من 63% من الشباب الذين هم عماد الحاضر و المستقبل يتحين الفرص للهروب من الوطن وتقرير المصير في بلاد غريبة ، و تحولت المقاومة إلى باب مرزق و السلطة إلى وظيفة و مرتب ، رحم الله الزعيم الخالد الذي أصر على أن يكون مسماها “السلطة الوطنية الفلسطينية” ، و أنتم جعلتم منها سلطة التنسيق الأمني المقدس و الكل ينسق على طريقته الخاصة بشكل مباشر أو عن طريق طرف ثالث من تحت الطاولة أو فوقها ، سادت ثقافة الفساد و الفاسدون و المفسدون فيكم و بينكم و منكم ،،، تختبئون وراء ظل أصابعكم و تعتقدون أن الشعب لايرى ولا يفهم و لا يدرك حقيقة أمركم ، و لكنه الخوف و الإرهاب و القمع و التجويع و القهر و مصادرة الحريات، غير أن البركان القادم يغلي و إنفجاره قريب و بدأت مقدماته تتجلى لكل ذي عقل و بصيرة .
بعيدا عن روح الإحباط و اليأس على شباب الوطن أن يصنعوا الأمل بعيدا عن سطوة القيادات التي تكلست و تآكلت وباتت تخشى شعبها أكثر من العدو الإسرائيلي ، المستقبل لكم و أنتم حماة الحلم و الأمناء على دماء الشهداء و قداسة القضية الوطنية ، أجهزة أمنهم تخافكم و تخشاكم و تحسب مليون حساب لتظاهرة شبابية في ساحة الجندي المجهول في غزة أو ميدان المنارة برام الله أو عند “الترانس” وسط مخيم جباليا أو بلاطة ، و لتكن قناعة راسخة لن يكتب لشعبكم و أرضكم التحرر من نير الإحتلال الإسرائيلي قبل التحرر من قبضة العجز و الهزيمة ،، تحرير الإنسان الخطوة الأولى لتحرير الأرض ،،، من سبقكم صنع الإنطلاقة و أبدع إنتفاضة الحجارة و المقاومة الشعبية ،،، فماذا أنتم صانعون ،، شعبكم ينتظر الطليعة المقاتلة القادرة على التعبير عن إرادته الوطنية ،،، طليعة تأتي عبر الفرز النضالي و التنافس الكفاحي ،،، لانريد قيادات معلبة ولا مستوردة أو مفروضة ،،، قيادات تستحق منحها الثقة و الإحترام !!! .