النائب عبد الحميد العيلة يكتب : الخطر التركي الإسرائيلي المشترك على قضيتنا الفلسطينية !!!
التاريخ سجل ومازال يسجل ما تعرضت له القضية الفلسطينية منذ الحرب العالمية الأولى ( ١٩١٤ – ١٩١٨) .. وكيف إستسلم الرجل المريض ” الدولة العثمانية ” بعد إحتلال فرنسي وبريطاني لإسطنبول 1919 عاصمة الخلافة العثمانية ..
لا شك أن السلطان عبد الحميد رفض أن يسلم بفكرة إقامة وطن لليهود على الأراضي الفلسطينية .. لكن بعد فشل الخلافة ومعاهدة التقسيم سايكس بيكو وإعلان إستقلال تركيا ١٩٢٣ ..
بدأت ملامح الخيانة مع إعتلاء كمال أتاتورك تظهر ضمن صفقة أوروبية لإنشاء وطن لليهود وفي حينه لم يشكلوا سوى ٥٪ من سكان فلسطين ..
وتتوالى الأحداث على فلسطين في توزيع تركة الدولة العثمانية لتصبح فلسطين تحت الإنتداب البريطاني وقامت بمساعدة اليهود وتشجيعهم بالهجرة لفلسطين .. بل ساعدت مع أمريكيا تسليح الجماعات الصهيونية بعد الإنتهاء من الحرب العالمية الثانية ١٩٤٥ ..
استخدم هذا السلاح في عشرات المجازر الذي تعرضت لها القرى والمدن الفلسطينية وهجر غالبية الشعب الفلسطيني للمنافي والمخيمات ..
والأخطر أن صديق اليوم كان عدو الأمس .. حيث أعلنت تركيا إعترافها بدولة إسرائيل وهي ثاني دولة إسلامية بعد إيران تعترف بإسرائيل .. البعض أشار أن هذه الحقبة من الزمان تمثل الدولة العلمانية ..
لكن مع التغير وإعتلاء حزب العدالة والتنمية بقيادة عبدالله غول وطيب رجب أردوغان شهدت العلاقات مع الكيان الصهيوني مد وجزر في أقصى خلافاتهما لم تتجاوز الشجب والإستنكار وتخفيض العلاقات الدبلوماسية مع أي حدث تتعرض له القضية الفلسطينية أو العربية ..
وشاهدنا زيارة أردغان وغول للكيان الصهيوني لتوطيد العلاقة بين تركيا والكيان الصهيوني وشاهدنا وما زلنا نشاهد التبادل العسكري والإقتصادي والدبلوماسي بينهما ..
فهل حقاً تركيا تدعم القضية الفلسطينية على حساب العلاقة مع الكيان الصهيوني ..
التاريخ القديم والحديث يثبت عكس ذلك وما نشاهده من مظاهرات وإحتجاجات في تركيا لا يمثل إلا فقاعات إعلامية ليظهر للعالم العربي والإسلامي أنهم من يحمون الإسلام والمقدسات الإسلامية وخاصه القدس وأقصى شيئ فعله أردغان هي المظاهرات ولم يجروء على قطع العلاقة الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني الذي تربطه به مجموعة من الإتفاقيات والمعاهدات التي قد تكون نهايتها معاهدة ” نتنياهو أردوغان ” إسوة بمعاهدة سايكس بيكو لتقسيم المقسم في فلسطين وسوريا والعراق والأكراد … الخ وتعود الينا الخلافة العثمانية الثانية بثوب جديد وأسوأ من الخلافة الأولى .