12:00 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

النائب اشرف جمعة : تيار الإصلاح أول من وضع لبنة اتفاق المصالحة.. ونشكر الرئيس السيسي

أشرف جمعة

شفا – أكد النائب الفتحاوي أشرف جمعة أمين سر اللجنة العليا للمصالحة الوطنية في قطاع غزة، أن تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بقيادة النائب محمد دحلان، يعتبر أول من وضع لبنة في اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام، معربًا عن أمله في طي الصفحات السوداء للانقسام.

وقال جمعة في حوار صحفي ، نبارك لأبناء شعبنا الفلسطيني هذه الخطوة الايجابية والمتقدمة في إنهاء الانقسام والتوجه في إتمام الوحدة الوطنية الشاملة، مقدرًا جهود القيادة المصرية على رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي وجهاز المخابرات المصرية متمثلًا في اللواء خالد فوزي رئيس الجهاز.

وإلى نص الحوار..

بداية، نحن نعيش اليوم أجواء مصالحة فلسطينية يراها الكثيرون بأنها حقيقة هذه المرة.. كيف ترى هذه المصالحة؟

في البداية نحن نبارك لأبناء شعبنا الفلسطيني هذه الخطوة الإيجابية والمتقدمة في إنهاء الانقسام والتوجه في إتمام الوحدة الوطنية الشاملة، ونحن في تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أول من وضعنا لبنة في اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام وبالتالي :«نحن داعمين ومساعدين بهذه المصالحة الشاملة، ونأمل أن تنتهي بكل ما فيها من صفحات سوداء بما يعود على أبناء شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الفلسطينية بالخير وأن تتصدر المشهد على الصعيدين الدولي والإقليمي».

ما رأيك في الجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة المصرية لإتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني؟

نقدر ونثمِّن ونشكر القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي وجهاز المخابرات المصرية العامة ممثلاً في الوزير خالد فوزي وطاقم المخابرات الذين بذلوا جهداً كبيراً للوصول لهذه اللحظات التاريخية، من جمع الإخوة الفرقاء والوصول لاتفاق ينهي حقبة سوداء من تاريخ شعبنا الفلسطيني، ونأمل منهم مواصلة عملهم حتى نصل إلى الأهداف المنشودة المتمثلة بتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة.

«تفاهمات القاهرة» التي جرت بين تيار الإصلاح بحركة فتح وحركة حماس قبل أشهر كانت حجر الأساس لما نشهده اليوم من مصالحة.. حدثنا عن دور التفاهمات في تحريك المياه الفلسطينية الراكدة؟

تفاهمات القاهرة كان لها دور كبير في بداية هذه المصالحة الشاملة حيث أنها ركزت على أمرين هامين، الأول يتعلق بما يواجهه أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من معاناة وحصار وفقر وبطالة كل هذه الأمور جعل التفاهمات تضع تأثير إيجابي عبر لجنة التكافل الاجتماعي بمحاولة تقديم المساعدات والتخفيف من معاناة أبناء شعبنا للتأكيد على أنهم غير متروكين وهناك من يفكر بهم، أما الأمر الثاني فتمثل في البدء في أخطر وأعقد وأكثر الملفات صعوبة وهو ملف المصالحة المجتمعية، خاصة ملف الدماء والجرحى والممتلكات الخاصة والعامة والمعتقلين السياسيين، وقد كان له أثر إيجابي كبير حيث يعتبر من الملفات التي أثارت انتباه الرأي العام الدولي والإقليمي، وبدءوا ينظرون إلى أهمية وضرورة تحقيق المصالحة، وبالتالي أقول شكراً لكل من وضعوا هذه اللبنة وأخُص بالذكر أخي وصديقي النائب محمد دحلان وأخي وصديقي القائد سمير المشهراوي وكذلك كل الشكر للأخوة في حركة حماس وعلى رأسهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار اللذين تجاوبوا مع هذه التفاهمات وتعاملوا معها بجدية وكان لهم موقف واضح وصريح منها.

متى تأسست اللجنة العليا للمصالحة المجتمعية وما هو طبيعة عملها؟

لجنة المصالحة المجتمعية ليست جديدة فهذه اللجنة شُكِّلت بناء على اتفاق القاهرة في أيار عام 2011 بمشاركة جميع الفصائل، وبقيت هذه اللجنة معطلة حتى جاءت تفاهمات «حماس-دحلان» ومن ثَم تم التوافق على أن المصالحة المجتمعية مطلوبة لنشر ثقافة المحبة والتسامح ونبذ العنف وتقبل الآخر حتى نصل لشراكة سياسية حقيقية، وتم وضع محددات للجنة وأعيد تشكيلها منذ أشهر وفقا لتفاهمات القاهرة وضمت العديد من الفصائل، واتفق أن يتم تفعيلها حسب ما تم الاتفاق عليه في القاهرة عام 2011 بدون تغيير، وفي الحقيقة عندما بدأت اللجنة عملها كان هناك تخوفات ولكن ما وجدناه من أهالي ضحايا الانقسام جعل الأمور أسهل مما نتوقع وهنا نتقدم بالشكر لأولياء الدم فالكرم والتسامح والعفو والصفح فعلا من شيم أبناء شعبنا الفلسطيني حيث وجدنا قبولا في هذه المسألة وبالتالي كان توجهنا إلى الكثير من عائلات ضحايا الانقسام واستطعنا أن ننجز العديد من الملفات بدأت أولها في يوم عرفة وهو يوم من أيام الله أنجزنا ملفات 6 شهداء من ضحايا الانقسام موزعين على ثلاث محافظات وتقبل عائلات الشهداء الأمر وتم توقيع اتفاق الصلح العشائري معهم، ثم أنجزنا ملفات عدد 14 شهيد في محافظة غزة تبعها 8 شهداء في محافظة الوسطى، وفي الأيام القريبة القادمة سننهي ملف 12 شهيد في محافظة الشمال، أضف إلى ذلك أننا نجحنا في الإفراج عن ثمانية من معتقلي فتح السياسيين من سجون الأجهزة الأمنية في غزة، وقدمنا كشفا بأسماء أبناءنا الذي غادروا أرض الوطن إبان أحداث الانقسام عام 2007 وننتظر إجابة من الإخوة في حركة حماس لإبلاغهم بالعودة بحيث لا يكون لديهم أي مشاكل أو معوقات، نحن مستمرون في العمل الذي نعتبره عملا مهما وذو أثر طيب في مجتمعنا الفلسطيني لأنه يعمل على إعادة النسيج المجتمعي الذي تفكك اثر الانقسام وتوفير كل ما يلزم لهذا الأمر.

واجهتم ملف شائك ومعقد وهو “قضايا الدم” ويعتبر الكثير أن هذا الملف هو أصعب الملفات التي ستواجهها المصالحة.. كيف تعاملت اللجنة مع ذلك؟

تعاملنا مع ملف الدم بحكمة وحنكة ونحن نقدر ظروف أهالي الشهداء ونقدر ما حدث أثناء فترة الانقسام وبالتالي كان لابد من تشكيل لجان في المحافظات هذه اللجان تضم عدد من رجال الإصلاح ذوي الخبرة وعدد من الشخصيات الوطنية وعدد من قيادات الفصائل الوطنية والإسلامية، وكانوا يتوجهوا لأهالي الضحايا لإقناعهم وجعلهم يتقبلون الأمر عبر محاولات حثيثة دون توقف وكان لها نتائج رائعة وتقبل الأهالي الأمر، بل أصبح البعض منهم هو من يسعى لإنهاء هذه الملف وأصبحوا شركاء معنا في هذه المسألة، نحن نسير بخطوات واثقة وثابتة لما فيه مصلحة أبناء شعبنا الفلسطيني، لإعادة النسيج المجتمعي والتوافق على ثقافة التسامح التي يجب أن تعم مجتمعنا الفلسطيني بناء على وثيقة الشرف التي وقعت عليها الفصائل بالقاهرة، ونؤكد على أننا ملتزمون بما تم التوقيع عليه في اتفاق القاهرة ونأمل أن نستمر حتى إنهاء هذا الملف، فبخلاف ملف الدم هناك ملفات الجرحى والممتلكات العامة والخاصة والمعتقلين السياسيين، ونأمل بالنهاية أن تكون هناك عدالة انتقالية وحريات عامة يشعر بنتائجها أبناء شعبنا الفلسطيني مستقبلاً.

حدثنا عن كواليس اللقاءات التي جرت بين اللجنة وأهالي شهداء الانقسام وكيف استقبل الأهالي الأمر؟

هذا الملف معقد وشائك ونحن كشعب عزيز علينا دماء آباءنا وإخوتنا وأقاربنا وبالتالي يكون هناك مشكلة في استيعاب هذا الأمر، كثير من الأحداث التي وقعت أثناء المواجهات بين حركتي فتح وحماس كان معظم من فيها ملثمون، وبالتالي لم يكن يعرف القاتل غريمه وهذه من الأشياء ساعدتنا في الوصول إلى حلول، هناك من يرفض الآن هذا الأمر نحن نتقبل ولا نضغط في هذه المسألة وسنعاود الكرة عليه مرات عديدة، لأنه من واجبه وحقه علينا أن نعتذر له ونحاول معه بكل الوسائل التي نستطيع إقناعه بها ونرسل له الجاهات ورجال الإصلاح والعشائر وبعض المقربين منه لمحاولة إقناعه، لأن الأمر ليس بالسهولة التي يتخيلها البعض، وأيضا ليس بالصعوبة التي يمكن أن تكون مستحيلة، هناك خيط رفيع يجمع الأمرين معاً، نحن ندخل من خلال هذا الأمر عبر لجان المحافظات ونحاول الوصول لأكبر عدد من أهالي شهداء الانقسام لمحاولة إقناعهم، ما وجدنا حقيقة لغاية الآن هو أمر مريح يدل على أن من عفا وصفح فأجره على الله، وكثير من أولياء دم الشهداء كانوا عنواناً كبيراً للشعب الفلسطيني امتازوا بالخلق الرفيع وعبروا عن رغبتهم الحقيقية في انتهاء الانقسام البغيض وهذا جزء من واجبنا تجاه وطننا فلسطين.

أنجزتم بنجاح كبير لغاية الآن 28 حالة من ضحايا الانقسام.. هل ستشهد الأيام القادمة عقد الصلح العشائري مع حالات جديدة؟

هذا الأسبوع وخاصة يوم الثلاثاء المقبل سيكون لدينا حفل وعرس وطني كبير في محافظة الشمال لعدد 12 من شهداء الانقسام سننهيه في الشمال وبذلك سيبلغ العدد الإجمالي 40 شهيد، بالإضافة لذلك أننا ننتظر رداً من حركة حماس بخصوص الإخوة المبعدين خارج غزة حتى يتم معرفة من منهم لديه إشكالية، آملين أن يعود الجميع لوطنهم دون مشاكل أو تحفظ حتى يشعر الجميع بأن اللجنة تقوم بالدور المنوط بها.

ما تعليقك على الأنباء المتداولة في وسائل الإعلام حول تهديد السلطة لأهالي ضحايا الانقسام بقطع رواتبهم في حال التوقيع على اتفاق الصلح؟

نحن داعمون ومساندون للمصالحة الوطنية الشاملة وإذا أقر اتفاق القاهرة الجديد بتولي السلطة لملف المصالحة المجتمعية نحن لن نكون عائق، يستطيعوا أن يسيروا بنفس الأفكار ونفس الدرب ليكملوا المسيرة بما يخدم أبناء شعبنا الفلسطيني، نحن لا نتوقف عند أي شائعة أو كلمة في هذا الأمر نحن نعمل جميعا كجنود من أعلى الهرم لأسفله نعمل بصمت وفاء لأبناء شعبنا، ووصولًا إلى ما يحقق له المزيد من الحرية والرخاء، وأن يلهم الله عليه بالأمن والسعادة حتى يعود مجتمعنا الفلسطيني كما تعودنا عليه متحاباً متسامحاً راغباً في الوحدة، لأن عدونا الوحيد هو الاحتلال الصهيوني ونسعى إلى أن نكون مُتحدين جميعاً في مواجهته.

أخيراً ما هي رسالتكم لأبناء شعبنا الفلسطيني في ظل أجواء التسامح والمحبة التي تسود في هذه الأيام؟

رسالتنا واضحة أرسلناها بالعمل، نحن نرسل إليكم رسالة محبة ووفاء وإخلاص، ونأمل أن يكون لدى أبناء شعبنا الصابر المرابط قدرة على التحمل والصبر، وأن نتمنى أن تكون الأيام القادمة في صالحه برفع المعاناة عنه ويستطيع تحقيق أمانيه في وحدة وطنية ودولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …