شفا – يواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي تحويل بلدة بيت سوريك شمال غربي القدس المحتلة لثكنة عسكرية، أصبحت الحياة وحرية الحركة فيها شبه معدومة، في محاولة للانتقام من سكانها والثأر من العملية التي نفذها الشهيد نمر الجمل.
وواصلت قوات الاحتلال فرص حصارها المشدد على البلدة، وإغلاق كافة مداخلها والطرق الرئيسة والفرعية المؤدية إليها، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة، يُمنع الدخول أو الخروج منها، وفرضت حظر للتجوال عليها، وسط عمليات تنكيل وانتقام من سكانها.
وتأتي هذه الإجراءات، ردًا على عملية إطلاق النار التي نفذها الشهيد الجمل (37عامًا) أمس الثلاثاء في مستوطنة “هار أدار” شمال غرب القدس، ما أدى لمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة رابع بجراح.
وعقب العملية، اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد الجمل في البلدة، وأجرت تفتيشًا دقيقًا فيه، واعتقلت شقيقيه، وحولتهما للتحقيق، فيما أخذت قياسات المنزل، تمهيدًا لهدمه، وأوقفت جميع أبناء البلدة الذين يعملون في المستوطنة وأخضعتهم للتحقيق، ومنعتهم من الخروج منها.
ولم تسلم خيمة عزاء الشهيد من ممارسات الاحتلال، فقد اقتحمتها وازالتها بالكامل، وصادرت محتوياتها ومزقت صور الشهيد المعلقة فيها.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هدد بهدم منزل منفذ العملية، مشيرًا إلى أن جيشه فرض طوقًا أمنيًا على قريته، وشرع بسحب تصاريح العمل لعائلته الموسعة.
وبيت سوريك بلدة تتبع محافظة القدس، وتبعد 12 كم عن مركز شرقي القدس إلى الجهة الشمالية الغربية منها، وهي من القرى التي وقعت تحت الاحتلال عام 1967، حيث نهب جدار الفصل العنصري والاستيطان غالبية أراضيها.
ويبلغ عدد سكانها حوالي 4700 نسمة، ومساحة أراضيها 8 آلاف دونم، صادرت سلطات الاحتلال آلاف الدونمات منها، لصالح إقامة المستوطنات، ويحيط بها أراضي قرى بيت إكسا، قالونيا، بدو، وقطنة.
وشهدت بيت سوريك العديد من المعارك للدفاع عن فلسطين، فقد شهدت على أحداث لازالت ترويها كتب التاريخ، أهمها دورها في معارك باب الواد والقسطل بقيادة الشيخ عبد القادر الحسيني.