شفا – بكلمات مختصرة وأخيرة، وجهها لوالديه وشقيقاته وأشقائه، كتب الشهيد قتيبة زهران (17 عاما) وصيته عبر صفحته على موقع “فيسبوك” قبل نحو ساعتين من إعلان استشهاده.
وأطلق جنود الاحتلال النار على الفتى قتيبة زهران من بلدة علاء شمال شرق طولكرم، عقب محاولته طعن أحد الجنود عند حاجز زعترة جنوب نابلس، إذ أصيب بجروح حرجة أعلن لاحقا عن استشهاده.
وقال الشهيد قتيبة لعائلته في وصيته:” ولتعلموا يا أهلي بأني لم أتركّم ضيقاً ولا وحشة منكم، ولكن الشهادة نادتني بعد أن تمنيتها منذ حين”.
وطلب زهران من عائلته أن تسامحه، موصيا إياهم بعدم البكاء في “زفته”، بل عليهم أن يوزعوا التمور وإطلاق الزغاريد.
وفي كلمات مؤثرة وجهها لوالدته في وصيته قال:” إن رضا رب العالمين عليّ مرهون برضاك، وإن أمنيتي لن تتحقق إلا بفك هذا الرهان، ولن تكتمل أمنيتي دون صبرك واحتسابك لي عند الله شهيداً مجاهداً في سبيله وإعلاء كلمته أولاً، وثأراً لدماء شهداء فلسطين ولا تبكي عليّ وزغردي فهذا عرس ابنك الشهيد”.
وفيما يلي وصية الشهيد:
وصية الشهيد “قتيبه زياد زهران” لأهله
{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يُقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون، وعداً عليه حقاً.
الحمد الله رب العالمين، ناصر المجاهدين ومذل اليهود الملاعين، والصلاة والسلام على إمام المتقين وقائد المجاهدين، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وجاهد جهاده إلى يوم الدين وبعد:
أهلي الأحبة .. بشراكم
أبي الغالي : سامحني
ها أنا قد حققت أمنيتي وأقبلت على الشهادة في سبيل الله بعزيمة المجاهدين ورحلت عن هذه الدنيا الفانية مسرعاً إلى الدار الباقية الخالدة في جنات النعيم، لألقى المصطفى صلى الله عليه وسلم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولتعلموا يا أهلي بأني لم أتركّم ضيقاً ولا وحشة منكم، ولكن الشهادة نادتني بعد أن تمنيتها منذ حين.
أمي الغالية : سامحيني
إن رضا رب العالمين عليّ مرهون برضاك، وإن أمنيتي لن تتحقق إلا بفك هذا الرهان، ولن تكتمل أمنيتي دون صبرك واحتسابك لي عند الله شهيداً مجاهداً في سبيله وإعلاء كلمته أولاً، وثأراً لدماء شهداء فلسطين ولا تبكي عليّ وزغردي فهذا عرس ابنك الشهيد .
إخواني الأحبة : سامحوني
كونوا عوناً لأمكم وابوكم وكونوا من الصابرين المحتسبين، واثبتوا وليشد بعضكم أزر بعض، ولتسامحوني إن كنت قد أخطأت في حق أحدكم، ولتتمسكوا بدين الله وحبله المتين.
أخواتي العزيزات : سامحوني
لا تنسو ما طلبته منكن قبل أن أغادركم بأيام قليلة إرضاءً لوجه الله الكريم، وكونو بجانب أمي، ولتكونو من أخوات عائشة والخنساء .
يا أبناء عائلتي الكرام:
سامحوني جميعاً، فأنا إن قصّرت معكم في الدنيا، فلن أكون من المقصرين معكم يوم القيامة بإذن الله تعالى.
فأبشروا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الشهيد يُشفّع في سبعين من أهله، وأسأل الله لكم الهداية والصلاح.
· وصيتي:
وصيتي لكم يا أهلي بأن لا يبكي أحدٌ في زفتي للجنة، بل وزعوا التمر وزغردوا في عرس الشهادة .
وختاماً أقول لكم إلى اللقاء قريباً بإذن الله في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ابنكم وأخوكم
الشهيد الحي
قتيبه زياد زهران