شفا – ننشر كلمة القائد الفلسطيني البارز النائب في المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية محمد دحلان ” ابو فادي ” عضو مركزية حركة فتح، التي ألقاها عبر خدمة الفيديو كونفرنس، في جلسة المجلس التشريعي الفلسطيني الطارئة التي تنعقد في مدينة غزة اليوم:
“الأخوات و الأخوة رئاسة و أعضاء المجلس…
تنعقد جلستنا الطارئة اليوم من أجل القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية، و من أجل المقدسات مهوى قلوبنا، و للوقوف الى جانب جماهيرنا المقدسية و هي تخوض أشرس و أنبل مواجهة لإسقاط كل إجراءات و تدابير الإحتلال لفرض واقع جديد في القدس و الأقصى…
الأخوات و الأخوة…
رغم ظروف أهلنا في القدس ، و ما يصاحب تلك الظروف القاسية من تقاعس و تقصير على المستوى الرسمي الفلسطيني، إلا أننا نقف بإجلال و إحترام أمام البطولات الفردية و الجماعية في كل حي ، بل و في كل شبر من قدسنا الغالية ، تلك البطولات التي صعقت المحتل و أصابته بالذهول ، و أوصلت رسائل واضحة الى العالم أجمع مفادها أن القدس و المقدسات قنبلة موقوتة لا ينبغي العبث بها أو معها ، و أن شعبنا موحد بكل قواه و أطيافه ، موحد بمسيحييه و مسلميه، بشيوخه و شبابه، بنسائه و أطفاله ، و في هذا المقام لنترحم جميعا على أرواح شهدائنا الإبرار ، و ندعو بالشفاء العاجل لجراحانا البواسل ، و الحرية للأسرى الأبطال…
الأخوات و الأخوة…
لا يجوز إختزال هبة شعبنا في القدس بإنهاء الإجراءات الإسرائيلية و الإكتفاء بإعادة الأمور الى ما كانت عليها قبل 14 تموز ، لأن في ذلك شيء من التسليم بالوضع القائم في القدس و حول المقدسات قبل ذلك التاريخ، و كأن ذلك الوضع كان سليما و مقبولا ، و بالرغم من تفهمي لصعوبة أوضاع شعبنا في القدس ، فإني ألمس في هذه الهبة المباركة همة خارقة ، همة تمتلك مقومات التواصل و الإستمرار من أجل إنهاء الإحتلال الإسرائيلي عبر مقاومة شعبية شاملة و متصاعدة ، و ذلك يفرض علينا جميعا إعادة النظر بأوضاعنا الداخلية ، و تجاوز الجراح ، و التسامي فوق الصغائر، و تكريس كل قدراتنا و إمكاناتنا لنصرة أهلنا في القدس.
الأخوات و الأخوة…
لقد بذلنا و الأخوة في قيادة حركة حماس جهدا مشتركا، و خضنا حوارا مباشرا مستندا الى قواسم و وثائق وطنية مشتركة، وصولا لتفاهمات تمكننا من إعادة الأمل الى أهلنا الأبطال في قطاع غزة ، و لتخفيف ما أمكن من معاناتهم من الظلم الطويل و الشامل ، و لقد وجدنا لديهم، كما وجدوا لدينا كل الإستعداد و التفهم و الإيجابية، و قد بدأت تلك التفاهمات تعطي ثمارها، لكن لازلنا في بداية الطريق، و من جانبنا سنعمل بلا كلل لتطوير و تعميق التفاهمات لعلها تعطي النموذج و الأرضية لكل قوى شعبنا، للعودة و التلاحم في إطار مؤسسات وطنية منتخبة، و في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بعد إصلاحها و إعادة هيكلتها لتصبح بيتا للكل الفلسطيني فعلا و ليس قولا فقط…
الأخوات و الأخوة…
تحرير القدس لا يتحقق بالكلام ، بل بحشد كل الطاقات و الجهود الفلسطينية و العربية و الدولية خلف شعبنا و قضيتنا العادلة ، و لأن حشد الأشقاء و الأصدقاء لا يتحقق الا بتوحيد الموقف الفلسطيني شعبيا و رسميا ، فأنني أدعو الى تجاوز كل الخلافات الداخلية فورا ، و إتخاذ ما يتوجب من إجراءات لإنهاء الإنقسام ، مما يستوجب و على نحو عاجل…
*عقد إجتماع قيادي موسع في القاهرة يحضره قادة كل فصائل العمل الوطني و الإسلامي و الشخصيات الوطنية الفاعلة ، لأتخاذ ما يلزم من قرارات لحماية و دعم القدس و لإنهاء الإنقسام فورا، فإن لم توحدنا القدس، إذن ما الذي سيوحدنا
* توفير كل مستلزمات الصمود و الديمومة لهذه الهبة المباركة، و دعمها على أوسع نطاق ممكن من الفعاليات الشعبية في عموم فلسطين
*كما أنني أدعو مجلسنا الموقر للسعي مع كل الكتل و الضغط لعقد جلسة عادية كاملة بحضور الجميع و البقاء في حالة إنعقاد دائم لمتابعة كافة التطورات ، و للتواصل مع برلمانات العالم أجمع”.