شفا – يعقد المجلس التشريعي الفلسطيني، اليوم الخميس، جلسة طارئة لمناقشة تداعيات المسجد الأقصى المبارك، بمشاركة حوالي 14 نائباً من كتلة فتح البرلمانية، ومن بينهم القائد محمد دحلان، وذلك لمناقشة آخر تطورات مدينة القدس وتداعيات تصاعد إجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك.
وفيما يلي ننشر كلمة القائد محمد دحلان، التي ألقاها عبر خدمة الفيديو كونفرنس، في جلسة المجلس التشريعي الفلسطيني الطارئة التي تنعقد في مدينة غزة اليوم:
“الأخوات و الأخوة رئاسة و أعضاء المجلس…
تنعقد جلستنا الطارئة اليوم من أجل القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية، و من أجل المقدسات مهوى قلوبنا، و للوقوف الى جانب جماهيرنا المقدسية و هي تخوض أشرس و أنبل مواجهة لإسقاط كل إجراءات و تدابير الإحتلال لفرض واقع جديد في القدس و الأقصى…
الأخوات و الأخوة…
رغم ظروف أهلنا في القدس ، و ما يصاحب تلك الظروف القاسية من تقاعس و تقصير على المستوى الرسمي الفلسطيني، إلا أننا نقف بإجلال و إحترام أمام البطولات الفردية و الجماعية في كل حي ، بل و في كل شبر من قدسنا الغالية ، تلك البطولات التي صعقت المحتل و أصابته بالذهول ، و أوصلت رسائل واضحة الى العالم أجمع مفادها أن القدس و المقدسات قنبلة موقوتة لا ينبغي العبث بها أو معها ، و أن شعبنا موحد بكل قواه و أطيافه ، موحد بمسيحييه و مسلميه، بشيوخه و شبابه، بنسائه و أطفاله ، و في هذا المقام لنترحم جميعا على أرواح شهدائنا الإبرار ، و ندعو بالشفاء العاجل لجراحانا البواسل ، و الحرية للأسرى الأبطال…
الأخوات و الأخوة…
لا يجوز إختزال هبة شعبنا في القدس بإنهاء الإجراءات الإسرائيلية و الإكتفاء بإعادة الأمور الى ما كانت عليها قبل 14 تموز ، لأن في ذلك شيء من التسليم بالوضع القائم في القدس و حول المقدسات قبل ذلك التاريخ، و كأن ذلك الوضع كان سليما و مقبولا ، و بالرغم من تفهمي لصعوبة أوضاع شعبنا في القدس ، فإني ألمس في هذه الهبة المباركة همة خارقة ، همة تمتلك مقومات التواصل و الإستمرار من أجل إنهاء الإحتلال الإسرائيلي عبر مقاومة شعبية شاملة و متصاعدة ، و ذلك يفرض علينا جميعا إعادة النظر بأوضاعنا الداخلية ، و تجاوز الجراح ، و التسامي فوق الصغائر، و تكريس كل قدراتنا و إمكاناتنا لنصرة أهلنا في القدس.
الأخوات و الأخوة…
لقد بذلنا و الأخوة في قيادة حركة حماس جهدا مشتركا، و خضنا حوارا مباشرا مستندا الى قواسم و وثائق وطنية مشتركة، وصولا لتفاهمات تمكننا من إعادة الأمل الى أهلنا الأبطال في قطاع غزة ، و لتخفيف ما أمكن من معاناتهم من الظلم الطويل و الشامل ، و لقد وجدنا لديهم، كما وجدوا لدينا كل الإستعداد و التفهم و الإيجابية، و قد بدأت تلك التفاهمات تعطي ثمارها، لكن لازلنا في بداية الطريق، و من جانبنا سنعمل بلا كلل لتطوير و تعميق التفاهمات لعلها تعطي النموذج و الأرضية لكل قوى شعبنا، للعودة و التلاحم في إطار مؤسسات وطنية منتخبة، و في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بعد إصلاحها و إعادة هيكلتها لتصبح بيتا للكل الفلسطيني فعلا و ليس قولا فقط…
الأخوات و الأخوة…
تحرير القدس لا يتحقق بالكلام ، بل بحشد كل الطاقات و الجهود الفلسطينية و العربية و الدولية خلف شعبنا و قضيتنا العادلة ، و لأن حشد الأشقاء و الأصدقاء لا يتحقق الا بتوحيد الموقف الفلسطيني شعبيا و رسميا ، فأنني أدعو الى تجاوز كل الخلافات الداخلية فورا ، و إتخاذ ما يتوجب من إجراءات لإنهاء الإنقسام ، مما يستوجب و على نحو عاجل…
*عقد إجتماع قيادي موسع في القاهرة يحضره قادة كل فصائل العمل الوطني و الإسلامي و الشخصيات الوطنية الفاعلة ، لأتخاذ ما يلزم من قرارات لحماية و دعم القدس و لإنهاء الإنقسام فورا، فإن لم توحدنا القدس، إذن ما الذي سيوحدنا
* توفير كل مستلزمات الصمود و الديمومة لهذه الهبة المباركة، و دعمها على أوسع نطاق ممكن من الفعاليات الشعبية في عموم فلسطين
*كما أنني أدعو مجلسنا الموقر للسعي مع كل الكتل و الضغط لعقد جلسة عادية كاملة بحضور الجميع و البقاء في حالة إنعقاد دائم لمتابعة كافة التطورات ، و للتواصل مع برلمانات العالم أجمع”.