شفا – كثفت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء، من انتشارها العسكري في مدينة القدس المحتلة، وتحديدًا في البلدة القديمة ومنطقة حائط البراق، بمناسبة حلول عيد “البواكير أو نزول التوراة” اليهودي.
وحولت الشرطة القدس إلى أشبه “بالثكنة العسكرية”، ونشرت الآلاف من عناصرها ووحداتها الخاصة وفرق الخيالة والدوريات العسكرية، وأغلقت العديد من الطرق والشوارع بالمدينة، لتسهيل وصول المستوطنين المتطرفين إلى حائط البراق، لإحياء العيد اليهودي.
وتأتي هذه الإجراءات، فيما يواصل عشرات المستوطنين المتطرفين اقتحام المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة أمنية مشددة.
وقال المنسق الإعلامي في دائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس، إن 151 مستوطنًا اقتحموا منذ فتح باب المغاربة عند الساعة السابعة والنصف صباحًا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم ومعالمه.
وأشار إلى أن هناك تجمعات كبيرة من المستوطنين تتواجد عند الأبواب الخارجية للأقصى، وخاصة “القطانين، الأسباط والحديد”، وتتنظر السماح لها باقتحام الأقصى، في ظل الدعوات اليهودية المتواصلة لاقتحامات جماعية للمسجد بعيد “نزول التوراة”.
ولفت الدبس إلى أن شرطة الاحتلال شددت من إجراءاتها الأمنية عند بوابات الأقصى، واحتجزت البطاقات الشخصية للمصلين الوافدين إليه.
وعادةً ما تشهد هذه الاقتحامات، أداء صلوات وطقوس تلمودية عند أبواب الأقصى، حيث أدى مستوطنون اليوم رقصات وصلوات وترانيم توراتية أمام باب القطانين.
من جانبه، قال المختص في شؤون القدس جمال عمرو، إن الأعياد اليهودية تلقي بظلالها على المدينة المقدسة وسكانها، وتكون وبالًا عليهم، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال على المدينة وأحيائها، وتحديدًا بالبلدة القديمة.
وأوضح أن شرطة الاحتلال أغلقت منذ الصباح عددًا من الطرق والشوارع بالمدينة، ونصبت حواجزها العسكرية والحديدية في مداخل وأزقة البلدة القديمة وعند أبوابها، وفي محيط المسجد الأقصى وعند أبوابه، بهدف تسهيل وتأمين اقتحامات المتطرفين للمسجد.
وبين أن حالة من التوتر الشديد تسود القدس والأقصى، في ظل الإجراءات الإسرائيلية المشددة والدعوات لاقتحامات جماعية للمسجد اليوم.
ودعا عمرو أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل وكل من يستطيع للوصول إلى الأقصى، وتكثيف التواجد والرباط فيه، من أجل التصدي لاقتحامات هؤلاء المتطرفين الذين ينتهكون حرمة شهر رمضان المبارك، وحرمة الأقصى.
وكانت شرطة الاحتلال قالت في بيان لها إنها تستعد بقوات معززة للتعامل مع مجمل أحداث “نزول التوراة” التي تحل في موازاة شهر رمضان، بهدف السماح بحرية العبادة لجميع الديانات والطوائف في المدينة بأمن وسلام.
وأضافت الشرطة أنه سيمنع مرور الإسرائيليين المتوجهين إلى حائط البراق من باب العامود “بهدف الحفاظ على أمن الجمهور ومنع ازدحام وتوزيع حركة السير في البلدة القديمة” وذلك من الساعة العاشرة مساء الثلاثاء وحتى الواحدة والنصف من فجر اليوم، وكذلك ستمنعهم من الخروج من حائط البراق عبر طريق الواد.
وأوضحت أنها ستصعد عملياتها ضد الفلسطينيين الذين يتواجدون في القدس من دون تصريح وضد من ينقلونهم ومن يوفرون أماكن نوم لهم وضد مشغليهم.
وكانت منظمات “الهيكل” المزعوم دعت عبر مواقعها الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، المستوطنين إلى اقتحامات جماعية للأقصى اليوم، بمناسبة حلول عيد ” الأسابيع أو نزول التوراة”.
يذكر أن المسجد الأقصى يشهد اقتحامات يومية من قبل المستوطنين عدا “يومي الجمعة والسبت”، وعلى فترتين صباحية ومسائية، وذلك تحت حماية كاملة من شرطة الاحتلال، ووسط قيود على دخول الفلسطينيين.