9:11 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

69 عاماً على النكبة

شفا – يحيي الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، اليوم الاثنين، الذكرى الـ69 للنكبة الفلسطينية، التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948، واستولت من خلالها على حوالي80% من أرض فلسطين وأعلنت تأسيس ما يسمى بـ”اسرائيل”.

وتتزامن ذكرى النكبة هذا العام مع معركة يقودها الأسرى الفلسطينيون منذ 29 يومًا بعنوان “إضراب الحرية والكرامة” ضد الاحتلال الاسرائيلي من داخل سجونه المقامة على أراضينا التي احتلت عام الـ48.

وتُنظم لإحياء هذه الذكرى نشاطات وفعاليات تنطلق في العديد من المدن والقرى والمناطق في كافة أنحاء فلسطين التاريخية، في الداخل والضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، للتذكير بجرائم “إسرائيل” إبان النكبة والإعلان أن الشعب الفلسطيني حي ويطالب بحقوقه الشرعية.

ونشبت حرب عام 1948 بين كل من المملكة المصرية ومملكة الأردن ومملكة العراق وسورية ولبنان والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين، والتي تشكلت من البلماخ والإرجون والهاجاناه والشتيرن والمتطوعين اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين.

وقبل ذلك التاريخ، أعلنت المملكة المتحدة إنهاء انتدابها على فلسطين وغادرت تبعًا لذلك القوات البريطانية من منطقة الانتداب، وأصدرت الأمم المتحدة قرارًا بتقسيم فلسطين لدولتين “يهودية وعربية”، الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنت هجومًا عسكريًا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو 1948 استمر حتى مارس 1949.

وانتهت نكبة (1948م) بالإعلان عن قيام “إسرائيل” في 15آيار/مايو 1948م والتي على أثرها وقعت معظم المناطق الفلسطينية تحت السيطرة الإسرائيلية باستثناء بعض المناطق التي بقيت محتفظة بهويتها الفلسطينية، والتي أطلق عليها “الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية”.

وأدت النكبة لتهجير نحو مليون فلسطيني ليعيشوا لاجئين في البلدان العربية المجاورة، كما كان لهذه الحروب أثارها الاجتماعية على المجتمع الفلسطيني، حيث أدت إلى تمزيقه وتقطيع أوصاله.

وفي (30 أيلول/ سبتمبر 1948م) تأسست حكومة عموم فلسطين بمبادرة من الهيئة العربية العليا برئاسة أحمد حلمي باشا والتي لم يكن لها تأثير يذكر.

وفي الأول من تشرين الأول/ أكتوبر (1948م) عقد في الأردن “مؤتمر عمان الأول ” وتم فيه إصدار قرارات تمنح الملك عبد الله حق تمثيل الشعب الفلسطيني والتحدث باسمه وتبعه “مؤتمر أريحا”، الذي انعقد في الأول من كانون الأول/ ديسمبر (1948م) والذي مهد الطريق أمامه ضم الضفة الغربية إلى الأردن.

ويعتبر تاريخ الــ15 من مايو / أيار عام 1948 يومًا استثنائيًا بالنسبة للفلسطينيين والعرب عمومًا، حيث شهد ثلاثة أحداث كبرى هي: تهجير الفلسطينيين وقيام “إسرائيل”، وبدء الحرب العربية الإسرائيلية الأولى.

وتحول مئات آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين وعشرات الآلاف إلى مهجرين في وطنهم ممن يرون بلداتهم وأراضيهم، وأحيانًا منازلهم، وهم يحرمون منه بسبب سيطرة الاحتلال عليها حتى يومنا هذا.

وتصنف “إسرائيل” اللاجئين المهجرين داخل فلسطين على أنهم “حاضرين غائبين” بذريعة أنهم “تركوا ديارهم” فباتت ملكًا لها كدولة”، وهو ما لا يعترف به اللاجئون الذين لا يزالون مصممين على مواصلة النضال حتى استعادة حقوق نهبت وسلبت منهم عنوة.

وفي كل عام بهذا التاريخ تُحيي المنظمات الفلسطينية والجمعيات هذه الذكرى، بفعاليات ونشاطات تُذكّر الأجيال بالتهجير؛ كي لا تُنسى القضية الفلسطينية.

وبحسب تقرير أصدره جهاز الإحصاء الفلسطيني قبل يومين، فقد تضاعف عدد الفلسطينيين بعد 69 عاما على النكبة أكثر من تسع مرات، وقدر عددهم في العالم نهاية عام 2016 بحوالي 12.70 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف 9.1 مرة منذ أحداث نكبة 1948.

وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر) فإن البيانات تشير إلى أن عددهم قد بلغ في نهاية عام 2016 حوالي 6.41 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ عددهم نحو 7.12 مليون نسمة وذلك بحلول نهاية عام 2020 وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حاليًا.

وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين تشكل ما نسبته 42 في المئة من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين نهاية العام 2016، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأول من يناير للعام 2015، حوالي 5.59 مليون لاجئ فلسطيني.

ويعيش حوالي 29 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 “حسب تعريف وكالة الغوث للاجئين” ولا يشمل أيضًا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلاً.

كما قدر عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بحوالي 154 ألف فلسطيني، في حين يقدر عددهم في الذكرى التاسعة والستون للنكبة حوالي 31.5 مليون نسمة نهاية عام 2016 بنسبة جنس بلغت حوالي 102.2 ذكرًا لكل مائة أنثى.

كما قدر عدد السكان في دولة فلسطين بحوالي 4.88 مليون نسمة في نهاية عام 2016 منهم 2.97 مليون في الضفة الغربية وحوالي 1.91 مليون في قطاع غزة، فيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان في حوالي 432 ألف نسمة في نهاية العام 2016، منهم حوالي 62 في المئة يقيمون في ذلك الجزء من المحافظة والذي ضمته “إسرائيل” عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية في عام 1967.

وتزامنًا مع هذه الذكرى، يطلق المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج حملة إلكترونية عبر التغريد على هاشتاج راجعين من الساعة 8 حتى 10 مساءً بتوقيت فلسطين المحتلة.

شاهد أيضاً

مفاوضات السلام في الشرق الأوسط: الاستيطان، دور رئيس السلطة، ومصير المفاوضات، بقلم : م. غسان جابر

مفاوضات السلام في الشرق الأوسط: الاستيطان، دور رئيس السلطة، ومصير المفاوضات، بقلم : م. غسان …