نشاطات شبابية وملتقيات فكرية وتجمعات نسائية هي عناوين الفعاليات التي يقوم بها التيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح بحشود ملفتة للنظر، مما يشير بأن شكل القطيعة والانقسام مع الرئيس أبو مازن وبطانته آخذة في الاتساع، وذلك للحد الذي يصعب جبره أو اللقاء بعده.
كنا نتمنى في حركة حماس أن يلتئم الشمل الفتحاوي، ولكن يبدو أن مزاجية الرئيس ومكر البطانة من حوله لا توحي بأن هناك “حكمة الرجل الرشيد” فيما ينساق إليه سيادته من مواقف أو يتخذه من قرارات.
كانت القطيعة والخلاف مع حركة حماس منذ 2007، وحتى اليوم ورغم كل المبادرات والواسطات المحلية والإقليمية لم ننجح في التوصل إلى ما ينهي الانقسام واجتماع الشمل وشطري الوطن.!!
نعم؛ الكل يتحمل المسئولية، ولكن الكرة كانت معظم الوقت في ملعب الرئيس، حيث كانت – وفي ظروف غير مفهومة – تتوقف كل الجهود، وتتعطل بوعودات لا تتحقق.
أتعبنا القاهرة والدوحة وعواصم عربية وإسلامية أخرى حاولت أن تمد يد العون والمساعدة لاستنقاذنا من وهدة ما نحن فيه من تشظي وانقسام، وتنبيهنا لحجم المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها قضيتنا، ولكن – للأسف – لا يبدو أن هناك في الفضاء السياسي رجل رشيد.
وا أسفاه.. تعاظم الانقسام، وتعطلت المؤسسات الفلسطينية، وتكرس حكم الفرد والسياسات المستبدة، وتوسع الاستيطان وتهويد الأرضي الفلسطينية والمقدسات، وشهدت القضية تراجعاً يبعث على الخوف والقلق، ولكن فخامة الرئيس لا يسمع لأحد، ولسان حاله يقول: “لا أريكم إلا ما أرى”!!
وإذا ما تحركت حركة حماس لتهيئة الأوضاع في قطاع غزة، نظراً للغياب الملحوظ لحكومة التوافق، خرجت لنا جوقة المطبلين بأن هناك مؤامرة للانفصال بغزة وبناء دولة فيها، بالرغم من كل التأكيدات التي أطلقتها قيادات حماس في القطاع أن “لا دولة في غزة، ولا دولة بدون غزة”.
يبدو من خلال المعطيات الزمنية ووقائع ما يجري، أن فخامة الرئيس لا يريد غزة، ولكنه – للأسف – يريد تحميل أهلها كل الأوزار.
اليوم خلافاته تتسع مع التيار الإصلاحي الديمقراطي؛ الذراع الحركي والتنظيمي للنائب محمد دحلان، والآخذ في التمدد والانتشار بشكل كبير، مما يوحي بأن فتح قطاع غزة قد حسمت أمرها مع دحلان، وأن هذا الجيل الشبابي من كوادر الحركة لم يعد يتقبل ما تطرحه فتح – أبو مازن، والذي أحرجها وطنياً، وأخرجها عن منطلقاتها الحركية، وشوه مسيرتها والأهداف التي رسمت ملامح المشروع الوطني الفلسطيني على مدار خمسة عقود.
اليوم، أقول لإخواني في حركة حماس، لا تنتظروا طويلاً جماعة الرئيس، وتعالوا إلى من هم يمدون لنا اليد لنبني قطاع غزة ونستنقذ أهله.
لقد شاهدت حشوداً من جيل الشباب والشابات المنتسبين لهذا التيار، من خلال العديد من الفعاليات داخل غزة وخارجها، كما جمعتنا لقاءات فكرية مع نخب سياسية وأكاديمية وحركية منه، وكلها تشي بصدق الرغبة وشدة الحماس للتواصل واستكمال مشروع البناء الوطني، والخروج من عار التنسيق الأمني.
يا سيادة الرئيس هناك جيل فتحاوي عاشق للكوفية السمرا والكلاشينكوف، وأنت وهذه البطانة من حولك للأسف تباعدون بينكم وبينه، تحت ذرائع لا يقبل بها أحد.
أنا حمساوي كما تعلم يا سيادة الرئيس، ولكني أتمنى وحدة فتح واجتماع شمل أهلها؛ لأنها عنوان وطني كبير، ولذلك كانت هذه النصائح والتنبيهات. لعل وعسى.