شفا – انتهت فعاليات مؤتمر المرأة الأول، الذي عقد في الفترة من الثالث عشر والرابع عشر من مارس/آذار الجاري، تحت شعار «شركاء من أجل الوطن»، من أجل بناء استراتيجية تؤسس لتمكين المرأة الفتحاوية وتعزيز دورها في خدمة قضايا المجتمع الفلسطيني ومواجهة التحديات التي تعصف به.
وشهد المؤتمر الذي عقد في فندق المتحف بمدينة غزة، برعاية النائب والقائد محمد دحلان، ونواب كتلة حركة فتح البرلمانية، ودعم من قيادة تيار الإصلاح بالحركة، مشاركة استثنائية وغير مسبوقة من الكادرات الفتحاويات، وحضور ممثلات عن مجالس المرأة في محافظات قطاع غزة، وعدد كبير من الكفاءات النسوية في الحركة.
ووفقًا للبيان الختامي للمؤتمر والذي وصل «المفوضية» نسخة منه، فإن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، شهدت حضور أعضاء من كتلة فتح البرلمانية، وممثلون عن فصائل وأحزاب سياسية فلسطينية، وشخصيات مستقلة، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني في قطاع غزة، وبتغطية واسعة من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.
وبحسب البيان، فإنه تم خلال جلسات المؤتمر التوقف بعمق أمام المشهد السياسي الراهن في فلسطين، والمخاطر التي تتهدد المشروع الوطني، وتراجع فرص الحصول على الحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، بسبب تعنت الاحتلال الاسرائيلي ورفضه حل الدولتين واستمرار التغول الاستيطاني والفصل الجغرافي بين شقي الوطن، وبسبب السلوك السياسي للجهات المتنفذة في القرار الفلسطيني التي أدخلتنا في حالة تيه سياسي وانسداد أفق غير مبرر، وسياسة اقصائية مقيتة في التعامل مع الخصوم السياسيين، وتُبدي حالة من اللااكتراث تجاه المخاطر التي تحيط بالمجتمع الفلسطيني على كل المستويات، ولا تلقي بالاً للوحدة الوطنية وسبل تحقيقها أو إنهاء الانقسام السياسي أو التخفيف عن المواطن الفلسطيني المعاناة وحالة الحرمان والعوز وويلات الظروف الصعبة التي يحياها أينما حطّت رحاله.
وأوضح البيان، أن رسالة المشاركات في المؤتمر كانت موجهة للشعب الفلسطيني، مؤداها أن المرأة الفلسطينية عقدت العزم على استنهاض حالتها، تمهيدًا للوثوب إلى صدارة المشهد، حيث دفعت المرأة أكثر من غيرها ثمن الاحتلال والانقسام والحصار، محملة الانقسام السياسي المسؤولية عن الكوارث التي أصابت المجتمع الفلسطيني، من انهيار لمنظومة السلم الأهلي، وانسداد الأفق السياسي، وتراجع فرص النمو الاقتصادي، وتردي حال قطاعي الصحة والتعليم، وتبني الشباب فكرة الهجرة نظرا لانعدام الأمن الوظيفي والمستقبل الآمن، واعتبرت المشاركات في المؤتمر أن دولة الاحتلال هي المستفيد الأول من هذه الحالة من التردّي في كل شيء، بطريقة لجأت معها إلى التراجع عن فكرة حل الدولتين لصالح مشاريع تصفّي القضية الفلسطينية وتجعلها قضية انسانية لا مكان لها في المحافل الدولية السياسية.
كما توقف المؤتمر عند النتائج الكارثية لمؤتمر الاقصاء الذي عُقد في مقر المقاطعة نهاية نوفمبر 2016، والانتكاسات المترتبة على غياب حالة الفعل الفتحاوي في العقد الأخير، ما فتح الطريق أمام الانتهازيين والمتسلقين أن يجدوا لأنفسهم مكاناً في صدارة المشهد على حساب المناضلين الذي أفنوا زهرات شبابهم في سجون الاحتلال، وعلى حساب من كانت فتح بالنسبة لهم مشروع تحرر وقضية هوية ومستقبل وطن، حيث أكدت المشاركات في المؤتمر على أولوية استعادة فتح من خاطفيها، واستنهاض دورها كحركة تحرر وطني ذات رسالة سامية، عنوانها العدالة والحق.
وفي ختام المؤتمر تلت الزميلة الصحفية روان الكتري، أهم التوصيات الصادرة عن المجتمعين، والتي جاءت كالتالي:-
1 – ضرورة حصول المرأة على حقها في المشاركة السياسية الفاعلة، والوصول إلى مركز صنع القرار، ومنحها الفرصة كي تثبت جاهزيتها وأهليتها وكفاءتها، تمهيداً لتحقيق المساواة في كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية، وانصافها بما تمثله من حضور نوعي، كماً وكيفاً.
2 – الدعوة لتفعيل عمل المجلس التشريعي ليباشر أعماله بفاعلية لحين إجراء الانتخابات التشريعية، والضغط لاعادة إصلاح الجهاز القضائي وضمان استقلاليته، بما يضمن الفصل بين السلطات.
3 – العمل على سن تشريعات تنصف المرأة، وتعيد لها حقوقاً اغتصبت بموجب أعراف اجتماعية بالية، وتزويدها بحزمة قوانين عصرية تضمن لها العيش في ظروف كريمة تليق بإنسانيتها.
4 – منح المرأة فرصة التمكين الاقتصادي، ومساندتها في إقامة مشروعات تتيح لها الاستقلال الاقتصادي عن الرجل، بطريقة تحول دون هيمنة القرار الذكوري على مصير المرأة ومستقبلها.
5 – أهمية استعادة حركة فتح روحها الكفاحية والثورية، وتجسيد ذلك في صفوف أبنائها وكوادرها ومناصريها، واعتبار ذلك مدخلاً لإصلاح العمل على الصعيد الحركي، وإعادة الاعتبار للقضية الوطنية التي تتهددها المخاطر.
6 – التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وضرورة تجديد شرعيتها من خلال انتخابات شفافة للمجلس الوطني الفلسطيني بعد التوافق على عقدها حيثما أمكن ذلك.
7 – حشد كل الطاقات الفلسطينية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، والترفّع عن الحسابات الفئوية الضيقة، ونبذ التراشق الإعلامي الذي لا يخدم القضية الفلسطينية.
8 – تحقيق الوحدة الفتحاوية على قاعدة الالتزام بالنظام الداخلي لحركة فتح والابتعاد عن المزاجية وأسلوب الاقصاء الذي يؤدي إلى تشرذم وتفتيت الحركة، وانهاء حكم الفرد والتفرد بالقرار.
9 – التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكافة أشكال المقاومة، وهو حق كفلته القوانين والمواثيق والشرائع الدولية.
10 – مطالبة كافة كوادر وأبناء حركة فتح الوقوف أمام مسؤولياتهم لوقف انهيار الحركة، ووضع حد لسياسة التنسيق الأمني العبثية، والتي باتت لا مبرر لها في ظل تراجع الاحتلال عن كافة الاتفاقات الموقعة.
عاشت فلسطين .. عاشت فتح .. عاشت وحدة الشعب الفلسطيني
المجد والخلود للشهداء الأبرار
الحرية للأسرى البواسل
وإنها لثورة حتى النصر