البيان الختامي لدورة اجتماعات الأطر القيادية لحركة فتح في أوروبا ، ” دورة الوفاء للشهداء والأسرى “
شفا – عقد في العاصمة الفرنسية باريس في الحادي عشر من آذار ٢٠١٧ دورة اجتماعات الأطر القيادية لحركة فتح في أوروبا “دورة الوفاء للشهداء والاسرى ” من اجل استعادة الروح الوطنية الفلسطينية الجامعة ” وذلك بمشاركة من القيادي الفلسطيني البارز محمد دحلان وحضور ممثلين عن الأطر القيادية لحركة فتح في الدول الأوروبية وعدد كبير من الكفاءات الوطنية الفاعلة في الساحة الأوروبية ، وشارك في الجلسة الافتتاحية لدورة الاجتماعات أعضاء من البرلمان ومجلس الشيوخ الفرنسى ، ووفود من مختلف الدول الأوروبية يمثلون احزابا سياسية صديقة لفلسطين و منظمات المجتمع المدني وجمعيات التضامن وكذلك شارك رؤساء بلديات فرنسية واوروبية .
خلال الاجتماعات تم التوقف بعمق امام الحالة الفلسطينية الراهنة التي تهدد المشروع الوطني الفلسطيني برمته في التحرر والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية على الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف . وتناول المجتمعون المخاطر الناجمة عن نهجين تصفويين تدميريين ساهما في تهميش القضية الفلسطينية والتلاعب بالثوابت الوطنية واشاعة روح الهزيمة والاستسلام ، فمن جهة عملت مجموعة متنفذة مستقوية بالاحتلال وامتيازات السلطة التي اختصرت بالوظيفة الأمنية ؛ على تقويض مشروع حركة فتح ، حركة الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات واختصرته بسلطة محدودة الصلاحيات لا أفق وطنيا واستقلاليا لها ، وهمشت الأبعاد الاساسية والمركزية في المشروع الوطني ، وساهمت في تكريس الانقسام والتخلي عن قطاع غزة ومناضليها الذين حملوا بثبات راية فتح والحركة الوطنية منذ نكبة فلسطين .
ومن جهة اخرى ؛ استأثرت حركة حماس بعد انقلابها في العام ٢٠٠٧ بالسلطة في قطاع غزة ، لتؤسس لانقسام القضية ووحدتها ، وقد حمل هذا النهج المغامر شعب فلسطين الكوارث الهائلة من حصار وتدمير وإغلاق الافاق للعمل والحياة الكريمة والتعليم والصحة ، كما قدم هذا النهج الانقسامي الهدية الكبرى للمشروع الاسرائيلي الذي يدعي ان شعب فلسطين غير جدير بالتحرر والاستقلال ، ومهد بذلك لافكار خطرة تقوم على تصفية قضية فلسطين وإخراج شعبها من الجغرافيا والترتيبات والتقسيمات اللاحقة للمنطقة . كذلك توقف المجتمعون في الموتمر امام الوضع الإقليمي والدولي ، وبخاصة المخاطر المحيطة بالامن القومي العربي وبوادر تفكيك النظام العربي القديم دولا ومجتمعات ، كما يحصل في العراق وسوريا واليمن وليبيا ، وكذا انفجار ظاهرة الاٍرهاب والتطرف التي نشأت وترعرعت وانتشرت وباتت خطرا داهما بفعل فشل مشروعات بناء الدولة الحديثة والتنمية الحقيقية ، وتراجع التعليم والصحة وانتشار الفقر والبطالة والفساد . واشارت مداولات الإجتماعات الى المخاطر التي يحملها خطاب الادارة الامريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب لجهة الإشارات الصادرة عنها بخصوص القضية الفلسطينية ولجهة المشاريع المقدمة امام الكونغرس حول ضم القدس كعاصمة لدولة اسرائيل ونقل السفارة الامريكية الى القدس مما يؤسس لإنهاء مشروع حل الدولتين والقضاء على فرص السلام العادل كحل للقضية الفلسطينية.
وعلى مستوى الساحات الأوروبية ناقش المجتمعون النتائج الضارة لغياب النشاط والفاعلية الوطنية في العقدين الاخيرين ، ما فتح الطريق لقوى الاسلام السياسي بكل تعبيراته وفِي المقدمة التنظيم الدولي للإخوان الى تصدر القضية الفلسطينية واستغلال مآسي ونكبات شعبنا والسياسات القمعية والإرهابية لسلطة الاحتلال من اجل ترويج مشروع الأخوية ودولة الخلافة والتمكين الاسلامي في أبعاده الدولية ، وهو ما يتعارض مع مشروعنا الوطني التحرري والاستقلالي ، وأكد المجتمعون ان الاولوية للعمل الوطني في الساحات الأوروبية تتجسد اليوم في استعادة فلسطين برموزها وعلمها وتراثها وفِي ابعادها الانسانية والأخلاقية ورسالتها الحضارية
وفِي ختام دورة الاجتماعات تم التأكيد على القضايا التالية :
– الأهمية القصوى لاستعادة الاطر التنظيمية والمؤسساتية لحركة فتح روحها الكفاحية كتجسيد للوطنية الفلسطينية الجامعة في الدول الأوروبية وفِي أوساط الجاليات الفلسطينية ، واعتبار هذه ذات اولوية كمدخل لاصلاح العمل الوطني العام واعادة الاعتبار لفلسطين وقضيتها التي تهددها مخاطر التصفية .
– التاكيد على أن منظمة التحرير الفلسطنية هي الممثل الشرعي و الوحيد لشعبنا رغم حالة الترهل والتهميش باعتبارها الوطن المعنوي للفلسطينيين والتي حملت تطلعاتهم بالاستقلال وشكلت جسرا لاعادة تشكيل هويتهم السياسية والثقافية في مواجهة محاولات التغييب والتذويب والالحاق .
– الدعوة لمواجهة كل محاولات شطب المنظمة وتجاوزها تحت اي مسميات وشعارات ، وذلك باستمرار الضغط الشعبي وتأمين التوافقات الوطنية من اجل إصلاح مؤسساتها وتفعيل دوائرها ؛ وتوسيع أطرها القيادية لتشمل كافة الاطر والتعبيرات السياسية الفلسطينية الفاعلة ، وصولا الى عقد دورة جديدة للمجلس الوطني وتجديد التمثيل للتجمعات والاتحادات الشعبية والمهنية الفلسطينية وذلك بانتخابات حرة ونزيهة حيثما أمكن ذلك ..
– ضرورة العمل الدؤوب لتحقيق المصالحة الفلسطينية الشاملة و الترفع عن كل الحسابات التنظيمية و الشخصية المقيتة. ونبذ التراشق الإعلامي الذي لا يخدم القضية الفلسطينية . و تحقيق الوحدة الفتحاوية على قاعدة الإلتزام بالنظام الداخلي لفتح و الإبتعاد عن المزاجية، وحكم الفرد و بطانته .
– توجيه التحية للجهود العربية المخلصة لتحقيق المصالحة الفلسطينية ، ولم الشمل الفتحاوي.
– التمسك بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال كحق كفلته القوانين والمواثيق الدولية .
– توجيه أسمى ايات الوفاء و التقدير للشهداء الأبرار والاسرى البواسل، ومطالبة السلطة الفلسطنية وكل القوى الفاعلة بالعمل على وضع قضية الأسرى في سجون الاحتلال على راس جدول الاولويات الوطنية والمجتمعية ، وفي هذا السياق تم توجيه التحية للقائد الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي الذي جسد النموذج الأصيل لروح فتح هو ورفاقه الأسرى ، وكذلك تم توجيه التحية للقائد الفتحاوي جمال ابو الليل المعتقل الاداري في سجون الاحتلال والذي يخوض معركة الأمعاء الخاوية ويخوض اضرابا عن الطعام ضد الاعتقال الإداري.
– توجيه التحية لكافة الاخوة المعتقلين من الكادر الشبابي في سجون أمن السلطة الفلسطينية على خلفية مشاركتهم في مؤتمر الشباب في القاهرة ، والمطالبة بالإفراج الفوري عنهم وكذلك وقف حملة المطاردة للقيادات الفتحاوية في الضفة ، وفي هذا السياق تم توجيه التحية للاخ القائد اللواء عيسى ابو عرام والأخ القائد هيثم الحلبي والأخ القائد بلال عزريل المطاردين من قبل أجهزة أمن السلطة ضمن سياستها في مصادرة الحريات وتكميم الأفواه، والإرهاب لكل حر لا يقبل بما يجري من اختطاف للحركة وتاريخها ، ومطالبة كافة كوادر وأبناء فتح للوقوف امام مسؤولياتهم لوقف انهيار الحركة وصونها من العار الذي تعمل قيادة التنسيق الامني المقدس الصاقه بها من خلال اعتقال ومطاردة وفصل أبناء فتح الأحرار ، وكذلك توجيه التحية لكافة النواب في المجلس التشريعي الذين تم وبالتنسيق الامني وقف تصاريحهم وتعطيل حركتهم ، مستنكرين سحب الحصانة من نواب الشعب الأخت النائبة نجاة ابو بكر والأخ النائب جمال الطيراوي والأخ النائب شامي الشامي والأخ النائب ناصر جمعة .
– ادانة كافة أشكال التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة و إسرائيل واعتباره مقدسا . ومطالبة منظمة التحرير أن تقف وقفة نقدية من إتفاقية أوسلو و ملحقاتها مع ضرورة المراجعة الشاملة لكل هذه المسيرة التفاوضية
– مطالبة منظمة التحرير الفلسطينية، و السلطة الفلسطينية و حركة حماس تحمل مسؤولياتهم تجاه ألأوضاع المعيشية الاقتصادية و الصحية و التعليمية لأهلنا الصابرين الصامدين في قطاع غزة. ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا .
– ادانة كل محاولات العبث بأمن المخيمات في لبنان والمطالبة بحل كافة الخلافات الطارئة بالسبل الأخوية السلمية و تجنيب المخيمات دائرة الصراع العبثية.
– توجيه تحية إجلال وإكبار للشعوب الأوروبية التي تزداد تضامنا مع الشعب الفلسطيني ، و تفهما لقضيته العادلة ، وتوجيه االشكر لكل الدول الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطين . ومطالبة الدول الأخرى أن تنصت لصوت الحق و تعترف بالدولة الفلسطنية.
– مطالبة السفارات الفلسطينية في اوروبا أن تقوم بدورها الدبلوماسي و السياسي الجدي من تجنيد الدعم لقضيتنا الوطنية وخدمة الجاليات وتقدمها وزيادة فاعليتها والترفع عن الدخول كطرف في الاستقطابات والمناكفات الحزبية والتنظيمية الداخلية ،
عاشت فلسطين ، عاشت وحدة الشعب الفلسطيني
المجد و الخلود للشهداء الأبرار
الحرية للاسرى البواسل
و انها لثورة حتى النصر