شفا – القى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الكلمة الرئيسية في ختام فعاليات “مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل” الذي يقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض وسط حضورعريض من طلبة مختلف الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة والهيئات التعليمية.
ونقل سموه في مستهل كلمته تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله لأبناء شباب الإمارات، قائلا لهم “أبلغكم وصية للجميع.. سلام من الشيخ خليفة أبو الجميع وسلام خاص من الشيخ محمد بن راشد للجميع”.
وبعد عرض فيلم قصير تمحورت رسالته حول ثلاثة أنواع من البشر في صورة ورق الشجر وغصنه والجذور.. حيث تبقى الجذور رغم العواصف راسخة تمد الأغصان بأسباب البقاء والحياة بخلاف ورق الشجر وأغصانه التي تتأثر وتتساقط بهبوب الرياح وكذلك البشر منهم يبقى في حياتك تستند اليه في الملمات ثابتا معك عند الشدائد بخلاف الأخرين الذين يأتون ويرحلون ولا يشعر بهم احد.
وحيا سموه أبناءه الطلبة وأعرب عن سعادته بلقاء هذه الوجوه النيرة المتفائلة والطموحة التي نراهن عليها بالمسؤولية وحمل الأمانة.
وأضاف سموه رحلتكم رحلة جيل من أجل وطن.. عليه أن يجاهد ويتسلح بالعلم ثم يعود ليتسلم الراية.. أنتم جيل مهم مجددا سموه سعادته برؤية أبناء الإمارات شبابا وبنات وهم يدرسون تخصصات حيوية قائلا لهم ” نحن نتشرف بكم وانتم حظ بلادكم”.
حضر إلقاء الكلمة الرئيسية .. سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين والقيادات التعليمية.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مخاطبا الشباب ” نحن شركاء في هذا الوطن..
في سعادته وتقدمه وأمنه وهمومه ورسالة ردعه .. فهناك من يحمل الراية الآن ويتقدم بها ليسلمها للجيل المقبل وهذا أمر قادم لا محالة وهذه سنة الحياة “.
واستذكر سموه بدايات سنه المبكرة مقارنا جيله والجيل الحالي المتزود بشتى العلوم والمعارف .. مطالبا سموه بمواصلة العمل على اكتساب المزيد من العلم والمهارات التقنية المتقدمة.. مؤكدا ” إننا نريد من أبنائنا وطلابنا أن يتعلموا أفضل التقنيات في العالم “.
وشدد سموه على ” أنه ليس أمامنا خيار إلا الاعتماد على النوعية وسلاحنا الحقيقي هو العلم.. ونريد أن ننافس بكم دول العالم فطموحنا أن ننافس دول العالم المتقدمة التي حققت نجاحات في التنمية البشرية والتعليم والاقتصاد مثل فنلندا ونيوزيلاندا وكوريا الجنوبية وسنغافورة “.. داعيا سموه إلى قراءة تاريخ هذه الدول وكيفية نهضوضها من أوضاعها حتى أصبحت نموذجا في التقدم والتطور.. متسائلا ” كيف استطاعت هذه الدول أن تحقق هذه النجاحات ؟”.
وأشار سموه إلى أهمية توافر ثلاث أشياء أساسية لتنافسية الدول وأسبقيتها وهي أولا الحجم وثانيا سلاح العلم والاستثمار فيه بكل الإمكانات وثالثا القيادة الواعية التي لديها رؤية واضحة وخارطة طريق محددة.
وقال سموه ” إن رهاننا الحقيقي أنتم يا أبنائي ولدينا إيمان بأن التقدم في هذه الدولة لن يتم إلا بكم.. أنتم أمل هذه البلاد ومستقبلها والسلاح الحقيقي وليس الـ 3 ملايين برميل نفط يوميا.. فحين تتسلمون الراية يجب أن تتسلموها وأنتم بخير وعز ولديكم القدرة على أن ترتفعوا بها “.
وأعرب سموه عن فخره بما وصل إليه أبناء الإمارات من كفاءة وجدارة في التعامل مع التقنيات الصناعية المتقدمة .. مشيرا سموه خلال كلمته إلى شركتين التقى بهما في معرض آيدكس هما ” دارك ميتر ” و” إيرث “.. وقال ” رأيت مهندسين ومهندسات يعملون على مشاريع تقنية نوعية معظمها ليس عسكريا.. أنا فخور بأن هذه الصناعات موجودة في بلادي تصنع بأيدي مهندسين إماراتيين “.
وأوضح سموه أن هناك فرق بين الهواية والاحتراف .. مضيفا ” حدد في نفسك التخصص الذي تحترف فيه وبدون شك نحن نحتاج إلى تخصص علوم الهندسة وهو تخصص لمستقبل أمة رغم احتياجاتنا لتخصصات أخرى “.
كما أعرب سموه عن اعتزازه بما تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” من إنجازات ومكتسبات وطنية على كافة الصعد.. معددا جوانبا من ملامح النهضة والتنمية.
وقال سموه ” اليوم لدينا 23 مليون سائح.. لدينا اقتصاد قوي وشبكة مواصلات واتصالات مميزة على مستوى المنطقة والعالم.. لدينا أمن وأمان نحمد الله عليه ولذلك حين تجري المؤسسات المتخصصة استبيانا ويكون السؤال ما هي الدولة التي تريد أن تعيش فيها يأتي الجواب أن 70 في المائة من الشباب العربي يريدون أن يعيشوا في الإمارات والسبب أنه قبل خمسين سنة أو سبعة وأربعين سنة وفقنا الله بقيادة حكيمة وضعت الأساس والبنية التحتية السليمة التي مهدت لانطلاقة مسيرة البناء والتنمية وأصبحنا نتنفس هواءا نقيا ونعيش بسعادة “.
وتابع سموه ” وعلى الرغم من ذلك.. علينا بذل المزيد من الجهود والعمل على وضع رؤية طويلة المدى والتخطيط السليم للوصول إلى الأهداف الموضوعة والمنشودة حتى تعيش أجيالنا القادمة بخير وفرح وأمان مثلكم فلا نقبل إلا أن تكون هذه الأجيال أفضل منكم “.
وأثنى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على ما تضمنه كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” .. ” تأملات في السعادة والإيجابية ” من نصوص تحث على التفاؤل والأمل والإيجابية والانطلاق نحو المستقبل.
وقال ” أهداني أخي الشيخ محمد بن راشد كتابه ” تأملات في السعادة والإيجابية ” ليست مجاملة لكنها حقيقة.. هذا من أجمل الكتب التي قرأتها “.. داعيا أبناءه الطلبة إلى قراءته والتزود من معينه.
وحرص سموه على قراءة مقتطفات من نصوص الكتاب ومنها: ” إذا كانت نظرتك إيجابية رأيت التحديات فرصة في المستقبل ورأيت الناس طاقات ومواهب “..
ومنها أيضا ” أسوأ شيء تفعله هو أن تنتظر لأن الانتظار ضياع للوقت والسنوات وفوات للإنجازات ” و” الإنسان الإيجابي لا ينتظر ابتسامة الحظ له بل يبتسم هو للحياة ويسعى منطلقا خلف أحلامه وطموحاته ” و” القائد الإيجابي يستطيع أن يتحكم في الفرعون الصغير الذي بداخله ويتواضع للناس وينسب النجاح لفريق عمله ” و ” الرياضة تعلمنا الإصرار والعمل الجماعي واحترام القوانين والعدالة مع خصومنا “.
واختتم سموه قراءته للمقتطفات موجها الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” على إهدائه الذي خطه في الكتاب على النحو التالي ” إلى الأخ الصديق ورفيق المسيرة.. تعلمنا من مؤسس الإمارات بأن المستحيل هو وجهة نظر وبأن الإيجابية والتفاؤل هو أسلوب حياة وأن سعادة شعب الإمارات هو غاية العمل الحكومي في دولة الإمارات “.
وأشاد سموه بالتجربة اليابانية في إدراج مواد التربية والقيم الأخلاقية منذ 1870م تقريبا في المناهج التعليمية لأنهم شعروا بأن بعض العادات والتقاليد بدأت تهتز لديهم .. مضيفا ” ونحن العرب لدينا قيم جميلة نريد تعزيزها والحفاظ عليها وترسيخها في نفوس أبنائنا ” .. وأردف سموه قائلا “لا بد أن نتعلم دائما والعلم ليس مربوطا بالسن بل مربوط بالاجتهاد “.
وهنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة المرأة الإماراتية بيومها العالمي..
بالقول ” نهنئ المرأة في يومها العالمي وهي الأم والمربية ومعلمة الأجيال ونعتز بما قدمته لوطنها الإمارات “.
كما أبدى سموه اعتزازه بمواقف أمهات الشهداء.. وقال ” أشهد بالله أن الأمهات اللائي زرتهن وتحدثت معهن فقدن أعز ما يملكن ولكن كانت لهن مواقف وطنية مشهودة ونحتسب أبناءهن من الشهداء عند الله ” .. مضيفا ” لن ننسى أمهات الشهداء.. وهن قدوة المجتمع”.
واستشهد بموقف إحدى أمهات الشهداء عندما قدم لها التعزية وأبلغته بأن علينا المبادرة إلى درء الخطر في مكانه ولا ننتظره .. مضيفا سموه أنها نظرية استراتيجية لها دلالة كبيرة عندما تأتي من أم الشهيد.
وقال صاحب السمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ” هناك أمهات لن تصدقوا قصصهن حتى تسمعوها.. أفتخر بأن هناك نساء بهذا الشكل “.
وأضاف ” أنا من المتفائلين جدا بالسنوات الخمسين المقبلة مع العلم بأننا في منطقة صعبة فيها تحديات ووجهات نظر مختلفة .. لكنني مقتنع بأن الإمارات مثل النور في أرض مظلمة.. الإمارات قدوة حسنة.. وأنا لا أزايد.. أنا أقول أرقام والأرقام لا تنافق .. دولة الإمارات بغض النظر عن التحديات قدوة حسنة لمنطقة الشرق الأوسط .. فخلال السنوات الـ60 التي مرت.. كم رسالة إيجابية خرجت من منطقة الشرق الأوسط للعالم؟ ..
بلادكم ترسل كل يوم رسالة إيجابية للعالم.
وتابع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ” علينا جميعا مسؤولية أن نكون سفراء لدولة الإمارات وأن نعزز من سمعتها الطيبة خاصة في الخارج “.. مشيرا إلى أن الإمارات ستحتضن /إكسبوا 2020 / وعلينا أن ببرز – إلى جانب تقدمنا العمراني والحضاري – الأبعاد الثقافية والمعرفية والهوية الوطنية الأصيلة وعادات وتقاليد وقيم الإنسان الإماراتي .
واختتم سموه كلمته مخاطبا شباب الوطن ” عليكم أن تعكسوا صورة جميلة وإيجابية عن بلادكم بعلمكم وتربيتكم الحسنة وحسكم وانتمائكم الوطني وهو سلاحكم في المرحلة القادمة .. فالأمل بكم كبير وكل عام وأنتم طيبون “.
-وام-