شفا – قال القائد الفلسطيني البارز محمد دحلان ” أبو فادي ” النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حول ” حادثة رفح ” ، شهدت مدينة رفح، فاجعة صادمة، اهتزت لها مشاعرنا جميعاً، وآلمتنا في أعماق قلوبنا، إذ أقدم أبٌ فلسطيني، على قتل أبنائه طعناً ثم حرقاً، قبل أن يشعل النار في نفسه، فقد أصبح لافتاً أن وقائع قتل النفس، باتت ظاهرة، نشأت وتفاقمت في مجتمع لم يعرفها من قبل، وباتت تتلازم مع مسار التحول المقلق في المنظومة القيمية التي أوقعها في بلادنا، الانسداد الاقتصادي والاجتماعي والقهر الأمني، وعزوف الطبقة السياسية عن مواجهة المشكلات الحقيقية، التي يعاني منها الناس في حياتهم!
وأضاف القيادي أبو فادي، إن مثل هذه الوقائع، لا يفسرها تأثيم الفاعل، أو تعليل الفعلة باضطرابات نفسية. لقد عاش شعبنا، بعد النكبة، عقوداً، يغالب شظف العيش، ولم يكن هناك أكثر بشاعة في وجدانه من فكرة الانتحار، لكن سنوات الكفاح والحرمان ووكالة الغوث، على الرغم من كل مصاعبها، لم تترافق مع انسداد كل الآفاق، ولا مع أسئلة تتعلق بالحياة والوجود والكرامة، وبتعدد المرجعيات وفقدان العدالة.
وقال القائد محمد دحلان، إن أمر هذه الفاجعة وسابقاتها، لا يُفسر باضطراب نفسي ولا بانعدام الإيمان ونفاد قدرة مواطن على الاحتمال، وإنما يُفسر بحقيقة الاحتقان الاجتماعي والسياسي، الذي مضى عليه سنوات طويلة، لم يعرف الفلسطينيون خلالها، ما هي حقوقهم على من يحكمون، ولا يعرفون كيفية الوصول اليها، أو متى يمكن للإنسان الفلسطيني، أن يحظى بالحد الأدنى من الحماية، بالخبز والطبابة والخدمات الأساسية التي تتطلبها الحياة الآدمية. إن كل واقعة مؤلمة، يكتفون بتسميتها جريمة؛ ليست إلا نتاج الجريمة الكبرى المركّبة، وقوامها الاحتلال الذي هو جوهرها الأساس، ثم الانقسام والفساد والتفرد واطاحة العدالة والتنكر لمتطلبات المجتمع، وغير ذلك مما يفعله الممسكون بمقاليد الحكم ولا يحرقون أبناءهم وأنفسهم!
شاهد أيضاً
“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات
“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات …