شفا – أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، أن العلاقات المتميزة التى تجمع بين مصر ولبنان ما هى إلا تتويج للتواصل القائم بين الشعبين المصرى واللبنانى، بما لهما من حضارة ضاربة فى عمق التاريخ امتدت عبر العصور، من خلال تقارب ثقافى واجتماعى، وأسفرت عن ترابط قوى، واتفاق فى الرؤى بشأن القضايا المختلفة.
وجدد الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده مع نظيره اللبنانى ميشال عون، عقب مباحثاتهما بقصر الاتحادية اليوم الإثنين، ترحيبه بالرئيس اللبنانى قائلًا : ” يُسعدنى أن أرحب بكم فى بلدكم الثانى مصر، التهنئة لعون وللشعب اللبنانى الشقيق على نجاح لبنان فى استكمال الاستحقاق الرئاسى، وتشكيل حكومة جديدة تحظى بثقة المواطن اللبنانى، وتعمل على تحقيق طموحاته”، معربًا عن ترحيبه بزيارة الرئيس اللبنانى لمصر.
وأوضح الرئيس السيسى، أن مصر سعت دومًا للحفاظ على كيان واستقرار الدولة اللبنانية ومؤسساتها، حيث تواصلت على مدار الفترة الماضية مع مختلف القوى السياسية اللبنانية لتأكيد ضرورة اعتماد الحوار أساسًا لحل الخلافات، كما كانت مصر من أولى الدول التى رحبت بقدرة اللبنانيين على التوصل إلى تسوية سياسية صُنعت فى لبنان بعيدًا عن تدخل القوى الخارجية، وحافظت على “النموذج اللبنانى الفريد” فى التعايش بين كامل طوائفه، ما يجعل لبنان نموذجًا رائدًا فى المنطقة لتسوية الأزمات سياسيًا.
وأشار الرئيس السيسى إلى أن مصر ستواصل دعمها للبنان الشقيق على كافة الأصعدة، مضيفًا : ” كلى ثقة فى أن ولاية الرئيس عون ستُعزز وضع لبنان كبلدٍ يمتاز بالتعددية السياسية والتنوع الثقافى. تحكمه أسس المشاركة والتوافق بين القوى السياسية المختلفة وستحفظه بعيدًا عن أية محاولات لجره والمنطقة إلى ساحة للصراعات المذهبية أو الدينية الغريبة عن منطقتنا، والتى تحاول أن تسلب من منطقة المشرق العربى خصوصيتها التاريخية كساحة تعايش وتلاق بين الأديان والمذاهب”.
وقال الرئيس السيسى : إن “لبنان الحر القوى المستقر يعد عامل قوة للأمة العربية، وستجدون منا أخى فخامة الرئيس ميشال عون كل الدعم فى جهودكم من أجل الحفاظ على الاستقرار فى لبنان ومواصلة جهود البناء والتنمية”، مشيرًا إلى أنهما تباحثا اليوم سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة فى المجالات الاقتصادية والتجارية، واتفقا على أهمية تعزيز التعاون الثلاثى فى أفريقيا بغرض الترويج لصناعات ومنتجات البلدين فى القارة الأفريقية، مضيفًا : “أسعدنى أن استمع من الرئيس ميشال عون إلى رؤيته حول تطوير العلاقات بين بلدينا الشقيقين، والرعاية التى تحظى بها الجالية المصرية المتواجدة فى لبنان”.
وأضاف : أن “مباحثاته مع “عون” تطرقت إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية التى تهم البلدين. فى مقدمتها مكافحة الإرهاب والأزمة السورية وأزمة اللاجئين التى تعانى منها لبنان، كما اتفقا على ضرورة وقوف الدولتين معًا ضد مخاطر الإرهاب. حيث أعربتُ لفخامته عن استعداد مصر لدعم قدرات الجيش اللبنانى ومختلف أجهزته الأمنية”.
وأكد الرىيس السيسى أنهما ناقشا أيضًا الاستعدادات الجارية للقمة العربية المقبلة، التى ستستضيفها المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، والتى نعمل جميعًا على إنجاحها فى مواجهة التحديات العصيبة التى تواجه الأمة العربية فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها.
وفى ختام كلمته، جدد الرئيس السيسى مرة أخرى سعادته الخاصة بهذه الزيارة الهامة، وترحيبه وترحيب كل المصريين بالرئيس ميشال عون فى بلده الثانى مصر.
وأعرب الرئيس اللبنانى ميشال عون، عن شكر بلاده العميق لدور مصر الريادى ووقوفه الدائم إلى جانبه، ودعمها فى المحافل الدولية والإقليمية، مؤكدًا أن البلدين يفتخران بتنوعهما الدينى.
وشدد الرئيس اللبنانى خلال مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية اليوم الإثنين، على أنه لا خلاص من ظاهرة الإرهاب إلا بالتضامن الكامل فى مواجهته، مضيفًا أن الإرهاب لا يميز بين دول وشعوب وأديان، بل يتبع عقيدة القتل والتدمير وهى عقيدة منافية لمنطق الحياة ولثروة الحياة الإنسانية.
وحول القضية الفلسطينية، قال الرئيس اللبنانى:” أكدنا خلال المباحثات ضرورة تحقيق السلام الشامل والعادل فى المنطقة وفق لقرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد، بما يضمن استعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة والتأكيد على حق العودة ورفض التوطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
فيما أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن شكره العميق للرئيس ميشال عون، على دعوته لزيارة لبنان، قائًلا: ” أشكر الرئيس اللبنانى على دعوته الكريمة لزيارة لبنان وقريبا سأكون فى لبنان”.