شفا -طرح مركز سوا قضية الاعتداءات الجنسية في المجتمع الفلسطيني بجرأة وذلك عبر الفيلم الوثائقي “دمى” للمخرجة عبير زيبق حداد ولأول مرة في رام الله، على مسرح وسينماتك القصبة.
وأشار المستشار القانوني في مركز سوا المحامي جلال خضر أن تبني وعرض الفيلم يأتي كجزء من سياسة المركز في التطرق لقضايا يتعرض لها المجتمع، والتي تعتبر من المحرمات وأكد خضر أنه لا يمكن معالجة مشكلة والحد منها، اذا ما اعترفنا بوجودها.
وأوضحت المخرجة عبير حداد في كلمتها التحديات التي واجهتها في إنتاج هذا العمل الهام الذي كان يعتبر وجوده بالمستحيلات على حد قولها، فقد استغرقها عدة سنوات للتعرف على ضحايا اعتداء جنسية واقناعهن بالحديث عما تعرضن له من عنف واغتصاب داخل العائلة.
حيث توثق حداد في فيلمها الذي يتناول موضوع العنف الجنسي ضد النساء في المجتمع الفلسطيني، شهادات حية لمسيرة أربع نساء فلسطينيات، تعرضن للتحرش الجنسي عندما كن طفلات أو في أولى مراحل نضجهن الجسدي، وبهذا تكشف عن ممارسة تتستر عليها أغلب الضحايا مقرونة بثقافة العيب أو التستر على الفضيحة، ونجحت في ذلك بفضل قوة وشجاعة بطلات الفيلم اللواتي استطعن وبعد سنوات كسر حاجز الصمت والخوف، وتحدثن بجرأة عما حدث لهن إضافة إلى المأساة النفسية والاجتماعية التي تعيشها الضحايا.
ومن جانبها شكرت مديرة مركز سوا أهيلة شومر المخرجة حداد على هذا المنتوج الهام والذي يدعم عمل سوا بموضوع العنف بالمجتمع والقضاء عليه، كما شكرت مؤسسة Un women،وأيضاً إدارة مسرح وسينماتك القصبة في تعاونهم مع سوا في عرض الفيلم الذي يسلط الضوء على موضوع هام، ويساعد المركز في نطاق عمله في حملات التوعية ضد العنف في المجتمع.
وأكد الحضور خلال النقاش الذي دار بينهم وبين المخرجة على نجاح وجرأة الفيلم في طرح مشكلة يتعرض لها مجتمعنا الفلسطيني،وأكدوا أيضاً على أهمية التوعية الأسرية والمجتمعية تجاه هذه القضية.
وفي الختام أوصى المشاركون بضرورة العمل داخل المجتمع الفلسطيني للحد من هذه المشكلة التي يتعرضن لها العديد من النساء والفتيات، وضرورة تفعيل دورالقانون في حماية الفتيات والنساء اللواتي يتعرضن لمثل هذه الاعتداءات ومعاقبة معتديهم.