4:19 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

القدس المفتوحة في قلقيلية تحتفل بتخريج فوج الحرية للأسرى

شفا – واصلت جامعة القدس المفتوحة احتفالاتها بتخريج الفوج الخامس عشر من خريجيها “فوج الحرية للأسرى”، في فرعها بقلقيلية، وذلك تحت رعاية الرئيس محمود عباس، وبحضور ممثل الرئيس الدكتور حسين الأعرج رئيس ديوان الرئاسة، ومحافظ محافظة قلقيلية العميد ربيح الخندقجي، ونائب قائد المنطقة غالب الصفدي، وعضو المجلس التشريعي النائب أحمد هزاع شريم، ورئيس بلدية قلقيلية عثمان داود، ولفيف من شخصيات قلقيلية وفعالياتها الوطنية والشعبية.

ونقل ممثل الرئيس في الاحتفال د. الأعرج تهاني الرئيس عباس للخريجين متمنيًا لهم مستقبلاً زاهرًا في بناء وطنهم.

وقال “إن أمامنا تحديا واحدا ووحيدا هو الاحتلال، وعلينا جميعا العمل موحدين لتجاوز هذا التحدي، و”القدس المفتوحة” ونظيراتها تعمل في هي تهيئة النشء لحماية هذا المشروع، و”القدس المفتوحة” تتميز عن غيرها باستيعابها هذه الطاقات من الطلبة، ولمن فاتهم قطار العلم، ولمن هم منخرطون في أعمالهم أو بيوتهن، عبر نظامها التعليمي الخاص”.

وأضاف “أننا لن نسمح لأحد بالعبث بأمن هذا الوطن أو حتى بالنظام السياسي لهذا الشعب وهو منظمة التحرير، داعيا الجميع لدخول المنظمة من الباب وليس تسللا، عبر صناديق الانتخابات”.

وخاطب أهالي قلقيلية قائلا إن الاحتلال حتى لو أبقى لها بابا واحدا، فإن القيادة ستعمل للنهوض بهذه المحافظة، سواء عبر دعم الجامعات والقدس المفتوحة منها، أو المؤسسات الأخرى، فهذا واجبنا وتحدٍّ مفروض علينا، وليس ترفا فكريا”.

وقال د. الأعرج إننا “نمر بظروف سياسية ومالية صعبة، وذلك بسبب الاحتلال، فنحن لا نسيطر على مواردنا ومياهنا ومعابرنا كافة، ما يحول دون قدرتنا على الاستيراد والتصدير”.

وأضاف أننا لسنا بحاجة إلى ربيع عربي، بل نحن بحاجة إلى ربيع فلسطيني لإنهاء الانقسام وإنهاء الاحتلال، فنحن أصحاب ديمقراطية غابة البنادق، فمشكلتنا هي مع الاحتلال”.

وأشار د. الأعرج إلى أن القيادة حققت إنجازات مهمة على الساحة الدولية، فقد وصلت إلى الأمم المتحدة، ونالت عضوية اليونسكو، كما تمكنت من وضع كنيسة المهد على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وأكد الأعرج أن “القيادة ستذهب في أيلول المقبل إلى الأمم المتحدة للحصول على عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

وتابع: “الرئيس أبو مازن قال للولايات المتحدة “لا” اثنتي عشرة مرة، فلا مساومة على الثوابت، مؤكدا أن الرئيس مستعد لقولها مرات عديدة”.

وأضاف: “نحن نقف على مسافة واحدة من كل القوى الإقليمية وكذلك الشعوب والقيادات العربية في الدول التي تشهد وشهدت ما يسمى الربيع العربي، ولن ننجر إلى موقف على حساب آخر، ونحن نقدر موقف الشعوب وسنحترم كل القيادات التي ستنتخبها هذه الشعوب”.

وقال د. الأعرج “أما على الساحة المحلية، فنحن أقل إنجازا، بسبب الانقسام الذي لم نتمكن من إنهائه، وهو فصل أسود من تاريخنا، ونعمل بكل جد لإنهائه”. وأكد الأعرج أن السلطة الوطنية لن تسمح أن تتكرر حالة العبث بأمن الوطن وأمانه كما حصل في جنين. وقال: “لا نحتاج في فلسطين إلى ربيع عربي، فلا أحد يزاود علينا في الديمقراطية”.

بدوره، قال رئيس مجلس الأمناء المهندس عدنان سمارة إن جامعة القدس المفتوحة محط اهتمام الرئيس، فهي جامعة علمية واقتصادية كونها تمثل بديلاً نموذجيًّا للدراسة في الخارج.

وخاطب الخريجين، قائلاً: “نريد ان تكونوا أوفياء لوطنكم، ولأهليكم الذين حرموا أنفسهم من الكثير كي يوفروا لكم فرصة التعليم”.

وأشار م. سمارة إلى اهتمام جامعة القدس المفتوحة بالبحث العلمي، وتشجيع الإبداع، منوهاً إلى أن الجامعة ضاعفت من الموازنات المخصصة للبحث العلمي، وأن الرئيس محمود عباس يهتم شخصيًّا بالبحث العلمي والإبداع والتميز الذي جسده بتوجيهات وإجراءات منها تعليماته بتشكيل المجلس الأعلى للإبداع والتميز الذي يتبع مباشرة لمؤسسة الرئاسة للقيام بدوره بعيدا عن البيروقراطية للاهتمام بالمبدعين والمتميزين من أبناء شعبنا.

وأكد سمارة أن الجامعة رفعت شعارا وجسدته على الأرض يتمثل في ألا يحرم أحد من الدراسة بسبب أوضاعه الاقتصادية، مشيرا إلى أن جامعة القدس المفتوحة هي جامعة أبناء الشهداء والأسرى والفقراء وربات البيوت والموظفين وكبار السن فهي جامعة الجميع.

ونوه سمارة إلى ان القيادة نجحت في تسويق قضيتها عبر المجتمع الدولي، قائلا “لم يمر تأييد لقضيتنا مثل هذه المرحلة، فجهود القيادة تكللت بتحقيق إنجازات كبيرة وانتزاع قرارات مهمة من المؤسسات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة”. وأضاف” العالم اليوم يقف معنا باستثناء دولة واحدة، وللأسف هذه الدولة تقود قاطرة العصر”، مشيرا إلى أن القيادة تسير في خطوات متأنية لا تريد الاصطدام مع الولايات المتحدة لكنها في الوقت ذاته ترفض التنازل عن أي ثابت تمسك به الرئيس الراحل ياسر عرفات.

من جهته، رحب أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة بالحضور في مدينة قلقيلية، “التي حاول الاحتلال حجب الشمس عنها ببنائه جدار الفصل العنصري الذي يخنقها، ولكن القدس المفتوحة أبت إلا أن تظل شمس العلم والمعرفة ساطعة في سمائها، فأضاء أبناؤها عتمة الحصار، وباتوا جاهزين بشهاداتهم لمعترك الحياة والتحدي، ليسهموا في بناء وطن حر لشعب من الأحرار”.

كما وجه أ. د. عمرو التحية للأسير المحرر محمود السرسك، ابن جامعة القدس المفتوحة، “الذي تحرر بنضال عز مثيله، فخاض أطول إضراب عن الطعام، ليفلّ بإرادته قيد السجان، مؤكدًا أن أبواب القدس المفتوحة ستظل مشرعة للأسرى المحررين، بل والأسرى الرابضين في المعتقلات، إذا ما سمح لهم بإكمال تحصيلهم العلمي”.

ودعا أ. د. عمرو أهالي قلقيلية للمساهمة في إنجاز مبنى الجامعة في قلقيلية، لتكون منارة علم في هذه المحافظة الصامدة، التي أراد الاحتلال حصارها في عنق زجاجة، فأبت إلا أن تتحدى فتبدع وتنتصر، مضيفا أنا الجامعة تسعى إلى امتلاك أبنية خاصة بها، سواء في فروعها بغزة، أو فروعها ومراكزها المنتشرة في الضفة الغربية.

وهنأ أ. د. عمرو “الخريجين الذين وصلوا الليل بالنهار دراسة واجتهادًا، وذويهم على ما زرعوا خلال السنوات الماضية من سهر وبذل وعطاء، ليحصدوا اليوم خير حصاد، فنعم الزرع ونعم النبت”.

من جهته، قال رئيس مجلس الطلبة القطري زياد الواوي، إن جامعة القدس المفتوحة “جعلت من قضية أسرانا الأبطال في السجون الإسرائيلية وحريتهم عنوانًا ساميًا لهذه الاحتفالات التي تنظمها الجامعة على امتداد الوطن”، مؤكدًا دعم طلبة القدس المفتوحة لجهود الرئيس محمود عباس في المحافل الدولية لإحقاق الحقوق الوطنية.

وألقت الطالبة صمود خليف كلمة الخريجين، هنأت فيها “كل من حضر هذا الاحتفال، وجامعة القدس المفتوحة، جامعة الوطن بكافة فروعها، مبتدئين برئاسة الجامعة التي يمثلها الأستاذ الدكتور يونس عمرو، وإلى الهيئتين الإدارية والأكاديمية، وإلى مجلس اتحاد الطلبة، وإلى الأهالي الذين نقول لهم هذه غراسكم النضرة قد آتت أكلها طيب مباركة، وها نحن ننتصب بعز وكبرياء بفضل جهودكم البارة وعملكم الدؤوب، وها هي أعيننا تألقت بفرح تعدكم بأن ننضو عن كاهلكم أوزار الحياة”.

وبارك مدير فرع قلقيلية د. يحيى ندى للخريجين وأهاليهم هذه الفرحة الكبرى، وقال إن عدد الخريجين في فرع قلقيلية 351 طالبا وطالبة، متمنيا لهم النجاح في حياتهم العملية.

وكان الحفل الذي تولى عرافته المساعد الأكاديمي أ. أحمد جبر، بدأ بآيات عطرة من القرآن الكريم تلاها طالب إسلام بدوان ثم السلام الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء.

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …