شفا – أشاد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بمبادرة مؤسسة الأراضي المسيحية المقدسة المسكونية، لتنظيم المؤتمر الأول للشباب الفلسطيني المغترب، وعبر عن سعادته بلقاء الوفود الشبابية المشاركة متمنياً لهم طيب الإقامة، وشدد على أهمية هذه الفرصة لاطلاعهم على الأوضاع في فلسطين عن كثب، والتواصل مع الأهل والأقارب، وإيجاد آليات للتواصل والتعاون، وتبادل المعرفة والخبرات، وبما يخدم المجتمع الفلسطيني في كافة المجالات.
وأشار إلى أنها تشكل فرصة للتأكيد على وحدة حال شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس الوزراء، صباح اليوم، في أعمال مؤتمر الشباب الفلسطيني المغترب الأول، والذي تنظمه مؤسسة الأراضي المسيحية المقدسة المسكونية، في مدينة بيت لحم، وذلك بحضور محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ورئيس مؤسسة الأراضي المسيحية المقدسة المسكونية راتب ربيع، وبمشاركة عدد من الشباب والشابات من الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، واستراليا، وكندا، والأردن، بالإضافة إلى عدد من الشباب والشابات من داخل الوطن، وذلك في إطار برنامج المؤسسة “اعرف تراثك”. حيث وضع رئيس الوزراء الوفود المشاركة في المؤتمر بأبرز القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وآخر التطورات في فلسطين.
وقد أجرى رئيس الوزراء حواراً مفتوحاً مع المشاركين حول مختلف القضايا، وأجاب على عدد من الأسئلة التي طرحها عليه المشاركون في المؤتمر. وأكد رئيس الوزراء أن شعبنا الفلسطيني سيظل متمسكاً بحقوقه كافة، وبنهج المقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي وإرهاب مستوطنيه، ومصمماً على الصمود والبقاء، والعيش بحرية وكرامة على أرض وطنه، واستكمال بناء ركائز ومؤسسات دولة فلسطين وتعميق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة وصولاً إلى تحقيق أهداف مشروعنا الوطني، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، على كامل حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية، والقلب منها القدس الشريف، وشدد على تبني السلطة الوطنية دعمها الواضح للمقاومة السلمية، التي اعتبرها رئيس الوزراء أنها تتجاوز الفعاليات الشعبية، والمظاهرات الاحتجاجية ضد الاستيطان والجدار وإرهاب المستوطنين، واعتبر أن توفير متطلبات الصمود للمواطنين على الأرض، وبما يكفل تعزيز قدرتهم على البقاء عليها وحمايتها، تشكل جزءاً لا يتجزأ من المقاومة السلمية ضد مخططات الاقتلاع والتهجير ومصادرة الأرض.
وأشار فياض إلى أن السلطة الوطنية قد نفذت خلال السنوات الخمس الماضية 3000 مشروع تنموي في مختلف المناطق، سيما في القدس الشرقية والمناطق المسماه (ج)، والأغوار، واتبعت سياسة فرض الحقائق الايجابية على الأرض رغم كافة العراقيل الإسرائيلية.
كما أشار إلى أن قطاع غزة لم يحظى بعدد كاف من هذه المشاريع التنموية بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وحالة الانقسام المفروضة على شعبنا.
وشدد على أهمية تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة توحيد الوطن، لاستكمال الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة، وأكد أن المعيار الحقيقي للجدية في تحقيق المصالحة هو القبول بالانتخابات المحلية والعامة واحترام إرادة الشعب. وقال “كما لا دولة دون القدس، فلا دولة دون قطاع غزة”.
وأشار إلى أن مجلس الوزراء، قد صادق على إجراء الانتخابات المحلية في العشرين من تشرين أول المقبل، وبحيث تشمل جميع مجالس الهيئات المحلية في كافة أنحاء الوطن.
أما بخصوص الأحداث المؤسفة التي وقعت في مدينة رام الله، أثناء الفعاليات الشبابية، ضد زيارة موفاز، أكد رئيس الوزراء التزام السلطة الوطنية بصون حرية الرأي والتعبير وتعزيزها، وأشار إلى أن الممارسات التي وقعت أثناء هذه الفعاليات مرفوضة جملة وتفصيلاً، وشدد على التعامل بجدية مع توصيات واستخلاصات لجنتي التحقيق التي تم تشكيلهما لتحقيق في هذه الأحداث المؤسفة، وقال “سنحاسب كل من يثبت انه قام بخطأ وتجاوز القانون والصلاحيات. فهذه الممارسات لا تتوافق مع المنظومة القيمية التي ستقوم على أساسها دولة فلسطين، وسنأخذ استخلاصات التحقيق بكل جدية وصرامة، وبما يضمن صون الحريات، وعدم السماح بالمساس بها من ناحية، وبما يضمن أيضاً حماية مكانة مؤسسة الشرطة وانجازاتها التي تحققت بفعل التفاف شعبنا حول مؤسسته الأمنية ودورها في ترسيخ الأمن والاستقرار”.
وأكد رئيس الوزراء على أهمية الدور الذي يقوم به أبناء شعبنا في المهجر، بما في ذلك إيصال رسالتنا للخارج ودعم صمود شعبنا، وقال “وجودكم هنا مهم ويحمل رسالة ودور مهم للنشاط الذي يمكن أن تلعبوه في دول الاغتراب بنقل الواقع الفلسطيني عبر معايشته مع أشقائكم في الوطن”، وأضاف الشباب الفلسطيني المغترب سفراء لقضية شعبنا ونقل رسالته للعالم”.
وعبر فياض عن أمله في أن يكون مؤتمر الشباب المغترب مؤتمرا سنوي باعتباره يمثل نقطة إيجابية للتواصل والتعرف والحضور، ودعا الشباب المغترب إلى ممارسة فلسطينيتهم، مشددا على انه بإمكانهم أن يلعبوا دورا مهما وايجابيا في قضية فلسطين وبإمكانهم أن يساهموا في تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الصمود الفلسطيني بشتى الوسائل سيما وان الهوية الوطنية الفلسطينية تستهدف بشكل كبير”.
وفي ختام حديثه أكد رئيس الوزراء انه يجب تعاون مختلف الجهات والمؤسسات والفصائل والكنائس ومؤسسات المجتمع المدني من اجل تحقيق الطموح الفلسطيني وفي استكمال وتعميق الجاهزية لإقامة دولة فلسطينية الديمقراطية، والتي يعيش جميع أبنائها بتساوي موضحا أن المغتربين جزء أساسي من الشعب الفلسطيني، ويمكنّهم من المساهمة بشكل ايجابي في تحقيق هذا الهدف عبر تعزيز العمل المشترك القائم على الشباب الذين يعتبرون نقطة الارتكاز القوية والبناءة.
وفي وقت لاحق افتتح رئيس الوزراء الأقسام الجديدة في مستشفى العائلة المقدسة في مدينة بيت لحم، بحضور وزيرة السياحة رولا معايعة، حيث أشار رئيس الوزراء إلى الدور الهام الذي تقوم به الكنيسة، ليس فقط بالدور الروحي على أهميته، بل وبالدور الهام الذي تقوم به في التنمية الاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها من المجالات الحيوية.
وأكد رئيس الوزراء أن انجاز مشروع الأقسام الجديدة في المستشفى يشكل إضافة نوعية باتجاه المزيد من التميز والاختصاص، وأشاد بالخدمات الهامة التي يقدمها المستشفى لحديثي الولادة، والأمهات، كما أشاد باهتمام المستشفى بالفئات الأقل حظاً.
كما افتتح رئيس الوزراء اليوم في مدينة رام الله مقر جمعية اللد الخيرية، حيث أشاد رئيس الوزراء بالدور الهام الذي تقوم به كافة المؤسسات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني في تقديم الخدمات الاجتماعية والثقافية والصحية والتعليمية لأبناء شعبنا، والتي سدت ثغرة هامة جداً، وأسهمت في تمكين شعبنا من الثبات والصمود والاستمرار في البقاء على أرض وطنه خلال سنوات الاحتلال، والتي سبقت قيام السلطة الوطنية، ودعا إلى الاستفادة إلى أقصى درجة ممكنة من التكاملية في الأدوار بين المؤسسات الرسمية والأهلية.
وكان رئيس الوزراء وفي وقت سابق من اليوم، قد افتتح سوق رام الله للمنتجات الريفية في مدينة رام الله، والذي تنظمه الجمعية الفلسطينية لصاحبات الأعمال “أصالة” ، والذي يهدف إلى دعم النساء العاملات ورفع القدرة التنافسية للمنتجات الريفية، حيث تفقد رئيس الوزراء الأقسام المختلفة في للمعرض.